بري في الذكرى ال 42 لاخفاء الامام الصدر ورفيقيه: لتشكيل حكومة قوية تمتلك برنامجا انقاذيا اصلاحيا وليأخذ التحقيق مجراه بانفجار المرفأ
أكد رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ان “الوطن لم يعد يمتلك فائضا كافيا من الوقت لاستهلاكه وإضاعته وصرفه على المماحكات والمناورات وتصفية الحسابات الشخصية الضيقة وممارسة الدلع والمراهقة والمقامرة والمغامرة بالوطن لتحقيق مكاسب آنية”، لافتا الى ان “الوطن ايضا لم يعد يمتلك فائضا من الاستقرار السياسي ولا الاقتصادي ولا المالي ولا فائضا من ثقة المواطن وثقة الخارج بالدولة وسلطاتها وادوارها، وأن الوطن لم يعد يمتلك فائضا من الاستقرار الامني الذى بدأ يهتز”.
وحذر من “الاستمرار في الاداء والسلوك السياسيين اللامسؤول”، لافتا الى ان هذا السلوك “يمثل أرضيه خصبة لاعادة استيلاد الفوضى وايقاظ الشياطين النائمة من الخلايا الارهابية والتي تتحين الفرصة للانقضاض على الاستقرار في لبنان والعبث بالوحدة والسلم الاهلي”.
ونبه رئيس المجلس من ان “الخوف والقلق على لبنان هذه المرة ليس من الخارج انما من الداخل”، قائلا: “اذا كان الفساد والاهمال والاستهتار اسبابا مباشرة لكل الازمات التي نعاني منها في لبنان وكانت ايضا سببا للانفجار الذي كاد ان يزيل العاصمة عن الوجود، فإن الاستخفاف والحقد والانانية والكيدية السياسية وانعدام المسؤولية الوطنية والانكار كلها قد تكون مسببات تضع لبنان على حافة خطر وجودي”.
وفي الشأن الحكومي، دعا الى “وقف الحملات الاعلامية والتراشق الكلامي”، مشددا على “ضرورة الاسراع في تشكيل حكومة قوية جامعة للكفاءات تمتلك برنامجا انقاذيا اصلاحيا محددا بفترة زمنية توازي بين اعادة الاعمار لما تهدم في بيروت والقيام بالاصلاحات الضرورية”.
كما دعا الرئيس بري باسم كتلة “التنمية والتحرير” وحركة “أمل”، كافة “المكونات السياسية في لبنان، في المعارضة والموالاة والجادين والصادقين في الحراك، الى الحوار تحت سقف المؤسسات حول مفهوم الدولة المدنية وصياغة قانون انتخابي خارج القيد الطائفي وانشاء مجلس للشيوخ وتعزيز استقلالية القضاء وتطويره”.
وجدد دعوته “أبناء أفواج المقاومة اللبنانية أمل الى أن يبقوا على أتم الجاهزية والاستعداد من موقعهم كمبتدأ للمقاومة وخبرها لمجابهة اي اعتداء صهيوني على لبنان الى جانب حزب الله”. كما دعا الى “العمل لمنع الانزلاق الى المكان الذي يريد العدو اخذ الوطن اليه”، مؤكدا ان “الوحدة بين ابناء المقاومة الواحدة والوطن الواحد يحمى بها لبنان وتدرأ فتنة هي أشد من القتل”.
وفي الوقائع المتصلة بالمنطقة، أكد الرئيس بري ان “كل ما يحصل في المنطقة والاقليم من سد النهضة الى مأرب الى الجولان الى حصار ايران، هدفه أسرلة فلسطين وتهويد القدس وتمرير صفقة القرن وضم منطقة اغوار الاردن”.
وفي قضية الامام الصدر ورفيقيه، شدد على ان هذه القضية “لن تموت الى ان يرث الله الارض ومن عليها، ولن تنتهي الا بعودة الامام الصدر ورفيقيه وكشف كل الملابسات المحيطة بهذه الجريمة”.
كلام ومواقف رئيس مجلس النواب جاءت في الكلمة التي ألقاها احياء للذكرى الثانية والاربعين لجريمة اخفاء السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين في عين التينة، بحضور عائلة الامام الصدر السيدة رباب الصدر شرف الدين وكريمته السيدة مليحة الصدر والسيد رائد شرف الدين واعضاء هيئة الرئاسة في حركة “أمل”.
