صعدت أسعار النفط أمس مدعومة بانفراجة محتملة في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والمساعي التي تقودها “أوبك” لكبح الإمدادات، على الرغم من أن التعاملات اتسمت بالهدوء مع هيمنة أجواء العطلة على كثير من الأسواق.
وتتلقى الأسعار دعما من جهود “أوبك” وحلفائها في تقييد المعروض النفطي من خلال إجراء تخفيضات إنتاجية أعمق يبدأ تطبيقها في مطلع العام الجديد وتستمر على مدار الربع الأول من عام 2020.
بحسب “رويترز”، ارتفع خام القياس العالمي برنت 28 سنتا أو 0.4 في المائة إلى 67.48 دولار للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 25 سنتا أو 0.4 في المائة إلى 61.36 دولار للبرميل.
وقال ستيفن إينس كبير محللي السوق الآسيوية لدى “أكسي تريدر”، “إن أسعار النفط تواصل إظهار القوة بنهاية العام مدعومة بمزيج من تقدم حاسم في الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين، واتفاق “أوبك+” في ديسمبر، وتباطؤ نشاط النفط الصخري.. كل هذا يشير إلى أداء أقوى لأسعار النفط في الربع الأول مما كان يتوقعه أي شخص قبل شهرين فحسب”.
وألحقت الحرب التجارية المستمرة منذ قرابة 17 شهرا الضرر بنمو الاقتصاد العالمي والطلب على النفط، ما أسفر عن تحرك الأسعار في نطاق محدود معظم العام.
وتسبب انخفاض الطلب في تقليص فعالية تخفيضات الإمدادات التي تنفذها منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” وحلفاء من بينهم روسيا.
واتفقت المجموعة التي يطلق عليها مسمى “أوبك+” على تمديد وزيادة تخفيضات الإنتاج التي ستزيح ما يصل إلى 2.1 مليون برميل يوميا من الإمدادات من السوق أو نحو 2 في المئة من الطلب العالمي.
ويراهن كثير من المختصين على أداء جيد للسوق النفطية في الربع الأول من 2020 خاصة في ضوء توقعات بتقلص إنتاج النفط الصخري الزيتي الأمريكي وتحسن مؤشرات الطلب العالمي على النفط وتراجع مخاوف النمو، في ضوء الانفراجة الأخيرة في جهود احتواء مخاطر الحرب التجارية.
ويعتقد محللون نفطيون أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إتمام صفقة تجارية أولية مع الصين، كان أنباء إيجابية للغاية وداعمة لاستقرار الأسواق وتوقعات النمو في العام المقبل، خاصة أنها ترافقت مع بيانات تؤكد حدوث انخفاض جديد في مستوى المخزونات النفطية، وهو ما يعزز خطة “أوبك+” لاستعادة توازن الأسواق.