لماذا عليكم خفض اللحوم الحمراء؟
تقدم اللحوم الحمراء فوائد غذائية قيّمة جداً، فهي غنيّة بالبروتينات العالية الجودة، وتُعتبر مصدراً ممتازاً للفيتامينات B، والحديد، والزنك. لكن من جهة أخرى، إنها مليئة بالدهون المشبعة والكولسترول، وهي المواد التي رُبطت بأمراض القلب والأوعية الدموية. فماذا يقول الخبراء عن ذلك، وكم مرّة يمكنكم التلذّذ بالستايك وأنواع أخرى تحبونها؟
أوصَت «American Institute for Cancer Research» بتفادي اللحوم المصنّعة والاكتفاء باستهلاك 12 إلى 18 أونصة من اللحوم الحمراء أسبوعياً، أي ما يعادل 4 إلى 6 حصص. لكن في حال وجود تاريخ عائلي لأمراض القلب، فالأفضل التحدّث إلى الخبراء، مثل اختصاصية التغذية، لتخصيص خطّة ملائمة للوجبات ومعرفة كيف يمكن إدخال اللحوم الحمراء إلى الغذاء.
الدهون المشبعة والكولسترول
بما أنّ اللحوم الحمراء تحتوي على الدهون المشبعة والكولسترول الغذائي، لا بدّ إذاً من الحرص على وضع حدّ للحصص بشكل يُبقي الكمية الكلية في الغذاء ضمن الجرعات اليومية الموصى بها. يجب قراءة الملصق الغذائي المدوّن على أغلفة اللحوم التي يتم شراؤها لأنّ محتوى الدهون المشبعة يختلف بحسب النوع والقطعة، وبالتالي يمكن أن يتراوح من 1 إلى 10 غ. إستناداً إلى جمعية القلب الأميركية، يجب الاكتفاء بـ5 إلى 6 في المئة من السعرات الحرارية الناتجة من الدهون المشبعة. يعني ذلك إذا كنتم تتبعون حمية من 1500 كالوري، عليكم عدم استهلاك أكثر من 10 غ من الدهون المشبعة يومياً، بما أنّ كل 1 غ من الدهون يحتوي على 9 كالوري.
زيادة خطر السرطان
وعلى صعيد آخر، فعند طهي اللحوم الحمراء على درجة حرارة عالية، مثل الشوي، يتم إنتاج مادتين رُبطتا بخطر السرطان هما «HCAs» و»PAHs». وخلُصت دراسة نُشرت عام 2008 في مجلة «Cancer Epidemiology, Biomarkers and Prevention» إلى أنّ استهلاك اللحوم الحمراء المطبوخة حتى درجة «جيّدة» إلى «جيّدة جداً» قد رفع بشكل ملحوظ خطر سرطان البروستات. ناهيك عن أنّ بحثاً نُشر عام 2013 في مجلة «Nutrition and Cancer» وجد أنّ «HCAs» و»PAHs» الناتجة من اللحوم الحمراء قد عزّزت أيضاً احتمال الإصابة بسرطان القولون.
تحفيز أمراض القلب
وهذا ليس كل شيء! فلقد أظهرت دراسة نُشرت في حزيران عام 2019 في «British Medical Journal»، حلّلت بيانات صحّية تابعة لـ53,553 امرأة و27,916 رجلاً لا يشكون من أمراض القلب، وجود رابط بين هذه المشكلة الصحّية واستهلاك اللحوم الحمراء غير المصنّعة. المشاركون الذين تناولوا مزيداً من اللحوم الحمراء لمدة 8 سنوات كانوا أكثر عرضة للوفاة خلال السنوات الثماني اللاحقة. اكتشف الباحثون أنّ زيادة جرعة اللحوم المصنّعة المستهلكة بمعدل لا يقلّ عن نصف حصة يومياً وأكثر له علاقة بزيادة احتمال الموت بنسبة 13 في المئة.
في حين أنّ رفع كمية اللحوم غير المصنعة إلى الجرعة ذاتها قد عزّز احتمال الوفاة بنسبة 9 في المئة. وعلى وجه التحديد، فقط حصة واحدة يومية إضافية من اللحوم المصنّعة على مدار 8 أعوام قد رُبطت بارتفاع خطر الموت من أمراض القلب بنسبة 19 في المئة.
من ناحية أخرى، توصلت دراسة عام 2010 نُشرت في مجلة «Circulation» إلى أنّ اللحوم الحمراء غير المصنّعة لا ترتبط بارتفاع خطر أمراض القلب التاجية أو السكري. الأشخاص الذين تناولوا اللحوم الحمراء 8 مرات أسبوعياً لم يعانوا ارتفاع أي من هذه الأمراض مقارنةً بنظرائهم الذين اكتفوا باستهلاك هذه الأطعمة مرّة واحدة أو أقل في الأسبوع. غير أنّ اللحوم المصنّعة قد ساهمت في تعزيز هاتين المشكلتين الصحّيتين. كل حصّة يومية من اللحوم المصنّعة قد رفعت خطر أمراض القلب بنسبة 42 في المئة، والسكري بنسبة 19 في المئة.
ووفق «Harvard Health Publishing» فإنّ أي لحوم تحتوي على مواد حافظة أو يتم حفظها عن طريق تعريضها للتدخين أو التمليح أو المعالجة تُصنّف باللحوم المصنّعة. إنها تشمل على سبيل المثال الهوت دوغ، ولحم الخنزير المقدد، والنقانق.
ما العمل إذاً؟ الأفضل أخذ الحيطة والحذر وإبقاء جرعة اللحوم المصنّعة ضمن الحدّ الأدنى لأنّ هذه المأكولات تحتوي على مزيد من المواد الحافظة المضرّة بالقلب وكذلك الصوديوم، بحسب «Harvard Health». فضلاً عن ضرورة عدم استهلاك أكثر من 18 أونصة من اللحوم غير المصنّعة أسبوعياً، بحسب توصيات «American Institute for Cancer Research».