أخبار و نشاطاتأخر الاخبارسلايدر

الاستشارات النيابية في بعبدا افضت الى تكليف مصطفى اديب تشكيل الحكومة الرئيس المكلف: لا وقت للوعود والتمنيات بل للعمل بقوة بتعاون الجميع

أجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون استشارات نيابية في قصر بعبدا طوال فترة قبل ظهر اليوم، لمعرفة الشخصية التي يسميها النواب لتكليفها تشكيل الحكومة الجديدة. وقد افضت هذه الاستشارات الى تكليف السفير مصطفى اديب بهذه المهمة، بعد ان ابلغ الرئيس عون رئيس مجلس النواب نبيه بري حصيلة هذه الاستشارات، فيما تم استدعاء السفير اديب الى القصر الجمهوري لتكليفه.

وفي وقت اكتفى الرئيس بري بالقول: “عقبال الحكومة في اسرع وقت”، وهو يغادر القصر الجمهوري، اكد الرئيس المكلف اديب ان “لا وقت للكلام والوعود والتمنيات، بل للعمل بكل قوة بتعاون الجميع من اجل تعافي وطننا واستعادة شعبنا الامل بغد افضل، لان القلق كبير لدى جميع اللبنانيين على الحاضر والمستقبل”.

كما اكد “العمل لاختيار فريق عمل وزاري متجانس من اصحاب الكفاءة والاختصاص وننطلق سريعا بالتعاون مع المجلس النيابي الكريم، في اجراء الاصلاحات الاساسية وبسرعة”.

ميقاتي
وكان الرئيس عون استهل الاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا عند الساعة التاسعة صباحا بلقاء الرئيس نجيب ميقاتي الذي قال بعد اللقاء: “تشرفت بلقاء فخامة الرئيس في اطار الاستشارات النيابية الملزمة. تكلمنا عن الصعوبات والتحديات الكبيرة التي تواجهنا اليوم على كل الأصعدة الاقتصادية والبيئية والتربوية والاجتماعية خاصة بعد الكارثة الكبيرة التي حصلت بعد 4 آب الحالي، كلنا واعون لهذا الامر ونعلم ان شخصا بمفرده لا يمكن ان يخرج كما يقول المثل الزير من البير. ان الوضع صعب جدا وامامنا الكثير من التحديات ونريد ان نكون جميعا يدا واحدة. ولكن في النهاية لدينا اليوم خيارات متعددة وسميت الدكتور مصطفى اديب سفير لبنان في برلين للقيام بمهمة ان يكون على رأس فريق عمل ورئيسا للحكومة كي يكون هذا الفريق مع وزرائه المختصين قادرين على القيام بالعمل المطلوب في هذه المرحلة الصعبة جدا. ان شخصا بمفرده لا يمكن ان يكون في هذه المرحلة ويواجه كل الصعوبات، اما اذا كان فريق العمل كاملا متكاملا منسجما مع بعضه ومن اختصاصيين فيمكن ان نعد اللبنانيين ساعتئذ بمستقبل واعد”.

وردا على سؤال، قال: “تحدثت مع فخامة الرئيس أيضا عن ان الوقت له ثمن كبير وكفانا تضييعا له وللفرص، تم اختيار شخص وأتمنى ان تتألف الحكومة في اسرع وقت ممكن. ان الرئيس الذي سيكلف والذي آمل ان يكون الدكتور مصطفى اديب، سيقوم بعدها بالاستشارات مع الكتل النيابية ليشكل الحكومة ويتقدم بعرض التشكيلة لفخامة الرئيس”.

سئل: هل ستكون الحكومة حكومة وحدة وطنية او ماذا؟ لانه بمجرد اختيار الدكتور اديب هذا يعني انها ليست سياسية؟ فأجاب: “اخترنا ان يكون الدكتور اديب لكي تكون رسالة اننا نريد حكومة وليدعوا العمل السياسي للسياسيين، لدينا اعمال يومية إصلاحية أساسية في البلد، انريد ان نواجهها ام لا؟ هل نواجهها بالقال والقيل وبالتواصل الاجتماعي او بالعمل الجاد والجدي. هذا هو المطلوب في الوقت الحاضر”.

وردا على سؤال عمن طرح اسم اديب، قال: “اننا في لقاءاتنا كرؤساء حكومة سابقين استعرضنا مروحة كبيرة من الأسماء ووجدنا ان لديها جميعا القدرات كي تكون في هذه المرحلة. وقد حافظنا على سرية المداولات في هذه الاجتماعات طيلة هذا الأسبوع، هو قريب مني واتشرف بذلك ولكن الذي طرح الاسم هو الرئيس سعد الحريري”.

سئل: هل سيكون مصطفى اديب حسان دياب ثان، أجاب: “بدعمنا لا”.

سئل: كنتم داعمين لحسان دياب، اجاب: “ابدا”.

الحريري
بعدها، استقبل الرئيس عون الرئيس سعد الحريري الذي تحدث بعد اللقاء الى الصحافيين فقال: “سميت السفير مصطفى اديب لتشكيل الحكومة، كما سبق واعلنا بالامس بعد اجتماع رؤساء الحكومة السابقين. يجب ان يكون هدفنا جميعا اعادة اعمار بيروت، خصوصا بعد التفجير، وتحقيق الاصلاحات المالية والاقتصادية التي بات يعلمها الجميع، والوصول الى اتفاق سريع مع صندوق النقد الدولي، ليعاود المجتمع الدولي دعمه للبنان للسيطرة على الانهيار الاقتصادي الحالي وتحقيق النمو بعدها، بإذن الله. تعلم الكتل النيابية انه للوصول الى الهدف، على الحكومة ان تتشكل من اشخاص معروفين بالكفاءة والنزاهة والاختصاص، ويجب تشكيلها بسرعة وصياغة بيانها الوزاري بشكل اسرع، وقد ابدت الكتل النيابية نيتها التعاون مع الحكومة للاسراع في تنفيذ الاصلاحات. اود ان اجدد القول ان الهدف هو اعادة اعمار بيروت، لان ما حصل هو دمار شامل، واذا اردنا تحقيق ذلك، علينا وضع خطة واضحة مع مساعدات من الخارج لاعادة صورتها الى ما كانت عليه، وهذا هو الهدف الاساسي بالنسبة الي وبالنسبة الى رئيس الحكومة، ويجب تحقيق الاصلاحات لاعادة ثقة اللبنانيين والعالم باقتصادنا للخروج من الازمة”.

