بري في ذكرى الصدر: لإعلان حالة طوارئ اقتصادية وتنفيذ ما اتفق عليه في اجتماع بعبدا
دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري “أفواج المقاومة اللبنانية- أمل”، إلى “البقاء على أهبة الجهوزية والاستعداد، لإفهام العدو بأن أرض لبنان وكل شبر منه مقاوم”، كما دعا إلى “إعلان حالة طوارئ اقتصادية، يكون برنامجها تنفيذ ما اتفق عليه في اجتماع بعبدا، وما سيفضي إليه اجتماع الاثنين، كموعد لإقرار هذا البرنامج”، وفي الشأن الوطني دعا إلى “تنفيذ اتفاق الطائف بكامله، وكل النصوص الدستورية، التي لم تنفذ، وهو الأمر الذي يضع لبنان على مشارف الدولة المدنية، التي تربط المواطن بوطنه، من دون وجوه مستعارة وسماسرة وطائفية”.
وحول العلاقة مع سوريا، أكد أن “لبنان معني بما يجري في سوريا، وأن وحدتها أرضا وشعبا ومؤسسات، هي حفظ لوحدة لبنان، لمواجهة المخططات الإسرائيلية”، وقال: “نحن مع سوريا في تحرير أرضها، كل أرضها، واستعادة وحدتها وعودة أبنائها كل أبنائها”.
ورأى أن “الحصار الذي تتعرض له الجمهورية الإسلامية في إيران، سببه موقفها المبدئي مع فلسطين”، مؤكدا أن “لغة الحوار أجدى بكثير من الحرب العبثية المؤلمة في اليمن”، داعيا إلى “وضع حد لهذه الحرب، قبل أن تقضي على وحدة اليمن”.
كلام ومواقف الرئيس بري، جاءت خلال إلقائه كلمة، في المهرجان الجماهيري الحاشد، تلبية لدعوة حركة “أمل”، لإحياء الذكرى 41 لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، الذي أقيم في ساحة عاشوراء في مدينة النبطية، تحت عنوان “أمل إرثها في ثورتك”، وشارك فيه مئات الآلاف من مختلف المناطق والأطياف الروحية والسياسية والشعبية.
وحضر المهرجان: الرئيس أمين الجميل، وزير الاتصالات محمد شقير ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، الشيخ علي الخطيب ممثلا رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، الوزراء: إلياس أبو صعب، صالح الغريب، حسن مراد، غسان عطا الله، محمود قماطي، أكرم شهيب، وائل أبو فاعور، علي حسن خليل، حسن اللقيس ومحمد داوود، رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد ممثلا الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، ممثل رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل النائب سليم خوري، ممثل رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع النائب أنطوان حبشي، رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد من قيادة الحزب “التقدمي الاشتراكي” و”اللقاء الديمقراطي، فيرا يمين ممثلة رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، النواب: عناية عز الدين، فادي علامة، حسين جشي، أمين شري، ابراهيم عازار، غازي زعيتر، هاني قبيسي، علي خريس، محمد نصرالله، أيوب حميد، علي بزي، محمد خواجة، علي عمار، ميشال موسى، أسعد حردان، أنور الخليل على رأس وفد من مشايخ حاصبيا، ياسين جابر، علي عسيران، عدنان طرابلسي، جهاد الصمد، هنري حلو، هادي أبو الحسن، فيصل الصايغ، أسامة سعد، مصطفى الحسيني، بلال عبدالله وقاسم هاشم، النائب السابق زاهر الخطيب.
وحضر أيضا: السفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا، السفير الفلسطيني أشرف دبور، اللواء مالك شمص ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون، محافظ النبطية محمود المولى، حامد الخفاف ممثلا السيد علي السيستاني، عائلة الإمام السيد موسى الصدر: رباب، صدر الدين، حميد ومليحة الصدر، حسن يعقوب ممثلا عائلة الشيخ محمد يعقوب، زاهر بدر الدين نجل الصحافي عباس بدر الدين، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، السيد علي فضل الله، إمام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق، باسم حمود ممثل “الجماعة الإسلامية”، رئيس “المركز الإسلامي” في الشمال كمال الخير، رئيس “اللقاء الإسلامي” عمر غندور، رئيس حزب “الوفاء اللبناني” الدكتور أحمد علوان، ممثلي قادة الأجهزة الأمنية ورؤساء الطوائف والفصائل الفلسطينية، قضاة، مدراء عامون، فاعليات بلدية واختيارية واقتصادية وتربوية واغترابية وكشفية ونقابية.
