الإشاعات لا تكفّ عن التأكيد على خطورة حالة «عادل إمام»
لا ندري إطلاقاً ما هي الغاية من إخفاء حقيقة ما يعانيه أو يواجهه بعض النجوم من مصاعب وعقبات صحية، حيث إعتدنا على نفي أي معلومة سلبية عن أوضاعهم، ثم لا نلبث أن نسمع بخبر وفاتهم. لا يوجد منطق في هذه الصورة، فالناس التي تسأل عن صحة وسلامة هذا الفنان أو ذاك، إنما تفعل ذلك من محبّتها له، وخوفها على عافيته، فلا يوجد معجب إلاّ ويكنّ الحب والمودّة لنجمه المفضّل أو لأي فنان آخر، فما من سبب لكرهه إياه أبداً، بل بالعكس إن الصورة السلبية موجودة عند الفنانين بين بعضهم البعض لأسباب مهنية بحتة، أما الجمهور فبراء من التهمة التي وبشفافية كاملة قد تطال بعض الدخلاء على الوسط النقدي الفني من المنقادين لرغبات فنان ضد آخر ضمن لعبة المناكفات التافهة بين فنانين فاشلين وأدواتهم في الوسط الصحفي لضرب أخصامهم.
نقول هذا ونحن نشهد حالتين غير ثابتتين من الوقائع: قلّة من الفنانين تصارح جمهورها وتطلب لنفسها منهم الدعاء مثلما حصل مع الراحل فاروق الفيشاوي الذي تجرّأ وأعلن عن إصابته بالمرض الخبيث ولم يترك أي فرصة لأي شخص كي يقول أو يفعل شيئاً فأقفل على الماكينات الدعائية التي تشيع الكذب والإفتراء بحق المشاهير من دون وجه حق. بينما يفضّل آخرون إبقاء الأمر سراً لعل الأمور تتحسّن، فيُنكرون مرضهم ويدّعون العافية التامة بينما هم يتأوّهون ويتوجعون في سرّهم ثم نسمع بخبر رحيلهم وقد كانوا في حالتهم أحوج ما يكونون إلى الدعاء وهو ما كان الجمهور الذي لطالما أحبهم قادراً على فعله بصدق ومن أعماق القلب، والحالة الثانية واكبناها في بيروت مع الفنان المميّز ملحم بركات، عندما تجرّأت إحدى الزميلات وأعلنت خطورة حالته الصحية وحصل نفي قاطع لكلامها ثم تبيّن أن الخبر صحيح وخسر الوسط النغمي والغنائي بعد فترة قصيرة أحد أبرز علاماته.
شريهان وأدعية كثيرة من أجل شفائه
والوضع يتجدّد الآن مع الفنان الكبير عادل إمام الذي تطاله إشاعات مرض ووفاة لا عدّ لها، وفي وقت كان يرد شخصياً على الإشاعات بأسلوبه الساخر (ما تقولوا لنا التعازي فين) فإنه في الفترة الأخيرة ما عاد يرد من كثرة التركيز على بث خبر سيئ عنه، إلى أن حان موعد تكريمه في مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما منذ أيام، فشكر القيّمين على التكريم وإعتذر عن الحضور لأسباب صحية وناب عنه في تسلّم درع التكريم نجله البكر المخرج رامي إمام الذي أكد أن «الأستاذ عادل يعاني من نزلة برد شديدة لكنها ليست كورونا والحمد للّه، منعته من الحضور وهو يعتذر». وكان ممكناً أن تنتهي القصة عند هذا الحد، لولا أن إستوقفنا وبشكل لافت ما غرّدت به الفنانة العائدة قريباً إلى الساحة الفنية مع الإخوة العدل «شريهان» وقالت فيها:
نجله رامي قال إنه مصاب بنزلة برد قوية
«اللهم يا سامع دعاء العبد إذا دعاك، يا شافي المريض بقدرتك، اللهم إشفه شفاء لا يُغادر سقماً، اللهم ألبسه لباس الصحة والعافية يا رب العالمين، اللهم إني أسألك من عظيم لطفك وكرمك وسترك الجميل، أن تُشفيه وتمدّه بالصحة والعافية. سلامتك ألف مليون سلامة عادل إمام»، مثل هذا الدعاء الطويل لا يقال لمصاب بالزكام أو الأنفلونزا أو المتوجع من سبب عادي، لكنه يقال تضرّعاً للخالق من أمر أهم وأعظم. لكننا نرجو للفنان الكبير الذي يحتفل في السابع عشر من أيار/ مايو المقبل بعيد ميلاده الثمانين، موفور الصحة والعافية وأن يبقى منارة ضحك في يومياتنا المثقلة بالدموع والمآسي.