سئل: ما الفارق بين هذه الحكومة والحكومة السابقة؟ وكان اسمك مطروحا بقوة، فما الذي حصل؟
اجاب: “كلنا نعلم الظروف التي اوصلت الى هذا الموقف، ومعروف سبب اعتراض الكتل النيابية علي، وقد رأيت ان البلد ليس بحاجة الى مناورات بل الى حلول والنهوض والالتقاء مع مبادرة الرئيس الفرنسي. فالرئيس ماكرون يعمل مع المجتمع الدولي من اجل نهوض لبنان من الركام واجراء اصلاحات حقيقية والتعاون مع صندوق النقد. وقد عاينا سابقا ما كانت عليه نتيجة عدم التعاون بين الافرقاء السياسيين على البلد، والتجربة السابقة كانت فاشلة جدا. من هنا، ليس هناك فريق سياسي اكبر من مطالب الشعب، ولا من حاجة هذا الشعب الى الحلول، وليس عليه ان يترك البلد تحت شعار اما اصلاح كل شيء او الاعتكاف. لا اعتقد ان هذا هو الحل، بل ان نقول موقفنا السياسي بوضوح في ظل الخلاف مع افرقاء سياسيين، والمواجهة. اخيرا، سيكون لي حديث خلال اليومين المقبلين لشرح المرحلة المقبلة”.

وردا على سؤال حول شكل الحكومة، اوضح الحريري انه “يجب ان تكون من اختصاصيين، وغير تابعين لاي حزب سياسي، بل اناس عملوا وبرعوا في مجالهم (الطب، الهندسة، الزراعة، الاقتصاد…). ولا اعني هنا ان يكونوا تكنوقراط، فهؤلاء هم اكاديميون، ونحن في حاجة الى اختصاصيين حققوا نجاحا”.

سئل: القوات اللبنانية اعلنت انها ستسمي نواف سلام. اجاب: “كل شيء له حسابه”.

سلام
ثم التقى رئيس الجمهورية الرئيس تمام سلام الذي صرح بعد اللقاء، فقال: “ان البلد يمر بمأزق صعب جدا وحالة عصيبة وتراكم للكثير من الأمور التي أوصلت الجميع الى مكان مطلوب فيه ان تبذل جهود جبارة وكبيرة. على كل المسؤولين ان يدركوا ان هذه فرصة للبنان واللبنانيين، لانقاذ وطنهم انطلاقا من تفاهمهم وبدعم عربي ودولي مطلوب لنتمكن من المضي في طريقنا ونشكل في اقرب فرصة، ومن دون تأخير، حكومة انقاذ تضع امامها هدف العمل السريع لتلافي وتصحيح كل الأخطاء التي اوصلتنا الى ما وصلنا اليه”.

أضاف: “من هنا سميت الدكتور مصطفى اديب وهو اديب بكل معنى الكلمة وحمله سيكون ثقيلا. لكن من جهتنا، التزمنا بتسميته مع اخواني رؤساء الوزراء السابقين وليقدرنا الله ان نتمكن من دعمه وتوفير كل ما يلزم له كي ننطلق الى مرحلة فيها بعض الامل خلافا لكل المرحلة السابقة التي شابها الكثير من السلبيات”.

سئل: هل سيتمكن من القيام بما اتفقتم عليه؟ أجاب: “نتأمل ونسعى الى ذلك، لانه ليس في استطاعتنا ان نتخلى. ادرك ان الأمور وصلت في البلد الى حيث لم يعد احد يعجبه شيئا كما لم يعد لاحد الامل به، واعرف ان الكثير من اللبنانيين يتخذون قرارا صعبا بالرحيل الا ان لبنان سيبقى لبنان وسنبقى فيه جميعا وسنتحمل المسؤولية. انها ليست سهلة أقول ذلك بموضوعية لا سيما بعد التراكمات التي اوصلتنا الى ما وصلنا اليه، لم يعد الامر سهل ابدا”.

وردا على سؤال، أجاب: “كان لا بد من التوصل الى توافق حول اسم، من الطبيعي ان ثمة من يرى في غيره فرصة أيضا او انهم يريدون هم ان يكونوا في هذا الموقع، الا ان هذا لا يمنع اننا وصلنا الى هذا المكان وسنعطيه اوفر الحظوظ”.

وعن رفضه تحمل هذه المسؤولية، أجاب: “كنت واضحا وقلت أسباب رفضي وشرحتها بالتفصيل ولا زلت عند موقفي، ولكن هذا لا يعني انني اتخلى عن مؤازرة ودعم أي فرصة يمكن ان تكون فيها فائدة للبلد وان شاء الله تكون هذه هي الفرصة”.

الفرزلي
واستمر شريط الاستشارات النيابية بلقاء الرئيس عون نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي الذي قال بعد اللقاء: “هناك قول يقضى على المرء في محنته ان يرى بالحسن ما ليس بالحسن. لا استطيع في ايام المحنة التي نعيشها، ان ارى حسنا ما تفضل به السادة رؤساء الحكومة السابقين من طرح لاسم لترؤس الحكومة، مع احترامي الشديد له ولسمعته الايجابية، الا انني، من موقع انني لا استطيع الركون الى امر غير معروف من قبلي، لا يمكن ان اراهن الا على مستقبل عمله كي يكسب الثقة المرجوة والمرغوبة والمنشودة من قبلي، عبر ترؤس الحكومة والعمل على قاعدة الاصلاحات المطلوبة بالتنسيق مع فخامة الرئيس. لذلك، تريثت وتحفظت ووضعت ورقة بيضاء بين يدي فخامة رئيس الجمهورية”.

