الأمم المتحدة: العالم يتجه نحو تغير مناخي حاد والغازات المسببة للاحتباس الحراري ترتفع لمستوى قياسي
أفاد تقرير صادرعن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن العالم يتجه سريعا نحو تغير مناخي حاد، حيث سجل انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري مستوى قياسيا العام الماضي، ما يضع العالم على مسار ارتفاع الحرارة ثلاث درجات مئوية في المتوسط.
ويأتي التقرير الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة للبيئة -وهو أحدث تقرير يشير إلى أن العالم يتجه سريعا نحو تغير مناخي حاد- بعد عام شهد تطرفا في الطقس مثل انحسار الجليد سريعا في القطب الشمالي وموجات حر قياسية وحرائق غابات في سيبيريا ومنطقة الغرب الأمريكي.
وقال باحثون من هيئة كوبرنيكوس للتغير المناخي الأوروبية الاثنين إن الشهر الماضي نوفمبر/تشرين الثاني كان أكثر حرارة على الإطلاق.
وقالت إنجر أندرسون، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة “عام 2020 في طريقه لأن يصبح أحر عام على الإطلاق، فيما تستمر حرائق الغابات والعواصف وموجات الجفاف في نشر الدمار”.
ويقيس تقرير “فجوة الانبعاثات” السنوي الفجوة بين الانبعاثات المتوقعة وتلك المتوافقة مع الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية هذا القرن على النحو المتفق عليه في اتفاقية باريس 2015.
والتزمت الدول بموجب الاتفاق العالمي للمناخ بهدف بعيد المدى للحد من ارتفاع متوسط درجات الحرارة إلى أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية ومواصلة الجهود لخفضها أكثر إلى 1.5 درجة مئوية.
ومع هذا، تزايدت الانبعاثات بمتوسط 1.4 بالمئة سنويا منذ 2010 مع زيادة أكثر حدة بلغت 2.6 بالمئة العام الماضي ويرجع ذلك في جانب منه إلى الزيادة الكبيرة في حرائق الغابات.
وبلغ إجمالي انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون في 2019 مستوى قياسيا جديدا وصل إلى 59.1 جيجا طن.
وشهد العام الحالي تراجعا مؤقتا في الانبعاثات بسبب تباطؤ الاقتصادات نتيجة لجائحة فيروس كورونا. وقال التقرير إن تراجع السفر والنشاط الصناعي وتوليد الكهرباء بسبب الجائحة من المرجح أن يساعد على انخفاض الانبعاثات سبعة بالمئة، بما يفضي إلى انخفاض درجات الحرارة 0.01 درجة مئوية فقط بحلول عام 2050.
وتنظم الأمم المتحدة وبريطانيا اجتماعا عبر الإنترنت السبت بمناسبة مرور خمسة أعوام على اتفاقية باريس، وتخضع الحكومات لضغوط للمضي قدما في الالتزام بأهداف أكثر صرامة للمناخ قبل نهاية العام.
وتضمن تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة إن عددا متزايدا من البلدان التزم بالتخلص تماما من الانبعاثات بحلول منتصف القرن لكن هناك حاجة لتحويل هذه الالتزامات إلى سياسات قوية على المدى القصير وتحركات فعلية.
وتابع التقرير “لا يزال يتعين زيادة مستويات الطموح في اتفاقية باريس إلى ثلاثة أمثاله تقريبا من أجل تحقيق مسار الدرجتين مئوية ويتعين زيادتها إلى خمسة أمثال لتحقيق مسار 1.5 درجة مئوية”.