وجاء في كلمة الرئيس بري:
“بسم الله الرحمن الرحيم
أيها اللبنانيون..
أيها الحسينيون..
يا أبناء الإمام الصدر
للحسين في عاشورائه.. حيث يسبقنا الحزن ويشدنا الإنتماء..
للصدر في ذكراه يحدونا الأمل والرجاء..
إمامان بعضهما من بعض.. دفق نبوة وقبس من ضياء..
بين السلة والذلة.. صرخة دوت من كربلاء هيهات.. هيهات أطلقها سيد الشهداء..
رجع الصدى صوت موسى إرثنا في ثورتك يا وارث الأنبياء..
كما عهدنا لم ينقطع مع عاشوراء.. سيدي أبا صدري أبدا ما بقي الليل والنهار، عهد لن ينقطع معك ورفيقيك الى أن يحين اللقاء..
إثنان وأربعون عاما لن نمل الإنتظار هو عهد ووعد ونهج وانتماء.. لكل اللبنانيين على مختلف طوائفهم وانتماءاتهم.. لكل الأحرار في هذا العالم الذين يستوطن الصدر في جوارحهم وعقولهم ووجدانهم داعية حوار ومشعل هداية نحو الطريق المستقيم.
لأبناء أفواج المقاومة اللبنانية أمل، تلامذة قائدهم العظيم يقرأون في كفيه آيات النصر ويتلون بلسانه سورة العصر إن الإنسان لفي خسر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.
للذين لا زالوا يرددون إبتهالاته في الكنائس، “لا يستوي حب الله وكره الإنسان”.. “أبتاه اغفر لهم إنهم لا يدرون ما يفعلون”.
لهؤلاء الأوفياء الذين حال تفشي الوباء بينهم وبين المشاركة والإحتشاد في يوم الوفاء لإمامهم وقائدهم… لهم جميعا.. لأسرة الإمام الصدر، وعائلة فضيلة الأخ الشيخ محمد يعقوب والسيد عباس بدر الدين، للاعلام الوطني والعربي والدولي المسؤول ألف تحية وبعد..
من جريمة إختطاف الإمام الصدر وما آلت إليه التحقيقات بهذه القضية أبدأ لأؤكد:
أولا: إن قضية إخفاء الإمام جريمة متمادية حصلت على الأراضي الليبية، على أيدي الطاغية معمر القذافي قبل 42 عاما، هي قضية لبنانية سيادية بقدر ما هي قضية محورية، وقضية مركزية لدى عائلة الإمام ولدى الحركة التي لا زال الإمام الصدر مؤسسها وقائدها الى أن يرث الله الأرض ومن عليها، قضية لن تموت ولن تنتهي الا بعودة الإمام وكشف كل الملابسات المحيطة بهذه الجريمة.
ثانيا: إن كل الروايات التي سمعناها ونسمعها عن هذه الجريمة الجبانة، عبر الشاشات وعلى ألسن البعض تبقى من نسج الخيال ولا ترتكز على أي معطى حقيقي يمكن الركون إليه وهي تناقض حقيقة ما هو متوافر لدى القضاء ولدينا من معطيات، وإن تسويق مثل تلك الأراجيف يندرج في سياق تضييع بوصلة التحقيق الذي يواكب بشكل حثيث ومستمر من قبل لجنة المتابعة لقضية الإمام ورفيقيه ومن قبل القضاء العدلي في لبنان والذي له وحده كلمة الفصل بكل ما يتصل بهذه القضية.
فلا تنخدعوا بإشاعة خضراء من هنا… ولا كلمة يابسة من هناك، وكونوا على ثقة، لهذه القضية رجال أشداء لا يساومون.
ثالثا: علينا أن نعترف أن الأوضاع الأمنية التي شهدتها ولا تزال تشهدها ليبيا خاصة في الأشهر العشر الماضية، لم تساعد على الإطلاق لفتح قنوات التواصل مع السلطات الليبية المتناحرة وإن إنعدام حالة الإستقرار والأمن في المدن الليبية حالت أيضا دون استكمال التحقيقات وجمع المعلومات أو استحضار المطلوبين بموجب المذكرات التي صدرت عن القضاء العدلي.