سئل: لماذ لم تسم احدا؟ اجاب: “ليس هناك من داع لذلك، طالما ان النية لدى معظم الكتل، فالمسألة ليست مسايرة لاحد، بل تحقيق الغاية المرجوة، وعندما سميت الرئيس الحريري لضرورة ترؤسه هذه الحكومة، كان هناك غاية وطنية اساسية بعنوان لم الشمل الذي دعيت اليه منذ مدة. اما وقد شاء السادة رؤساء الحكومة السابقون تسمية من سموه، فلا بد لي من الانتظار، فتحفظت”.

سئل: ما تعليقك على ان تكون الحكومة من اختصاصيين؟
اجاب: “منذ متى كانت تأتي الحكومة غير اختصاصية؟ الاختصاص موجود في كل مكان، داخل المجلس النيابي وخارجه. لذلك هذه التسميات وخلافها، غايتها فقط المناورة والدوران حول فكرة التهرب من شكل حكومة سياسية او تكنوسياسية، لذلك فلننتظر”.

كتلة تيار المستقبل
ثم التقى الرئيس عون كتلة “تيار المستقبل” التي تحدث باسمها النائب سمير الجسر فقال: “ابلغنا فخامة الرئيس قرار كتلة المستقبل النيابية بتسمية الدكتور مصطفى اديب لتكليفه برئاسة الحكومة العتيدة”.

سئل: بـ18 صوتا؟ أجاب: “نعم”.

كتلة الوفاء للمقاومة
بعدها، التقى رئيس الجمهورية وفد كتلة “الوفاء للمقاومة” التي تحدث باسمها النائب محمد رعد، فقال: “ابلغنا فخامة الرئيس موافقة الكتلة الصريحة والواضحة على تسمية الرئيس المرشح تكليفه تشكيل الحكومة الدكتور مصطفى اديب. ابدينا استعدادنا الكامل للتعاون الايجابي وندعو الجميع الى ابداء مثل هذا التعاون لما فيه مصلحة لبنان، خدمة الاولويات لهذه المرحلة وفي طليعتها تحقيق الاصلاحات، اعمار بيروت، تثبيت الامن، النهوض بالوضع الامني والاقتصادي”.

كتلة التكتل الوطني
بعد ذلك، استقبل الرئيس عون كتلة “التكتل الوطني” التي تحدث باسمها النائب فريد الخازن فقال: ” نظرا للتوافق او شبه التوافق العام على اسم رئيس جديد لحكومة لبنان، قررنا ككتلة “التكتل الوطني” ان نسمي سعادة السفير اللبناني في برلين السيد مصطفى اديب رئيسا لحكومة لبنان على امل، وهذا هو الأساس، ان يتم تأليف حكومة من شخصيات واناس أصحاب نزاهة وكف نظيف وكفاءة، ويكونوا حاملين لمشروع انقاذي للبلد. ان لبنان بحاجة الى إصلاحات جذرية مطلوبة داخليا وخارجيا. نتمنى التوفيق له وان تكون هذه الخطوة بادرة خير للبنان وللشعب اللبناني”.

وردا على سؤال عن شكل الحكومة، أجاب: “ان ما يهمنا اكثر من هذه التسميات التي استهلكت في البلد ان تكون الحكومة من أصحاب كفاءة ونزاهة وان تحمل مشروعا اصلاحيا حقيقيا”.

كتلة نواب اللقاء الديموقراطي
ثم التقى رئيس الجمهورية كتلة نواب “الحزب التقدمي الاشتراكي”. وتحدث بعد اللقاء النائب تيمور جنبلاط فقال: “نحن كلقاء ديمقراطي وكحزب تقدمي اشتراكي، مطالبنا كبيرة وطموحاتنا كبيرة. أولا الانتخابات النيابية المبكرة، وقانون إنتخابات لا طائفي، ونطالب ونحلم بدولة مدنية، وحتى تحقيق ذلك، نطلب من الحكومة أن تحافظ على ما تبقى من اتفاق الطائف، وأن تركز على الاصلاحات لأن الشعب اللبناني يموت جوعا، ومن أجل الشباب اللبناني الذي يهاجر لتأمين مستقبله في الخارج. ونتمنى ان تتشكل هذه الحكومة في اسرع وقت ممكن. واسمي باسمي وباسم الكتلة والحزب، مصطفى اديب لترؤس الحكومة”.

سئل: هل هناك ضغوط عليكم للمشاركة في الحكومة؟
اجاب: “كلا ولن نشارك، ونتمنى للحكومة كل النجاح والتوفيق”.

الكتلة الوسطية
بعد ذلك، التقى الرئيس عون “الكتلة الوسطية المستقلة” التي تحدث باسمها النائب جان عبيد فقال: “نحن ولاعتبارات عديدة منها التاريخ والصداقة والمواهب والأفكار التي يملكها، نرشح الأستاذ مصطفى اديب وان شاء الله يكون موفقا وتكون اموره مسهلة ومجيئه جذابا ومقنعا”.

الكتلة القومية الاجتماعية
بعدها، استقبل الرئيس عون وفد “الكتلة القومية الاجتماعية”. وبعد اللقاء تحدث النائب اسعد حردان الى الصحافيين، فقال: “ما قلناه لفخامة الرئيس هو اننا ضد الفراغ في المؤسسات لانه اضعاف لمنطقها ولمنطق الدولة، ونحن في هذه الفترة احوج ما نكون الى الابتعاد عن الفراغ. لذلك، نحن مع الاسراع في تكليف رئيس حكومة وتشكيل الحكومة. ونحن مع الاستقرار في لبنان كونه قاعدة اساسية وقناعة بالنسبة الينا، كما تعزيز السلم الاهلي والوحدة الوطنية، وهي مسائل لبقاء لبنان والا نعلم جميعا ما سيؤول اليه الوضع، وما نعيشه اليوم. انسجاما مع هذا الموقف، ومع التوافق السياسي الحاصل، وتسهيلا للامور، نحن نؤيد هذا التوافق السياسي”.

