مدير مركز جنيف: نحتاج لما هو أبعد من مجرد التسامح لنبلغ مرحلة الاحتفاء بالتنوع الثقافي
لمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي للحوار والتنمية لعام 2019 الذي يحتفى به في 21 أيار من كل عام، دعا المدير التنفيذي لمركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي السفير ادريس جزائري، إلى “الاحتفاء بالتنوع الثقافي الذي هو تراث مشترك”.
وأفاد جزائري بأن “التنوع يتعرض للرفض كنتيجة لذلك لأنه يزعم بأنه مصدر للضعف. إن إقصاء وتهميش الناس كما شوهد في العديد من البلدان يغذي كراهية الأجانب والتعصب والعنصرية. كما أن انتشار الأزمات والصراعات قادر على تقسيم المجتمعات وتعزيز الكراهية والتعصب والعداء بين الشعوب بحكم الأصول الثقافية والدينية. وعلاوة على ذلك، عوامل مثل عدم وجود وجهات نظر للمستقبل والانتقاص من الكرامة وفشل الحوكمة وعدم المشاركة الديمقراطية وعدم المساءلة وعدم الشفافية دفعت الأفراد والجماعات إلى البحث عن ملجأ في الهويات الفرعية القبلية وجعل من التعصب والتطرف شعارا لهم”.
واضاف: “في مثل هذا السياق، يجب أن يفوق التسامح اللامبالاة والقبول السلبي للآخرين. ويجب اعتبار التسامح شكلا من أشكال التحرر، تقبل بموجبه اختلافات الآخرين وكأنها حاصلة فينا. وعلى الرغم من أن جميع الثقافات لها بعض الخصائص، والتي هي بالتحديد جزء من ثرائها، إلا أن الإنسانية في القرن الحادي والعشرين أصبحت أقرب إلى بعضها البعض”.
وشدد جزائري على “أهمية تحديد المثل الملهمة لتعزيز الوحدة في التنوع. التسامح ليس غاية في حد ذاته، إنه طريق يؤدي إلى التعاطف. وهذا التعاطف هو بوابة السلام الحقيقية”.
وقال: “يتعين على صانعي القرار العالميين والزعماء الدينيين القيام بدور حاسم في التنديد بإنهاء الممارسات التي تعيق الاحتفاء بالتنوع الثقافي ووضع حد لهذه الممارسات”.
واعتبر انه: “بدون تسامح وتفاهم متبادل، لا يمكن إقامة شراكات بين الثقافات والأديان. وإن إقامة مثل هذه الشراكات يتطلب تنظيم حوار وإجراءات ملموسة، ويجب أن تستند إلى احترام ومعرفة بعضنا البعض”.
وأشار إلى الإعلان الختامي للمؤتمر العالمي بشأن “التوجه نحو المزيد من التلاقي الروحي في جميع أنحاء العالم لدعم حقوق المواطنة المتساوية” الذي اعتمد كنتيجة للمؤتمر العالمي الذي عقد في 25 حزيران بشأن “الأديان والمعتقدات وأنظمة القيم: تضافر الجهود من أجل تعزيز حقوق المواطنة المتساوية” تحت رعاية الأمير الحسن بن طلال من المملكة الأردنية الهاشمية والذي تلقى الدعم الكامل من الأمين العام للأمم المتحدة”.
وقال: “إن الإعلان يعبر بشكل ملموس عن المثل العليا المتمثلة في استعادة التطلعات لعالم يعيش في سلام ووئام وتسخير الوحدة من خلال الاحتفاء بالتنوع”.
كما أثنى السفير جزائري على “الوثيقة المشتركة بشأن الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك”، التي اعتمدها سماحة الإمام الأكبر للأزهر شيخ أحمد الطيب وقداسة البابا فرانسيس، خلال الزيارة التاريخية الأخيرة إلى الإمارات العربية المتحدة في 4 شباط من هذا العام”.
وقال: “إن الوثيقة المشتركة تشاطر المبادئ والقيم الأساسية الواردة في الإعلان الختامي للمؤتمر العالمي المعقود في 25 حزيران 2018 الذي يحتفي بالتنوع وثقافة الأخوة والتعاطف مع الآخر”.
كما أشار إلى “القرار الأخير الذي اعتمد في المنتدى العالمي الخامس للحوار بين الثقافات الذي عقد في باكو، أذربيجان من 1 – 3 أيار، والذي دعم الإعلان الختامي للمؤتمر العالمي والوثيقة المشتركة حول الأخوة الإنسانية”.
وأضاف أن “هذا التوافق المتزايد في الآراء سيجد مزيدا من الدعم في المؤتمر القادم الذي سيعقد في 19 حزيران في فيينا بشأن موضوع “من الأديان والتعاون بين الحضارات إلى التضامن الإنساني” بتنظيم مركز باكو الدولي للتعاون فيما بين الأديان والثقافات ووزارة الشؤون الخارجية لجمهورية أذربيجان ومركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات”.