ونأمل قريبا وبعد أن توصل الفرقاء الليبيون الى صيغة جديدة لوقف إطلاق النار العودة مجددا للتواصل وصولا لجلاء الحقيقة كاملة بعودة الإمام ورفيقيه.
أيها اللبنانيون
من التفجير الفاجعة للعاصمة بيروت التي احتضنت ولا زالت تحتضن آمالنا وأحلامنا وخلافنا واختلافنا وتتقاسم آلامنا.. أدخل الى جرح الوطن المثخن بالأزمات.. لكن البداية هي لبيروت التي لم يسقطها إحتلال، لبيروت التي قاومت وانتصرت وثأرت للقدس.. بيروت الثكلى اليوم بفعل إنفجار مرفأها.. المتشحة بالسواد حدادا على الشهداء من أبنائها.. المكلومة والمفجوعة على إرثها المعماري والثقافي الذي كاد أن يمحوه عن الوجود فعل الإهمال والفساد والإستخفاف والتقصير ولأنني أؤمن بأن الألم مهما كان قاسيا لا بد أن يستولد الأمل والقيامة والخلاص وإنصافا لبيروت وإنحيازا دائما لها.
أؤكد على أن جرح العاصمة العزيزة هو جرح لبنان كما هو جرح للانسانية..
وان الشهداء الذين سقطوا هم فلذات أكبادنا وان البيوت والمؤسسات التي تهدمت أو تضررت هي ضرر وخسارة وقعت على كل بيت ومؤسسة لبنانية.
وفي هذا الإطار وقطعا للطريق أمام كل من يبحث عن مآتم كي يشبع فيها لطما مزيفا تحقيقا لإستثمار سياسي رخيص على الدماء الغالية التي أزهقت.. أدعو الى أن يأخذ التحقيق في ملابسات هذا الزلزال مجراه دون إبطاء ودون تسرع، وليستعن القضاء اللبناني بمن يريد فنيا وتقنيا تحت سقف حفظ سيادة لبنان وعدم إستباحة سلطاته، ولتكن هذه الجريمة على فداحتها إمتحانا للقضاء اللبناني وفرصة له لإثبات جدارته وتحقيق استقلاليته وتنقيته من التدخلات السياسية وغير السياسية وذلك من خلال تمكينه وتمكنه من الوصول الى الحقيقة وإقرار العدالة والإقتصاص من المجرمين ومن كل من يثبت تورطه كائنا من كان وفي أي موقع كان، مهملا أو فاسدا أو متسببا أو معتديا.
وأيضا من جرح بيروت أتوجه بالشكر الجزيل وبالعرفان والإمتنان لكافة الدول الشقيقة والصديقة ومن كل الشعوب والأمم على وقفتهم ومبادرتهم الفورية والسريعة لتقديم يد العون والمؤازرة والمواساة للبنان لبلسمة الجراح وإعادة إعمار ما تهدم.
الشكر موصول أيضا للمبادرات الوطنية الداخلية والفردية والجماعية التي تحركت ولا زالت تتحرك في كل الأحياء المتضررة، كل ذلك إن دل على شيء إنما يدل على أن الوحدة بين ابناء الوطن الواحد ليست خيارا إنما قدرا وهي القاعدة وإن إشاعة أجواء الإنقسام المصطنع هي الإستثناء..
أيها اللبنانيون..
من الوضوح الذي تمثله عاشوراء كقيمة إنسانية وعنوانا للفداء والتضحية ومدرسة للإصلاح ومقاومة الإنحراف..
واهم ومخطىء وفاقد للبصر والبصيرة السياسية والوطنية من يعتقد في لبنان وخاصة بعض السياسيين، الذين للأسف لم يشعروا بعد، بالترددات الناجمة عن الزلازل التي ضربت ولا تزال تضرب لبنان، شعر بها العالم اجمع من أقصاه الى أقصاه.. ولم يشعر بها هؤلاء وبقوا يتصرفون وكان شيئا لم يحصل.. وكأن الوطن لا زال يمتلك فائضا كافيا من الوقت لإستهلاكه وإضاعته وصرفه على المماحكات والمناورات وتصفية الحسابات الشخصية الضيقة وممارسة الدلع والمراهقة والمقامرة والمغامرة بالوطن لتحقيق مكاسب آنية.