كتلة اللقاء التشاوري
ثم التقى الرئيس عون كتلة “اللقاء التشاوري” التي تحدث باسمها النائب الوليد سكرية فقال: “اننا في اللقاء التشاوري ينقصنا اليوم النائب فيصل كرامي الذي تغيب بداعي السفر، موقفنا واحد وبالاجماع أي أربعة أصوات، لم نسم لاسباب عديدة. كلنا نعرف ان البلد يواجه تحديات كبرى ابتداء من تحديات طارئة تمثلت بانفجار بيروت وما الحقه من دمار وما يتطلبه من معالجة سريعة الى معالجة الوضعين الاقتصادي والمالي، وخصوصا السياسي لمعالجة الدين العام الذي كان احد أسباب الخلاف عليه الإطاحة بالحكومة السابقة، الى نظام سياسي جديد للبنان القرن الحادي والعشرين لان النظام للقرن العشرين اعتقد انه اوصلنا الى التعثر ولم يوصلنا الى الحلول السليمة رغم ان اتفاق الطائف رسم حلولا بان يكون مجلس الشيوخ وفق القانون الأرثوذكسي ومجلس النواب خارج القيد الطائفي ولكن لم ينفذ”.

أضاف: “واجهنا اليوم بدعة تتمثل في ان من يسميه بعض رؤساء الحكومات السنة يكون هو رئيس وزراء السنة او رئيس وزراء لبنان. ان رئيس الوزراء هو رئيس وزراء كل لبنان وليس رئيس وزراء فريق من الطائفة السنية وإلغاء الفرقاء الاخرين للطائفة. كذلك يكون الامر في الطائفة الشيعية والطائفة المارونية وفي كل الطوائف والا نكون وكأننا نذهب الى قانون ارثوذكسي في مجلس الوزراء والمجلس النيابي في وقت ان القانون الأرثوذكسي وفق اتفاق الطائف هو لمجلس الشيوخ فيما مجلس النواب خارج القيد الطائفي”.

وتابع: “اننا بحاجة الى نظام سياسي يطور الأوضاع ويعالج المشاكل الكبرى الاستراتيجية في النظام السياسي وصولا الى المشاكل الطارئة. وامام هذه التحديات تفاجأنا بتسمية لرئيس حكومة لا نعرف ما هو برنامجه السياسي كما لا نعرف انه تعاطى السياسة سابقا وله رأي، وما هو البرنامج الذي اتفق عليه بين بعض الكتل الكبرى التي اتفقت سرا وما هي السياسية الاقتصادية التي ستكون وكيف سيعالجون خدمة الدين والمسألة المالية والدين العام للدولة اللبنانية وكيف سيتعاطون مع النظام السياسي. نحن لا نعرف شيئا من ذلك، لذلك نحن لم نسم وعند تشكيل الحكومة يكون لكل حادث حديث ونتمنى للحكومة الجديدة النجاح والتوفيق لحل مشاكل لبنان”.

وعن موقفه فيما هم حلفاء “حزب الله”: أجاب: “انا مع المقاومة التي هي شيء فيما تشكيل الحكومة شيء اخر”. وعن سبب عدم سير الحلفاء باحدهم، أجاب: “اسألوا حلفاءنا”.

وردا على سؤال، أجاب: “نحن مع تنفيذ اتفاق الطائف بانشاء مجلس الشيوخ الذي يمثل الطوائف ويحميها من خوف تآكل الأقليات والمجلس النيابي خارج القيد الطائفي واكبر دائرة انتخابية على مستوى الوطن. اننا مع لبنان دائرة انتخابية واحدة لانتاج مشاريع وطنية وخطاب وطني للخروج من الخطاب الطائفي والمذهبي والمناطقي، فهذا هو الخلاص للبنان المستقبل. واذا ما كان بحاجة الى التطوير فنحن مستعدون لذلك لكن ان نقف متمترسين امام ما نحن عليه وراء طوائفنا ومذاهبنا ومناطقنا فاعتقد ان على لبنان السلام ونكون بذلك ندفنه”.

كتلة الجمهورية القوية
ثم التقى الرئيس عون كتلة “الجمهورية القوية”، وتحدث باسمها النائب جورج عدوان فقال: “اتينا كقوات لبنانية للمشاركة في الاستشارات لنبرهن مرة جديدة اننا نستطيع من خلال المؤسسات نقل وجهة نظر الناس بعيدا عن التسويات وتجربة من تم تجربته. ان ترف الوقت لم يعد موجودا وحان وقت الخيارات لتغيير الواقع المذري. من هذا المنطلق، اخترنا الاستاذ نواف سلام لان لا تجارب مجهولة معه. نعلم استقلاليته ونظرته السيادية وعلاقاته الدولية، وهو لا يخضع للضغوط، ونحن بحاجة في هذه المرحلة إلى أناس من هذا النوع، وليس لمن ينتظر الاستشارة لاتخاذ قراره، وحان الوقت لأخذ القرار والعمل على ان يكون من يكلف هو المسؤول، وليس واجهة لغيره او لتسويات اللحظة الاخيرة. الم نتعلم من الممارسات السابقة والتجارب التي كان آخرها 4 آب كم كلفت الناس والى اين اوصلتنا؟ نحن لا نشبه من يقومون بذلك، وسنعارض من داخل المؤسسات ونرفع صوت الناس والتغيير ونعدكم بالنجاح، ولن نقبل بتسويات لا داخلية ولا خارجية على حساب الشعب اللبناني، نعرف كيف نجري الاصلاح ومن بامكانهم تحقيقه، ونخوض اليوم تجربة جديدة ستخسرنا الوقت ولن توصلنا الى مكان. كنا نأمل ان يكون من استقال من النواب، معنا اليوم لابداء رأيهم ولرفع الصوت ومنع مرور أي قوانين لا تترجم وجع الناس”.