استهل المهرجان بآي من الذكر الحكيم، للمقرئ الشيخ حسن عيسى، ثم النشيد الوطني، تلاه نشيد حركة “أمل”، عزفتهما الفرقة الموسيقية المركزية ل”كشافة الرسالة الإسلامية”.
بعدها قدم نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “أمل” الشيخ حسن المصري، رئيس مجلس النواب رئيس حركة “أمل” نبيه بري، الذي ألقى كلمة، فقال متوجها إلى صاحب الذكرى: “سيدي الإمام، أنت أنت الناس، موج البحر الذي لا يهدأ، أنت الارض، روح الأرض، روح البيت والكتب المعتقة العتيقة، والنهار، وشمس هذا الليل والأقمار ونور العلم والأسرار، وأنت لغة تداور غربة الأسماء، وأنت جئت من حزني إلي فردني، لعلي آتي من حزني إليك كي لا ننسى، لكن يبقى هناك حقيقة عصية على الخذلان، هي أنت يا منجل الحصادين، يا ميبرا في يد الأمهات، تشك الوريقات إلى خيط الغلة، يا سلاحا بيد الآباء والرجال الرجال، يا شيخنا في البر، يا أمير الماء مبنى ومعنى، أنت تفتتح التاريخ بلا مراسم، أنت ريح الوقت في هذا السكون، أنت ربيعنا القادم، أنت أنت الصوت في هذا الصمت، أنت النور في هذه الظلمة، أنت جهة الله، وقد كثرت الجهات، يا سيدي: بعض أملك أن نحرس كروم التفاح والكرز واللوز وحقول التبغ، وبعض أملك أن يرتوي عطش الناس والأرض، وكل أملك أن نكون مقاومة للعدوان الإسرائيلي على حدود الوطن، والإرهاب على حدود المجتمع والفساد والاحتكار في المجتمع، أملك في ألا تكون الناس في واد، والدولة في واد آخر، وأنت الذي خاطبت الحشود ذات يوم، لا أريد معكم سوى صيانة هذا الوطن”.
أضاف: “من أين أبدأ؟ بالسلام؟ بالكلام؟ طورا بافتراقي أطوارا باشتياقي؟ عن ماذا أخبرك؟ عم تحمله هذا الخط دفاعا عن وحدة الأرض والشعب والمؤسسات؟ وعن قضيتك في الوطن وقضية الوطن فيك؟ عم تحمله هذا الخط، ليبقى الجنوب والبقاع الغربي قلب لبنان، وأنت أنت؟ عم تحمله هذا الشعب في سبيل الدولة وأدوارها؟ عم تحمله هذا الخط في سبيل عروبة لبنان؟ عم تحمله هذا الخط، حتى لا يبقى محروم واحد، أو منطقة محرومة بقاعا وشمالا بعلبك الهرمل وعكار؟ وما يتحمله في سبيل قيام مجتمع المقاومة؟ عم تحمله هذا الخط في سبيل فلسطين وشرف القدس، في سبيل ألا يبقى شعبها لاجئا ومحروما من حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس؟ عم تحمله هذا الخط في سبيل الوفاق؟ عن الوفاق الوطني؟ عن تدوير الزوايا؟ عن الحوار؟ عن الاستراتيجيات؟ عن الوفاق الإقليمي سين سين؟ وعن ألف سين وضاد؟ عن العمارة اللبنانية بطبقات ثلاثة؟ على أنه لا يمكن اختصار الزمن والمسافة، على أنه لا بد من المرور بالطبقات الثلاثة لتحقيق السلام، عن أن السلام أقل كلفة من الحروب الجارية ضد إيران وسوريا واليمن، والتي كانت جارية ضد العراق، والتي لا تزال تجري ضد ليبيا وفي أكثر من مكان؟”.