لا ايها السادة الوطن لم يعد يمتلك فائضا من الإستقرار السياسي ولا الإقتصادي ولا المالي ولا فائضا من ثقة المواطن ومن ثقة الخارج ايضا بالدولة وسلطاتها وأدوارها، ألم يقرأوا عن ارتفاع نسبة الفقر 55% حسب تقرير الأسكوا؟
والأخطر ان الوطن للأسف لم يعد يمتلك فائضا من الإستقرار الأمني الذي بدأ يهتز ونحن نسمع ونرى الحوادث المتنقلة من منطقة الى اخرى، حوادث مشبوهة في أمكنتها وتوقيتها ومفتعليها وليس آخرها ما حصل في بلدة كفتون الكورة وفي خلدة، والتي تهدف الى أمر وأدهى، وما كلام الرئيس الفرنسي ماكرون عن حرب أو فتنة داخلية هو كلام عبثي؟
حذار ثم حذار الإستمرار في هذا الأداء والسلوك السياسيين اللامسؤول، فهو يمثل أرضية خصبة لإعادة استيلاد الفوضى وإيقاظ الشياطين النائمة من الخلايا الإرهابية والتي تتحين الفرصة للإنقضاض على الإستقرار في لبنان والعبث بالوحدة وبالسلم الأهلي.
بصراحة مطلقة أقول وأنبه.. الخوف والقلق على لبنان هذه المرة ليس من الخارج بل من الداخل.
إذا كان الفساد والإهمال والإستهتار أسبابا مباشرة لكل هذه الأزمات التي نعاني منها وسببا لإنفجار كاد ان يزيل العاصمة عن الوجود… فإن الإستخفاف والحقد والأنانية والكيدية السياسية وانعدام المسؤولية الوطنية والإنكار، كلها قد تكون مسببات تضع لبنان على حافة خطر وجودي… وهو خطر يمكن تفاديه اذا ما أحسن الجميع التقاط اللحظة الدولية والإقليمية والمحلية المتاحة حاليا والتي توفر لها الكثير من الدول الصديقة والعديد من الدول العربية الشقيقة، المناخات الملائمة لتقديم كل مساعدة للبنان واللبنانيين وإنقاذهما من هذه المحنة شريطة ان تكون النوايا صادقة وان نحب للبنان، وان نقدر أهمية هذا الوطن في الموقع والدور بنفس المقدار الذي ينظر إليه العالم وان نحترم طاقات وإبداعات إنسانه وطموحاته بنفس الإحترام والقيمة التي يحترمها العالم.
أيها اللبنانيون
بإسم محمد (ص) نبي الرحمة ومتمم مكارم الأخلاق.
بإسم عيسى المسيح (ع) بما يمثل من قيم المحبة والرجاء والخلاص والقيامة.
بإسم الحسين (ع) بما يمثل من مشروع لإرث النبوة من آدم الى موسى وعيسى ومحمد كمشروع حياة وإصلاح لكل زمان ومكان.
بإسم كل الأولياء والقديسين الذين يحتضنهم تراب لبنان.
بإسم موسى الصدر الذي اعتصم في “عاملية العاصمة” رفضا للحرب الأهلية وشرع صدره للرصاص كي يطلق عليه وعلى محرابه بدل ان يطلق على مسيحي في القاع ودير الأحمر ورأس بعلبك.
بإسم كل هؤلاء أدعو كل المخلصين سياسيين وقادة احزاب وتيارات وحركات سياسية وقادة رأي وفكر وقيادات روحية وإعلام، ان تعالوا الى كلمة سواء… ننصت فيها الى صوت الضمير ونسمع ما يريده اللبنانيون، ونحفظ لبنان، ونجنبه خطر الزوال، ونبنيه للأجيال وطنا نصون فيه نعمة الطوائف وننبذ منه نقمة الطائفية الى غير رجعة.
عشية مئوية لبنان الكبير إن أخطر ما كشفته كارثة المرفأ عدا عناصر الدولة الفاشلة هو سقوط هيكل النظام السياسي والإقتصادي بالكامل ولا بد من تغيير في هذا النظام الطائفي فهو علة العلل.. هو الفساد.. هو الحرمان.. بل كان السبب والمسبب لعدم تطبيق أكثر من 54 قانونا بل ولمخالفات دستورية لا تعد ولا تحصى.. هو اللاعدالة بل هو اللاإنتماء للبنان الواحد الموحد ولا بد للخلاص منه. وليكن وبأسرع وقت وحجر الزاوية الى ذلك:
اولا: وقف الحملات الإعلامية والتراشق الكلامي بين مختلف الاطراف والقوى والشخصيات السياسية وتهذيب الخطاب السياسي والإعلامي الذي انحدر الى مستوى بات يسيء الى سمعة لبنان في الداخل والخارج وبالتالي يسهم في تعميق الإنقسام السياسي والوطني، وكأننا دولة غير قابلة للحياة وغير قابلة للموت.