اضاف: “كنا صادقين بموضوع أهم طرحه علينا فخامة الرئيس ويتعلق بالدولة المدنية وقلنا إن كل الأمور تبحث عندما يجرد فريق مسلح من سلاحه، فلا يمكننا الجلوس الى طاولة مع فريق يملك كل قدراته واسلحة ويتحدث بهذه القدرات فيما نتحدث معه بالديموقراطية. نحن منفتحون على الحوار لكن مع أفرقاء أحرار لا ضغوط عليهم. ان الوقت حاليا لا يسمح بذلك، وأيا كانت الدولة، صديقة أو غير صديقة، لا يمكنها ادراك مصلحتنا اكثر منا. نحن سياديون ونعلم ما الافضل للبنان، ولن نغير موقفنا، وكل هذا الموضوع يحصل بعد ان تسيطر الدولة على كل اراضيها، ويعود اليها قرار الحرب والسلم”.

سئل: ما الفرق بين نواف سلام ومصطفى اديب؟ وقد رفضتم تسمية الرئيس الحريري بنصيحة سعودية، فيما طلب الرئيس ماكرون في اتصال مع رئيس القوات تسمية اديب ولكنه رفض ذلك؟
اجاب: “بعد ما قلته، هناك نصائح دولية بالبحث بتغيير النظام، وقد اتت هذه المرة من اصدقاء. ولكن ما نطرحه يثبت ان قرارنا في يدنا ونحن سياديون. اما تسمية سلام وليس الاستاذ اديب، فهو لان الاول خاض تجربة ومواقفه واضحة وموقعه الدولي معروف، ويمكنه قول لا”.

سئل: في هذه المرحلة يجب تضافر كل الجهود، فيما القوات تسبح عكس التيار.
اجاب: “نحن نسبح بتيار الشعب اللبناني، والناس في الشارع، والتيار الذي لم يسمح بتدمير البلد بينما كان يتم هذا التدمير على مراحل وآخرها في 4 آب. ولو كان لدينا حسابات وتسويات لكان موقفنا مختلفا اليوم ونحن راضون بمواقفنا وبما يريده الناس”.

سئل: ألم يعد سعد الحريري ووليد جنبلاط يشبهان القوات اللبنانية؟
اجاب: “ببعض المواقف لا يشبهاننا وليس من المعيب ان نقول ذلك. ويجب على كل منا ان يكون له رأيه واسلوب عمله، ويجب ان نملك الصدق والشفافية لقول الامور كما هي”.

سئل: لماذا لم تسمون سلام في المرة السابقة؟
اجاب: “لكل ظرف حيثياته ومعطياته. ورسالتنا اليوم هي انه يمكنكم الاستمرار في التسويات التي تريدون ولكننا غير مستعدين ان نكون الى جانبكم وفق الطريقة التي تعملون فيها”.

سئل: لماذا لا تبحثون قيام الدولة المدنية اليوم؟
اجاب: “عندما يجلس أفرقاء على الطاولة يجب ان تكون ارادتهم حرة ومتساوون، وبوجود السلاح نحن لسنا مستعدين للبحث بالدولة المدنية”.

سئل: هو لا يضع الصواريخ على الطاولة. اجاب: “لكنه يضعها في مكان آخر”.

سئل: سبق ان اقمتم تحالفا رباعيا مع حزب الله عام 2005. اجاب: “جربنا 15 سنة، ولسنا مستعدين للتجربة بعد”.

دمرجيان
والتقى الرئيس عون النائب ادي دمرجيان الذي اعلن بعد اللقاء انه سمى السفير مصطفى اديب.

ضاهر
بعد ذلك، استقبل رئيس الجمهورية النائب ميشال ضاهر الذي قال:” نظرا للوضع الدقيق في البلد لا سيما الوضعين الاقتصادي والمالي، اعتقد ان حكومة تسويات لا تنجح. ان ما يحصل اليوم لجهة تسمية الدكتور اديب يعني انها حكومة تسوية. لقد سبق ان جربنا حكومة مماثلة ونريد حكومة انقاذ، نريد أناسا يفهمون ملفاتهم لان الناس لا يهمهما اليوم الوضع السياسي بل همها كيف ستعلم أولادها وكيف ستأكل فيما نحن نخسر خيرة المجتمع اللبناني نتيجة الأوضاع الاقتصادية والمالية”.

أضاف: “اننا نريد حكومة انقاذ بكل ما للكلمة من معنى وبكل صراحة سميت الوزيرة السابقة ريا الحسن لانها كانت وزيرة مالية ناجحة، ونحن نريد حكومة انقاذية لديها رؤية. وقد تحدثت الى الرئيس عون وتمنيت عليه الاتيان بأناس ناجحين باعمالهم ولا يعملون بعقلية الموظف مع احترامي لكل الموظفين. أناس يدفعون معاشات كل اخر شهر ومدركون للوضع الاقتصادي والاجتماعي. سننتظر التركيبة السياسية ومن هم الوزراء وعلى ضوء ذلك نعطي الحكومة الثقة او نحجبها عنها”.

روكز
ثم استقبل رئيس الجمهورية النائب شامل روكز الذي قال للصحافيين:” لم اسم أحدا لاني اعتبر ان النهج والأسلوب لا يزالان كما كانا عليه في السابق، خصوصا انه بات هناك عادات جديدة في الحياة الديموقراطية. لذلك لم اسم لترك المجال للاسم المطروح بقوة لمرحلة تأليف الحكومة لانه بالنسبة لي، فاني مع تأليف حكومة مستقلين مع صلاحيات استثنائية ليترك لها المجال لتكون فاعلة في ظل عدم امتلاكنا لترف الوقت. اني اعتبر ان الدكتور اديب لديه فرصة كبيرة ليكون رئيسا للحكومة بالثقة السياسية لكنني آمل ان يحظى بالثقة الشعبية التي هي في مكان فيما الطروحات السياسية في مكان اخر”.