بعد المقدمة الوجدانية، قال: “فلنبدأ من البدء، فلنبدأ من قضية تحرير الإمام الصدر وأخويه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، ونؤكد ونقول:
أولا: إننا نعمل على تحرير الإمام وأخويه من معتقلات ليبيا، وعلى حدود المؤامرة، وليس في مفرداتنا وثوابتنا غير تحريرهم، ونتائج التحقيقات والاعترافات تتقاطع حول نقل المغيبين من سجن لآخر من السنوات الثقيلة الماضية.
ثانيا: هذا الهدف المقدس، هو التزام دائم مني، في عنقي، كرئيس لحركة أمل، وكرئيس للسلطة التشريعية، وأشارك هذا الالتزام مع الدولة اللبنانية، والعوائل الروحية والوطنية في لبنان والدول الصديقة.
ثالثا: إن حركة أمل، ما تركت فرصة حقيقية لتساهم في التحرير إلا وخاضتها، وهي مهمة مقدسة، لن تمحوها عجلة السنين، ولا آلام الفراق، ولا إخفاء القضية.
رابعا: بين الحين والآخر، تطل علينا أخبار موجهة، هدفها التضليل والتعمية، لذلك أقول لكم، صموا آذانكم عن كل ذلك، فلدى قيادة حركة أمل وعائلة الإمام الصدر ولجنة المتابعة الرسمية، الخبر اليقين والصحيح.
خامسا: إن التفاعل والتضامن الشعبي، الذي حصل ولا يزال يحصل، مع هذه القضية، نتيجة جهودكم ووجودكم، وهذه الحشود، إنما يدل على عمق تمسك لبنان – كل لبنان – بأولوية هذه القضية، وأن لا تطبيع بأي شكل من الأشكال مع الجانب الليبي، قبل تعاونه في القضية.
سادسا: نشد على أيدي القضاء اللبناني المختص، ومسألة التسريع في إجراء الآليات ذات الصلة، لجلب المتهمين إلى القضاء، والسعي الحثيث لاستخراج المعلومات من الموقوفين في لبنان وغيرها، مما يساعد على تحديد مكان احتجاز الإمام وأخويه وتحريرهم”.
أضاف: “في السياق نكرر دعوتنا للحكومة اللبنانية ووزاراتها وأجهزتها المختصة، بالقيام بأقصى ما يلزم تنفيذا للبيان الوزاري، وقد كثفت لجنة المتابعة الرسمية وتيرة اتصالاتها مع الأطراف الليبية ذات الشأن، رغم صعوبة الوضع في ليبيا، خاصة لحث النائب العام هناك، وسائر السلطات المسؤولة على فتح باب التعاون الجدي والصادق معنا، تنفيذا لمذكرة التفاهم حول قضية الإمام بين البلدين، وفي هذا الصدد، نشير إلى أن المحقق العدلي في لبنان، أصدر مذكرات توقيف غيابية، بحق سيف الإسلام القذافي وتسعة ليبيين آخرين، في قضية اختفاء الإمام ورفيقيه، وذلك تمهيدا لإحالة هذه المذكرات إلى الشرطة الدولية (إنتربول) لتعميمها وتنفيذها، ونشير إلى أن وزارة الخارجية في الحكومة الليبية، رفضت مرارا، إبلاغ المدعى عليهم وفق الأصول، رغم وجود اتفاق ومذكرة تفاهم، فجرى إبلاغهم لصقا، كما ينص قانون أصول المحاكمات الجزائية”.
وتابع: “نلتقي في النبطية، عاصمة العلم والعلماء، وفي ظل إمامها على خط الخط، كما عبرت سابقا في احتفال مماثل، وفي ساح من ساحات الجهاد، التي اندلعت منها المواجهة مع المحتل الصهيونى عام 1983، ساحة عاشوراء، ساحة شيخ الشهداء الشيخ راغب حرب، الذي اعتبر أن الموقف سلاح وأن المصافحة اعتراف، نلتقي عشية هذه الذكرى، ونلج منها إلى ذكرى أبي عبد الله الحسين، في عاشوراء ونحن على عتبة ذكرى عاشوراء، أن أعداءنا ثلاثة أصناف، كما وصفهم الإمام الصدر (أعاده الله) في نادي الإمام الصادق في مدينة صور، الذي أعطى خلالها صفة الحركة لعاشوراء، إذ قال: إن الصنف الأول، هو من قتل جسد الحسين وأصحاب الحسين وهؤلاء ظالمون، الصنف الثاني، هم الذين حاولوا إزالة آثار الحسين، الصنف الثالث، هم الذين أرادوا تشويه أهداف الإمام الحسين، وتجميد واقعة كربلاء”، معتبرا أن “المعركة الحقيقية، هي بين الظالم والمظلوم، وهي لها أشكال الظلم السياسي، لها أشكال الظلم، الذي هو استعمار، والمستعمرون يظلمون الشعوب ووطنهم، وأحيانا تتخذ المعركة طابعا اقتصاديا، بين المستثمر والمستثمر، وأحيانا تتجسد المعركة بطابع ثقافي فكري”.