وأستعير هنا من محاضرة للامام السيد موسى الصدر في جرجوع بتاريخ 27-8-1967.
الوحدة الوطنية في لبنان لا يجب أن تعني، كما يعتقد البعض، ذوبان الجناح المسلم في الجناح المسيحي، أو ذوبان الجناح المسيحي في الجناح المسلم، بل تعني أن يظل المسيحي على مسيحيته مئة بالمئة ويمد يدا مخلصة إلى أخيه المسلم، وأن يظل المسلم مسلما مئة بالمئة، ويمد يدا مخلصة إلى أخيه المسيحي، فإن ذلك يكون أجدى وأنفع، ونكون بذلك نعيش الوحدة الوطنية اللبنانية فعلا لا قولا؟
إنهم مساكين أولئك الذين يعتقدون أن هناك تعارضا بين الدين والوطنية، إذ أن كلا منهما يكمل الآخر في مسيرته في لبنان، وإن تجار السياسة هم الذين يغذون النعرات الطائفية للمحافظة على وجودهم ومكاسبهم الرخيصة، بحجة المحافظة على الدين في الوقت الذي يكون الدين فيه بحاجة إلى من يخلصهم ويحميه منهم.
إن غدر الصهاينة ومؤامراتهم لم ينج منها لا المسيحيون ولا المسلمون على حد سواء، والتاريخ شاهد على اضطهادهم للسيد المسيح (ع) وعلى تحريفهم للأحاديث النبوية الشريفة ومقاومتهم للدعوة الإسلامية ومنذ بدايتها وانطلاقتها في الجزيرة العربية. وها هو خطرهم اليوم يتهددنا جميعا مسيحيين ومسلمين، أولئك الأعداء لا يفرقون في غدرهم بين مسلم ومسيحي.
علينا العمل لاسترجاع كل جزء اغتصب، وإن ذلك لن يتحقق إلا بالتهيئة والإستعداد والبذل والتضحية في سبيل لبنان، الذي هو الوطن النهائي لجميع أبنائه.
ثانيا: من دون شروط مسبقة الإسراع في تشكيل حكومة قوية جامعة للكفاءات تمتلك برنامجا إنقاذيا إصلاحيا محدد بفترة زمنية ورؤية واضحة حول كيفية إعادة إعمار ما تهدم من بيروت، وبالتوازي المباشرة بالإصلاحات الضرورية على المستويات كافة بدءا من الكهرباء الى المالية العامة ومكافحة الهدر والفساد واستعادة الأموال المنهوبة والمهربة.
واولا وأخيرا الإصلاح في طبيعة النظام السياسي وفقا لما ورد في اتفاق الطائف والدستور خاصة في بنوده الإصلاحية.
وفي هذا الإطار، أجدد بإسم كتلة التنمية والتحرير وبإسم حركة أمل، الدعوة الصادقة لكل الأطراف السياسية في البرلمان وخارجه في المعارضة والموالاة، وأدعو الجادين والصادقين في الحراك الى ملاقاتنا في منتصف الطريق وتحت سقف المؤسسات التي يجب ان يحترم أدوارها من الجميع الى الحوار حول العناوين التالية:
- لبنان نحو الدولة المدنية من العام 1980 وأنا أطالب بهذا.
- صياغة قانون إنتخابي خارج القيد الطائفي على قاعدة لبنان دائرة إنتخابية واحدة أو المحافظات الكبرى والإقتراع في اماكن السكن.
- إنشاء مجلس للشيوخ تمثل فيه كافة الطوائف وتنحصر صلاحياته بالقضايا المصيرية.
- تعزيز إستقلالية القضاء وتطويره وتحصينه.
- إقرار ضمان إجتماعي وصحي للجميع وصياغة نظام ضرائبي موحد تكون فيه الضرائب تصاعدية.
