تزينت بآلهة مصرية..الكشف عن لوحات جدارية بحمامات رومانية قديمة
تُعرض الآن لوحات جدارية يعود تاريخها إلى ألفي عام تقريبًا، أي إلى زمن الإمبراطور الروماني هادريان، للجمهور عند زيارتهم لحمامات “كاراكالا” القديمة في العاصمة الإيطالية روما.
وقال المتحدث باسم هيئة الرقابة الخاصة في روما، لوكا ديل فرا: “للمرّة الأولى، يمكن للزوّار الاستمتاع بأجزاء من اللوحات الجدارية من سقف غرفة ثانية في الدوموس (المنزل) الذي انهار”.
وأوضح ديل فرا لـCNN: “كان هذا سقف التريكلينيوم، أي غرفة طعام الرومان القدماء، وقام علماء الآثار بترميم جزء يُظهر ديونيسيوس (إله الخمر) على خلفية حمراء”.
وتسبق اللوحات الجدارية تاريخ الحمامات ذاتها، إذ أنها زيّنت منزلًا كان جزءًا من حي تم تدميره لاستيعاب الحمامات التي افتُتحت في عام 216 بعد الميلاد.
وسُميت الحمامات تيمنًا بماركو أوريليو أنطونيو باسيانو، المعروف باسم “كاراكالا”، وهو ابن الإمبراطور سيبتيموس سيفيروس.
واتّبعت الحمامات مخطط “الحمامات الإمبراطورية العظيمة”، مع وجود منطقة مركزية مخصصة فقط للحمامات الحرارية التي تتفاوت درجات حرارتها، والغرض منها.
واستُخدمت أجزاء أخرى من المبنى للمشي، والدراسة، وممارسة الرياضات.
وتنتمي اللوحتان إلى فترات زمنية مختلفة.
وتُعتبر اللوحة الأولى عبارة عن مثال نموذجي من زمن الإمبراطور هادريان يتزيّن بشخصيات بشرية، وتماثيل، وإضافةً للسنوريات.
وأشار بيان إلى تجسيد اللوحة الثانية، التي صُنعت بعد 50 عامًا تقريبًا، للآلهة اليونانية الرومانية، والمصرية معًا.
وتُظهر اللوحات الجدارية أنها كانت ملكًا لعائلة ثريّة.
وقال ديل فرا لـCNN إن “وجود مجموعتين منفصلتين من الآلهة، إحداها من التقليد اليوناني الروماني (جوبيتر، وجونو، ومينيرفا)، وأخرى من التقليد المصري (أنوبيس، وإيزيس، وربما سيرابيس)، هو أمر مذهل”.
وأضاف ديل فرا: “يمكن أن يشير هذا إلى أن العائلة التي امتلكت المنزل، تمتّعت بعلاقة وثيقة بمصر”.
وتضمنت الآلهة التي مثّلت التقليد اليوناني الروماني إله السماء جوبيتر، وقرينته جونو، وهي إلهة الزواج، إضافةً إلى إلهة الحكمة مينيرفا.
ويُمثّل الجانب المصري إله الموت، والحياة الآخرة أنوبيس، وإلهة الخصوبة والأمومة إيزيس، ومن المحتمل اشتماله على سيرابيس أيضًا، وهو إله الشمس اليوناني المصري الذي استُخدم لتوحيد الإغريق والمصريين في مصر.
وأكّدت مديرة حمامات “كاركالا”، ميريلا سيرلورنزي، أن وجود آلهة من تقاليد مختلفة في العمل الفني ذاته كان سمة من سمات “التوفيق الديني الذي كان أمرًا نموذجيًا بالنسبة لروما القديمة منذ تأسيسها”.