وأكد أن “معركتنا هذه مع إسرائيل هي استمرار لمعركة الحسين، إنهم يشككون به، إنهم تركوا للعدو أن يضربنا، كل يوم، دون دفاع، إن الاستثمار والاستحمار والاستعمار، هي السياسة الطاغية والمتحكمة”.
وقال: “إن حركة أمل، شأنها شأن محور المقاومة، لن تسمح لإسرائيل بترميم صورتها الردعية في الشرق الأوسط على حسابنا، فهي بعد أن تأكدت أن لا حرب أميركية على ايران، وأن باب التفاوض مع طهران متواصل، عبر الأقنية الفرنسية والأوروبية، وأن الأمور في اليمن وسوريا لا تميل لمصلحتها، لم يبق لها سوى جبهة لبنان ومقاومته لتصفية الحساب، وتعديل ميزان القوى، لا سيما وأن نتنياهو يحتاج لنصر معنوي، قبل الانتخابات في 17 من الشهر القادم (أيلول)، فخرقت قواعد الاشتباك القائمة، منذ وقف العمليات العسكرية في 14 آب 2006″، معتبرا أن “عبارات الإدانة وحدها، لن توقف الاستباحة الإسرائيلية وعدوانيتها المتواصلة على لبنان، وحدهم المقاومون يمتلكون سر المعادلة، التي تعيد للأمة اعتبارها وتحفظ أمنها وسيادتها”، مشيدا ب”الوحدة التي أظهرها كل اللبنانيين، إزاء الاعتداء الصارخ على الضاحية الجنوبية، لا سيما موقف فخامة الرئيس ودولة الرئيس”.
وإذ توجه إلى “أفواج المقاومة اللبنانية- أمل” بالقول: “كما كنتم مبتدأ المقاومة وحجر الزاوية، أنتم مدعوون للبقاء على أهبة الجهوزية والاستعداد، لإفهام العدو بأن أرض لبنان كل شبر منه مقاوم”، أكد أن “الشعب والجيش والمقاومة، تشكل الثلاثية الماسية بين اللبنانيين وتوحدهم، حماية من الأطماع الإسرائيلية، التي إضافة لما تحتله من أرضنا لا تزال تحاول سرقة مواردنا وأرضنا ومياهنا الإقليمية”.
وقال: “منذ خمس سنوات ولبنان يدير مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية وبمشاركة الأمم المتحدة، لترسيم الحدود البحرية بيننا وبين العدو الإسرائيلي، ورغم تقدم المفاوضات، وكلما اقتربنا من الانتهاء، يحاولون التملص، في سبيل استلاب هذه المرة مزارع شبعا، بحرية كبيرة، ومياهنا ومخزوننا من الغاز والنفط، هذا عدا 13 نقطة في البر”، مستدركا: “بالمناسبة اليوم تم الاعتداء على مزارع شبعا وأحراجها والحرائق مندلعة هناك”.
أضاف: “إلى جانب كل التحديات، التي يواجهها الوطن هناك تحد كبير، يشكل خطرا على المجتمع اللبناني بأكمله، فبعد أن حققنا انتصاراتنا في الميدان، في مواجهة كل أنواع الأسلحة التقليدية، هناك أسلحة خطرة تستعمل هذه الأيام لضرب منظومة القيم والأخلاق، تستهدف الأسر، وبالتالي تريد ضرب مجتمعنا من داخله، بأسلحة خبيثة ومتعددة، منها على سبيل المثال: الكبتاغون والهيرويين، الذي نعتقد أن هناك جهات عدوة تعمل على تفشيها داخل الشباب، الأمر الذي يستدعي أعلى درجات الوعي والانتباه لمواجهة هذه الآفة بكل السبل”، داعيا إلى “مقاومة اجتماعية لحماية منظومة القيم والأخلاق ودفع هذه الأخطار”، كاشفا “لقد أعطيت توجيهاتي لبناء مراكز لمعالجة المدمنين ورعايتهم”، معتبرا أنه “على اجهزة الدولة، أن تتحمل مسؤولياتها اتجاه المروجين والموزعين والمتاجرين بحياة شبابنا أرواحهم “.