سئل: ماذا تعني حكومة مستقلة وكيف ستنال ثقة قوى سياسية في البرلمان؟ أجاب: “اني اعتبر ان كل القوى السياسية فشلت في المرحلة السابقة واوصلت البلد الى ما هو عليه. واعتقد ان حكومة مستقلة مع فاعليات مهمة اقتصاديا قادرة على احداث الفرق مستقبلا، لان الطبقة السياسية ذاتها ستنتج الفشل ذاته، لذلك فلنذهب الى طبقة ثانية تكون قادرة على إعطاء نتيجة للبلد لأننا لا نملك ترف الوقت”.

وعما اذا كان موقفه من عدم التسمية ينسحب على جلسة الثقة، أجاب: “الامر يتوقف على نوعية الحكومة التي سيأتي بها الرئيس المكلف، فاذا كانت حكومة مستقلين سنكون ايجابيين اما اذا لم تكن كذلك فسنكون في الوضع الذي نحن عليه”.

سعد
بعدها، تحدث النائب اسامة سعد بعد لقائه الرئيس عون، فقال: “في مكرمة، لا ندري من اين اتت، سيكون للبنان رئيسا للحكومة. ولم اسم احدا اليوم، لان التسمية اوكلت لجهة ما، ولسياسات ما، ولمخابرات ما، ولتفاهمات ما، اكانت من الشرق او الغرب. الاستشارات لا تقرر وباتت شكلية مع الاسف. لذلك، لم اسم دياب قبلا وتوقعت لحكومته الفشل، ولم اسم اليوم اديب لاعتبارات مشابهة. واوجزت للسيد رئيس الجمهورية رأيي في الاوضاع والمخاطر والمخارج المطلوبة لتخطي الانهيارات الكبرى والازمة المستحكمة، ولا ادري اذا كان هذا الرأي سيحظى بالاهتمام. ولكن، في العجز والفساد والتبعية، تآكلت الشرعية الدستورية. والصمت على التقريع والتأنيب والتدخل من حكام الدول، لم يسئ للمرجعيات بقدر الاساءة للكرامة والسيادة الوطنية. لقد تصارعوا وتفاهموا ونهبوا وفي النهاية، انفجر لبنان على اوضاع مذرية”.

اضاف: “نحن امام انهيار دولة، 17 تشرين ثورة الشباب والغضب العارم ومطلب التغيير والارادة الشعبية الجديدة التي لا ينفع معها انكار او قمع او احتواء. ان الحل الذي نطرحه بسيط وديمقراطي ووطني، وهو ادارة صراع، وليس تسوية، بين شرعية دستورية متهالكة ومرتكبة واخرى شعبية تريد الدولة المدنية والتغيير. هذا الصراع تحكمه ضوابط ووقائع على الارض، هو صراع سلمي وصحي، والمجال الوحيد لادارته هو مرحلة وحكومة انتقالية في ملفات محددة يجب وضع اليد عليها، مرتبطة بالانهيارات الكبرى والازمات وقانون الانتخاب وباستقلالية القضاء وشبكة الامان الاجتماعي، وبصلاحيات تشريعية. كفى تجارب فاشلة واستهتارا بالبلاد وانحدارا في السياسة وانكارا لمطالب بالناس بالتغيير والمحاسبة”.

سئل: لماذا لم تسم احدا؟ اجاب: “انا اسمي مشروعا وليس اشخاصا”.

مخزومي
والتقى الرئيس عون النائب فؤاد مخزومي الذي قال: “سمينا السفير نواف سلام لأننا نعتبر انه مستقل في هذه المرحلة وباستطاعته القيام بالواجب في رئاسة مجلس الوزراء”.

السيد
بعدها، التقى رئيس الجمهورية النائب جميل السيد الذي قال: “تشرفت بلقاء فخامة الرئيس، وقد اتيت لياقة واحتراما لفخامته. لم اسم احدا لانني اعتبر ان الطريقة والاسلوب المعتمدين غير ملائمين لهذه المرحلة، كما ان هذا التوافق، بغض النظر عن الشخص الذي يملك صفاتا جيدة، يدفع الى التساؤل عن مدى قدرته على التحرر من الذين سموه وان يعمل في المرحلة القادمة، وهو ليس ب”سوبرمان”، لانه سيعمل في دولة مصادرة باداراتها ومؤسساتها. لذلك اقول ان التسوية هي مسألة شكلية عنوانها “وضع القطار على السكة”، اما العبرة الاساسية فهي تشكيل الحكومة وتركيبتها لاحقا، فإلى اي مدى ستكون هناك حكومة متحررة تستطيع ان تعود الى الوراء للمحاسبة وان تتقدم الى الامام للبناء، وهذا المطلوب من اي حكومة. فهل سيطلق من سموا هذه الشخصية، يده لمحاسبتهم ومحاسبة ازلامهم؟ هذا السؤال الكبير. هل سيتخلون عن مواقع اساسية في الدولة مكرسة للطوائف والمذاهب بالوراثة؟ يجب ايجاد اداة للعمل، والا فلا اصلاح. وبالتالي، نحن نحكم على رئيس الحكومة والحكومة لاحقا في مجلس النواب، وسنمنح الثقة وفق التركيبة الحكومية، وقد شهدنا ما حصل في حكومة الرئيس دياب، هو شخص جيد ونظيف، ولكنه تعرض لصراع مع نصف فريق العام 2005 الذي اتى به. اما اليوم، فمهمة الرئيس المكلف ستكون مزدوجة الصعوبة مقارنة بالذي سبقه، لانه عندما يتواجد الجميع يكون الهم اكبر ولو ان الانطباع في السياسة يكون اكثر راحة”.