هذه العناوين لا نطرحها للمناورة او الهروب الى الامام هي دعوة مفتوحة لمن يريد ان يختبر جدية وصدق حركة أمل وكتلة التنمية والتحرير في رؤيتهما حول مستقبل لبنان وإنسانه وتأمين الشراكة بين الجميع في كل ما يصنع حياة الدولة والمجتمع والإنسان وحفظ وحدته وصيانتها ليحتفل أولادنا وأحفادنا بمئوية أخرى لا بموات.
وهذه العناوين سنواكبها دستوريا وتحركا في كل المجالات، وعلى الحركة أن تستخدم حيويتها وتسخر طاقاتها كلها في سبيل إحداث هذا التحول الذي أنادي به منذ الثمانينات.
عود على بدء
لأبناء أفواج المقاومة اللبنانية أمل في ذكرى تغييب القائد المؤسس وفي ذكرى استشهاد سبط رسول الله الإمام الحسين وأبنائه وأصحابه عليهم السلام فوق رمال الطف… لكم يا كوكبة الفداء… يا من تشكلون إمتدادا للصرخة الحسينية المدوية عبر الأجيال…
يا من عمدتم وصيتكم الأولى بالدم بأن كونوا مؤمنيين حسينيين… واقسمتم ان يكون سلوككم في الدنيا والدين إمتدادا لسلوك الحسين (ع) وإرثكم من ثورته.
ولأن المظلومية هي نفسها من الحسين عليه السلام الى المظلومية والتجني والإفتراء الذي تعرض إليه إمامكم قبل الخطف والإخفاء هي نفسها ما تتعرض إليه حركتكم وخطكم وتاريخكم ومستقبلكم ولأننا في لحظة تشبه في كل حيثياتها اللحظة التي خير فيها الحسين عليه السلام بين السلة والذلة والإختيار بين معسكر الحق ومعسكر الباطل.
اليوم وبلسان الإمام الصدر وقدسية الدماء التي ارتقت في كربلاء الحسين وفي كربلاء لبنان في المقاومة ضد الإحتلال الإسرائيلي وحماية وحدة لبنان وصنع سلمه الأهلي وصون عيشه المشترك.
أدعوكم كما دعوتكم العام الفائت من ساحة عاشوراء في النبطية، الى اختيار الموقف الذي اختاره الحر بن يزيد الرياحي في مثل هذه اللحظة باختياره معسكر الحق ومعسكر الحق هنا هو الوطن.
أدعوكم ان تكونوا على أتم الجهوزية والإستعداد من موقعكم كمبتدأ للمقاومة وخبرها لمجابهة اي اعتداء صهيوني على لبنان الى جانب أخوتكم في حزب الله.. موقعكم مواجهة العدو الإسرائيلي على الحدود.. وفي الداخل موقعكم دائما دعاة حوار بالكلمة الطيبة.
ممنوع الإنزلاق الى المكان الذي يريد العدو أخذ الوطن إليه.
الوحدة ثم الوحدة بين أبناء المقاومة الواحدة والوطن الواحد… بها نحمي لبنان وندرأ فتنة هي أشد من القتل.
أخواتي إخواني.. بالنسبة للوقائع من حولنا أقول بإيجاز، كل ما يحصل في المنطقة والإقليم من سد النهضة الى مأرب الى الجولان الى حصار إيران الى الى.. هدفه أسرلة فلسطين وتهويد القدس وتمرير صفقة القرن وضم منطقة الأغوار.
فلسطين كانت وستبقى تحتل الأولوية في وجداننا وميثاقنا والقدس تأبى أن تتحرر الا على أيدي المؤمنين.
(وعذرا من شاعر بلاد الرافدين مظفر النواب)
فيا سيدي وفي عاشوراء لست أبكي فإنك تأبى بكاء الرجال..
لكنها ذرفتني أمام الضريح عيوني.
يطاف برأسك فوق الرماح.
ورأس فلسطين أيضا يطاف به في بلاد العروبة… يا للمروءة.. واعرباه..
في الختام كما البداية للحسين والمستشهدين بين يديه ولحفيد الحسين الصدر السجين لن يكون آخر العهد معكما ولن يكون آخر العهد مع حفظة لبنان، عظم الله لكم الأجر باستشهاد سبط رسول الله وأصحابه وأبنائه وأمل بنصره تعالى قريب وعودة الإمام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه”.