وتابع: “وفي الداخل اللبناني، وكي لا نبقى نتخبط بما نحن فيه، وكي يشعر المواطن اللبناني بمواطنيته وارتباطه مباشرة بالوطن، من دون أي وسيط مناطقي أو مذهبي أو طائفي، وصدقوني كي يتطور هذا البلد، ولا يحمل الغل في سياسته، والفتن ويتعرض عند أقل حادثة إلى ما يشبه انهيار النظام، وكي لا يبقى توجس الماضي ماثلا أمام أعين مستقبلنا، ولأن الأحزاب في لبنان، مع الأسف، هي صبغة للطوائف بالمعنى الطائفي، وكي لا نقع في المحظور، أرى أنه علينا أن نسارع لما يلي:
أولا: إعلان حالة طوارئ اقتصادية، برنامجها تنفيذ ما اتفق عليه في اجتماع بعبدا الجمعة التاسع من هذا الشهر، برئاسة رئيس الجمهورية، والاجتماع بعد غد موعد لإقرار هذا البرنامج كما آمل وأتمنى.
ثانيا: تنفيذ القوانين الصادرة، التي تجاوزت الـ 50 قانونا، في شتى الحقول الضرورية، والتي تلبي الكثير من متطلبات الشعب اللبناني حاليا، من مشاريع كهربائية وبيئية وخاصة منع الفساد.
ثالثا: لتنفيذ اتفاق الطائف، نعم لتنفيذ اتفاق الطائف بكامله، أي كل النصوص الدستورية التي لم تنفذ، الأمر الذي يدخلنا حتما وتلقائيا، ويضعنا على مشارف الدولة المدنية، التي تربط المواطن بوطنه، بدون وجوه مستعارة وسماسرة وطائفية، ويبقى دائما أن مجلس الشيوخ، الذي نص عليه الدستور، حاميا لحقوق الطوائف والعقائد والأحوال الشخصية والأمور المصيرية، نحن قائدنا من قال: إن الطوائف نعمة والطائفية نقمة”.
ووجه “عناية الجميع، إلى أن كتلة التنمية والتحرير، التي لي شرف رئاستها، تقدمت باقتراح قانون للانتخابات النيابية، منذ فترة وجيزة، يعتبر خطوة متقدمة في هذا المضمار”، آملا “التعاطي معه بإيجابية من رفاقنا في الكتل النيابية الأخرى، بعد أن عرض عليهم جميعا”.
وفي الواقع الإقليمي، قال: “بداية فلسطين، تبقى القضية الفلسطينية هي الأساس، وقد تأكد ذلك من فشل صفقة العصر، رغم الإغراءات، ورغم التهديد والوعيد، عبثا، هذه القضية قضية فلسطين، هي أم القضايا ومسراها ومجراها، وهي في عمق الكثير الكثير من الخلافات، التي نراها اليوم في ساحاتنا العربية والإقليمية، ولا أبالغ إذا قلت الدولية، أم القضايا هذه، نحن العرب عندما تفرقنا حولها، غدونا أيادي سبأ، هي قبلة سياسية بقدسيتها وقدسها، فكيف لا نتوجه صوبها؟ تليها مأساة اليمن، هذه المأساة تنتصب سدا دون المصالحة مع الجوار المسلم، ومرة أخرى أصرخ في برية هذا العالم للقول: إن لغة الحوار حولها أقل وأجدى بكثير من الحرب العبثية والمؤلمة، لهذا الشعب، والتي قد تعرضه مرة أخرى للتقسيم، وهي مستمرة في تمزقنا وتفرقنا، رغم أني متفائل بالإشارات التي برزت مؤخرا، من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والتي أصلا هي قائمة، ويد ممدودة مع الجمهورية الإسلامية في إيران نحوهم، وأرى إمكانية لوضع حد لهذه الحرب، ووجوب إطفائها بهذا التقارب، قبل أن تقضي على وحدة اليمن”، ودعا عربيا، إلى “دور عراقي ثنائي لحل هذه القضية الاقليمية مع الجوار المسلم”.