اضاف: “ان عنوان المرحلة المقبلة المال والاصلاحات، وانا طبعي غير تشاؤمي، انما اقول انه حتى الآن، نشكر الرئيس ماكرون على مسعاه، وليس صحيحا انه ابلغ الاسم الى فخامة الرئيس لانني سألت فخامته عن الموضوع ونفى ذلك، وما حصل ان الرئيس عون ابلغ نظيره الفرنسي وجود ثلاثة اسماء. ولكن، لولا جهود فرنسا لما كان هناك من اسم، ونتمنى ان يبقى في لبنان بضعة اسابيع لانه لا يفيد التكليف فقط. اما بالنسبة الى الاسماء الثلاثة التي طرحت، فأعتبر ان الانسب بينهم هو مصطفى اديب ولو انني لم اسمه، ولكن انا انظر الى الشخص وليس بالسياسة، ولو كانت هناك ارادة حقيقية كما يجب وحتى لو كان من تيار المستقبل، فكان يمكن مثلا تقديم اسم سمير الجسر فهو يملك المواصفات والمؤهلات، وتجربتنا النيابية معه تظهر امتلاكه حدودا عالية من الاستقلالية في القرارات، ولو كان بين الاسماء الثلاثة، لما كنت محرجا في تسميته، ولو اردت ان اكون لئيما، لسميت محمد الحوت مثلا كونه يليق بكم اكثر من غيره من هذه الاسماء، ولكنني لا اريد ذلك، فلم اسم احدا”.

سئل: ماذا عن غسان عويدات؟
اجاب: “هو قاض له مركزه، وفي نظري مدعي عام التمييز اهم من رئيس الجمهورية لان قراره لا يرد وغير قابل للمحاسبة. لذلك، فإن هذا المنصب هو الافضل من وجهة نظري”.

وردا على سؤال، اوضح “اننا نقوم بواجبنا وننشد الحد الاقصى الذي يلائم تطلعاتنا وهو موقفي منذ زمن بعيد، ويجب اعمار الدولة قبل وضع الاستراتيجية والا نكون كمن يبني السقف دون اساس، وهذا هو الفارق بيننا وبين الآخرين”.

وعن الوقت الذي سيستغرقه تشكيل الحكومة، اجاب: “اذا ما ارادوا التقسيم وفق الطريقة السابقة، بقي الرئيس دياب اكثر من شهر لتشكيل الحكومة دون نتيجة، قبل ان يهدد الحزب بالخروج لتصطلح الامور. لن يهدد الرئيس ماكرون بالاستقالة طبعا، ولكنه طلب حكومة بمواصفات معينة لفتح المجال امام المساعدات للخروج من الازمة، الا ان رأيي انه “سيكفر”.

الصمد
والتقى رئيس الجمهورية بعد ذلك النائب جهاد الصمد الذي قال: “التزاما بالمسؤولية والوكالة التي حملني إياها الناس الذين لي الشرف بتمثيلهم، ونظرا لما يمر به البلد وللطريقة التي يتم فيها الاستهزاء والاستخفاف بمقام رئاسة الحكومة، سميت شخصا مستقلا لديه كفاءة وصاحب علم ومعرفة ولديه التزام، انه انسان مجرب ولديه خبرة كبيرة وهو رجل المرحلة على ما اعتقد القادر على القيام بالمهام المصيرية، وهو المهندس الفضل شلق ووضعت الاسم لدى فخامة الرئيس”.

تكتل لبنان القوي
كما التقى الرئيس عون “تكتل لبنان القوي” الذي تحدث باسمه النائب جبران باسيل فقال: “سمى تكتل لبنان القوي السفير مصطفى اديب لرئاسة الحكومة وذلك لثلاثة أسباب رئيسية: أولا استجابة ونزولا عند خيار القوة السياسية الاكثر تمثيلا لموقع رئاسة الحكومة، وثانيها لانه من أصحاب الاختصاص والخبرة بالعمل الحكومي والديبلوماسي ومعرفة بالدولة في وقت نحن بامس الحاجة للإسراع في المعرفة بتطبيق برنامج إصلاحي نطالب ان ينفذ بسرعة. اما ثالثا: فللجانب الشخصي المتعلق بمعرفتنا بسفير لديه الحس الوطني والأخلاق والقدرة على التواصل مع المجتمع الدولي وهو ما اثبته في عمله والذي لبنان بحاجة له في هذه المرحلة، كما لديه القدرة على التواصل مع كل اللبنانيين وقد اثبت ذلك أيضا في عمله في سفارة ودولة فيها جالية لبنانية كبيرة ومتنوعة”.

أضاف: “املنا ان يكون جميع الوزراء في الحكومة على هذه الشاكلة من الاختصاص والكفاءة والقدرة الشخصية بغض النظر اذا كان لدى بعضهم ميول سياسية او لا، فهذا هو حق لكل لبناني يقوم بعمل عام. ان هذه المرحلة تقتضي القدرة على اتخاذ القرار والانجاز. نحن بطبيعة الحال طالبنا ونعود اليوم لنطالب من جديد بتشكيل حكومة منتجة وفاعلة واصلاحية بمعنى ان تكون ملتزمة بتنفيذ برنامج إصلاحي محدد البنود والزمن لتنفيذه. وكنا قد قمنا نحن وعدد من القوى البرلمانية بالعمل على هذا البرنامج، اما لماذا أقول القوى البرلمانية فلان هذا البرنامج الإصلاحي لا يتطلب الالتزام من الحكومة فحسب بل أيضا من المجلس النيابي لان الالتزام فقط من الحكومة لا يكفي. وهنا اعتقد ان علينا جميعا ان نقدم هذا الالتزام ولو كان توقيعا، التزام امام الشعب اللبناني، ولدينا فرصة لاستكمال الامر والاستفادة من زيارة الرئيس الفرنسي لنقدم هذا الالتزام امام المجتمع اادولي الذي نطلب مساعدته. وهذا الامر يجب ان يترجم في البيان الوزاري الذي على أساسه نقرر اذا ما كنا سنعطي الثقة او لا في المجلس النيابي”

وتابع: “نحن في نهاية الامر نلتزم بتسهيل تشكيل الحكومة بسرعة وسنبدي كل المرونة اللازمة بكل الاشكال المطلوبة ليحصل اتفاق سريع على حكومة بصيغتها وطريقة تشكيلها. وطبعا ننتظر تصور رئيس الحكومة بمناقشاته ومشاوراته مع الكتل البرلمانية ولكن الأهم واستباقا لكل ما يمكن ان يقال والذي يتبين كل مرة عدم صحته، فان “تكتل لبنان القوي” سيكون الجهة الدافعة للتسهيل والإسراع في تشكيل حكومة ينتظرها اللبنانيون وأول مهماتها الاهتمام بالمنكوبين في بيروت. ان البيروتيين ينتظرونها وإعادة اعمار بيروت يجب ان تكون اولويتها والناس الذين لا يزالون مشردين لهم الحق علينا بالإسراع لكي تكون لديهم حكومة تهتم بامورهم”.