وبالنسبة لسوريا، قال: “رغم الانتصارات التي حققتها وتحققها، فلا تزال تتعرض لمؤامرات حول وحدتها، وقد بدأت فيما لا يصدق حول الجولان، أول مرة قالت إسرائيل إنها تريد ضم الجولان عام 1981، انتظر الأميركان، انتظر ترامب أن يهب ما لا يملك، إلى هذا الوقت الآن، مستغلين تفككنا، الأمر الذي يجعلنا نتساءل أين الأمم المتحدة؟ أين مجلس الأمن؟ أين القرارات الدولية؟ وما الذي يخطط الآن من شريط حدودي في الشمال؟”.
وأكد أن “لبنان معني بما يجري في سوريا، وأن حفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا ومؤسسات، هو حفظ لوحدة لبنان، بمواجهة المخططات الإسرائيلية، كما أن سوريا معنية بما يجري دائما في لبنان، فكيف إذا كان لبنان يستضيف أكثر من ثلث عدد سكانه من الأشقاء السوريين، وحتى الآن، لا حوار بين الدولتين، صدق أو لا تصدق، وبصراحة نحن مع سوريا في تحرير أرضها، كل أرضها، واستعادة وحدتها وعودة أبنائها، كل أبنائها، وكذلك نحن ضد الحصار المستمر منذ 40 عاما على الجمهورية الإسلامية في إيران، الذي ازداد في الفترة الأخيرة، لا لشيء، إلا لأن الولايات المتحدة الأميركية، نكلت بالاتفاق النووي، واستعملت هذا التنكيل ذريعة للحصار، قديما قال أبو العلاء المعري: نصب شراك الهوى/وكنت أغوي كل قلب هوى، أستغفر الله، والحق الحق، إن كل ذلك بسبب وحيد أوحد، هو الموقف المبدئي للجمهورية الإيرانية مع فلسطين، والباقي من باب (عكرت المي)”.
وعربيا تمنى ل”مصر تعميم وجهة نظرها في المحادثات الثلاثية، من أجل النيل، وانتصارها في الحرب ضد الإرهاب، داخل مصر وعلى الحدود بين سيناء وغزة، وعلى الحدود مع الجوار الليبي، وفي السودان نتمنى أن يحتفل الأشقاء هناك، بالانتقال الفعلي إلى الحكم المدني، تنفيذا للاتفاق والوثيقةالدستورية، بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري، وفي تونس، نؤكد وقوفنا مع إنجاز هذا البلد استحقاقاته الدستورية، بما يجعله أنموذجا عربيا وشرق أوسطي”.
وتوجه بوجه خاص إلى “أهلي في صور وقضاء صور”، وقال: “تعلمون أن انتخابات فرعية ستجري بعد أسبوعين عندكم، لملء المركز النيابي الشاغر، وكما أعلن سماحة الأخ السيد حسن نصرالله، انطلاقا من التحالف بين حركة أمل وحزب الله، ترشح الأخ حسن عز الدين عن هذه الدائرة، لذا أتوجه لجميع كوادر الحركة وأعضائها، ولجميع الأهل والأصدقاء، لاعتبار المرشح حسن عز الدين مرشحكم، كما هو مرشح الحزب، والمشاركة بكل فعالية والعمل لدعمه وانتخابه”.
وختم “لا يسعني، ولا يفوتني أن أنحني تقديرا وحبا، لكل منكم، ولهذه الحشود التي لم تتردد، ومنذ أكثر من أربعة عقود، على تحمل المشاق، والزحف من أماكن بعيدة وقريبة، ومن كل مدينة ودسكرة، لأجل الوفاء للامام ورفيقيه، وإبقاء هذه القضية نابضة بالحق، وكأنها تناديه في أسره، نحن على العهد والوعد لك وللبنان”.
وقد سبق كلمة بري، فقرات موسيقية وأناشيد، قدمتها الفرقة الموسيقية المركزية ل”كشافة الرسالة الإسلامية”.