كتلة نواب ضمانة الجبل
واستقبل الرئيس عون وفد نواب كتلة “ضمانة الجبل”. وتحدث النائب طلال ارسلان بعد اللقاء، فقال: “سمت الكتلة السفير مصطفى اديب، مع الامل بالالتزام ببرنامج عمل محدد بوقت زمني، وليس بأشخاص بغض النظر عن اسماء رئيس الحكومة والوزراء، لانقاذ البلد من الوضع الذي يقبع فيه والوقت الطويل ليس لصالحنا”.

كتلة نواب الارمن
ثم التقى الرئيس عون كتلة “نواب الارمن”، وتحدث باسمهم النائب آغوب بقرادونيان، فقال: “انطلاقا من مبدأ التوافق الوطني وخصوصا في هذه الظروف العصيبة، نسمي باسم الكتلة السفير مصطفى اديب ونتمنى له النجاح. كما ندعو الى تشكيل حكومة انقاذية تتمثل فيها اكبر نسبة من الشرائح اللبنانية بما في ذلك ممثلون عن المجتمع المدني، تكون اولويتها محاربة الفساد وانقاذ البلد من الازمة المالية واعادة اعمار بيروت والمناطق المجاورة المتضررة والتعويض على المتضررين، وضرورة اقامة برنامج اصلاحي جذري لقيامة لبنان الغد”.

كتلة التنمية والتحرير
واختتم رئيس الجمهورية شريط الاستشارات النيابية بلقاء وفد كتلة “التنمية والتحرير”. وبعد اللقاء، تحدث النائب انور الخليل باسم الكتلة، وقال: “تماشيا مع ما اعلنه الرئيس نبيه بري من موقف صريح لتأييد من يرشحه الرئيس الحريري، فإننا سمينا سعادة السفير مصطفى اديب ليكون المكلف في تشكيل الحكومة العتيدة، متمنين له التوفيق في مهامه لتأتي حكومة جامعة وقادرة متجانسة ومنتجة من اخصائيين مشهود لهم بالخبرة والكفاءة ونظافة الكف وحسن السيرة، تنكب على انجاز الاصلاحات المطلوبة، وحكومة انقاذ مالي واجتماعي تتمكن من انتشال لبنان من هذا المستنقع الذي هو فيه ومن استعادة الثقة من جميع اللبنانيين ومن المجتمعين العربي والدولي”.

بيان التكليف
وبعد انتهاء الاستشارات النيابية، تلا المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير بيان التكليف، جاء فيه: “صدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية البيان التالي: عملا بأحكام البند /2/ من المادة /53/ من الدستور المتعلق بتسمية رئيس الحكومة المكلف، وبعد أن أجرى فخامة رئيس الجمهورية الاستشارات النيابية الملزمة اليوم الإثنين الواقع فيه 31 آب 2020، وبعد أن تشاور مع دولة رئيس مجلس النواب وأطلعه على نتائجها رسميا، استدعى فخامة الرئيس عند الساعة الثالثة عشرة والنصف السفير الدكتور مصطفى أديب لتكليفه تشكيل الحكومة”.

لقاء ثلاثي
وعند الساعة الواحدة والنصف من بعد الظهر، وصل رئيس الحكومة المكلف مصطفى اديب الى قصر بعبدا، لينضم الى لقاء الرئيسين عون وبري.

بري
وبعد انتهاء اللقاء، خرج الرئيس بري وسئل عن انطباعه وتوقعه، فاكتفى بالرد: “عقبال الحكومة في اسرع وقت”.

الرئيس المكلف
وبعد انتهاء الاجتماع مع الرئيس عون، ادلى الرئيس المكلف اديب بالتصريح التالي: “تشرفت بمقابلة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وابلغني قرار النواب في الاستشارات الملزمة تكليفي بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، فشكرته وشكرت السادة النواب على ثقتهم، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا في تشكيل الحكومة باسرع وقت ممكن.

في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا، لا سيما بعد التفجير المدمر في المرفأ وسقوط شهداء وجرحى ومفقودين، لا وقت للكلام والوعود والتمنيات. الوقت للعمل بكل قوة بتعاون الجميع من اجل تعافي وطننا واستعادة شعبنا الامل بغد افضل، لان القلق كبير لدى جميع اللبنانيين على الحاضر والمستقبل.

وباذن الله سنوفق في هذه المهمة لاختيار فريق عمل وزاري متجانس من اصحاب الكفاءة والاختصاص وننطلق سريعا، بالتعاون مع المجلس النيابي الكريم، في اجراء الاصلاحات الاساسية وبسرعة، ما من شأنه ان يضع البلد على طريق التعافي الصحيح ووقف النزف المالي والاقتصادي والاجتماعي الخطير، فنستعيد نحن اللبنانيين مبادرة الامل والعمل لانهاض وطننا وتحقيق عافيته.

الفرصة امام بلدنا ضيقة والمهمة التي قبلتها هي بناء على ان كل القوى السياسية تدرك ذلك وتفهم ضرورة تشكيل الحكومة في فترة قياسية، والبدء بتنفيذ الاصلاحات فورا من مدخل الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.

واقول للبنانيين: قدرنا ان نتغلب على الاحزان والاوجاع وننهض باستمرار بوطننا. ايماننا ثابت بالله سبحانه وتعالى وببلدنا وبقدرته على النهوض مجددا. عزمنا راسخ بأن ارضنا ستبقى مصانة رغم النكبات المتتالية التي تتعرض لها. معا نصنع الامل بالحاضر والمستقبل فادعوا لنا بالتوفيق، ونحن واياكم بالعزيمة والقوة ذاتها دفاعا عن لبنان. وشكرا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى