تسليم وتسلم في الاعلام الجراح: تلفزيون لبنان والاذاعة مساحة وطنية مشتركة بين اللبنانيين عبد الصمد: لخطة شاملة تطور الواقع الاعلامي
تمت اليوم عملية التسليم والتسلم في وزارة الاعلام بين الوزير السابق جمال الجراح وخلفه الوزيرة منال عبد الصمد، في حضور المدير العام للوزارة الدكتور حسان فلحة، مدير “الوكالة الوطنية للاعلام” زياد حرفوش، مدير “اذاعة لبنان” محمد غريب، رئيسة مصلحة الديوان امل عيتاني، مدير الدراسات خضر ماجد وعدد من رؤساء الدوائر والاقسام والمستشارين والموظفين والاعلاميين.
بداية، القى الجراح كلمة استهلها بالترحيب بالوزيرة عبد الصمد، وتمنى لها ان “تحدث فرقا في الوزارة وفي الاعلام في لبنان”، معتبرا ان “النشاط الذي بدأت به يبشر بالخير، وآمل ان تتمكن من ان تحقق انجازا يعتير قيمة مضافة للاعلام اللبناني”.
وقال: “وضعتها في صورة المشاريع التي عملنا عليها في الفترة الماضية على امل ان تستكمل مع معاليها، اهمها تلفزيون لبنان ولدينا مشروع فتح مبنى الحازمية والقناة 9 من جديد وقناة رياضية، وهناك مشروع كبير لتلفزيون لبنان في الحازمية، قمنا باتصالات مع الدولة الفرنسية وكانت ايجابية جدا في هذا الموضوع، ومعاليها خريجة السوربون وسيكون هذا قيمة مضافة لاتمام مشروع تلفزيون لبنان في الحازمية والتطوير لا يعني اننا نسينا القناة 7 وتطويرها ليكون لدينا اعلام وتلفزيون على مستوى يليق بالدولة اللبنانية واللبنانيين”.
واعلن الجراح، انه “على مستوى اذاعة لبنان هناك مشروع تحديث للمعدات، وخصوصا استديو رقم 6، استديو فيروز الذي هو من اهم الاستديوهات الموجودة في لبنان ولديه قدرة لأن يكون مثمرا للدولة اللبنانية ويؤمن دخلا لها، هناك تعديل المادة 8 من قانون الاعلام والدكتور حسان فلحة سيتولى المهمة ليسمح للاذاعة بأن تمارس دورا اكبر وافضل خدمة للاعلام اللبناني وتؤمن موارد اضافية للدولة اللبنانية، وقد قمنا في التلفزيون بحل مشكلة الموظفين وادخلناهم الى الضمان”.
اضاف: “اما في “الوكالة الوطنية” فالاستاذ زياد حرفوش هو خير مدير، فالوكالة منتجة وتلعب دورها الوطني والحيادي ودورها المرسوم لها كوكالة وطنية للاعلام التي هي مصدر لكل الاخبار في لبنان وهي تقوم بدورها على اكمل وجه”.
وتابع: “طبعا الاعلام مسؤولية وقلت لمعاليها بأن تلفزيون لبنان واذاعة لبنان هما المساحة الوطنية المشتركة بين كل اللبنانيين المتبقية من الاعلام، فيجب ان نحافظ على هذه المساحة الوطنية المشتركة الحيادية التي تلعب دورا ايجابيا جدا في الاعلام، وخصوصا بعد تعرض الاعلاميين للعنف كما حصل في البقاع بالامس، واود ان اقول الحمد لله على السلامة للاعلامي نخلة عضيمي بعدما تعرض له، وللاسف يجب الا يكون العنف هو لغة تخاطب بين اللبنانيين وان يصبح ثقافة مجتمعية نتخاطب بالعنف في الخلافات السياسية كما يحصل في الاعتداء على الاملاك الخاصة والعامة وعلى قوى الامن. مع الاسف هذه ظاهرة اجتماعية سيئة جدا ان يتم التعبير عن الخلاف السياسي او التعبير عن الرأي بطريقة عنفية، وهذا امر خطر بنفس خطورة الوضع الاقتصادي والمالي”.
واردف: “قلنا لمعاليها ايضا ان تلفزيون لبنان واذاعة لبنان يمتلكان ثروة كبيرة جدا هي الارشيف، فأرشيف تلفزيون لبنان هو ذاكرة لبنان السياسية والثقافة الاجتماعية، واذاعة لبنان لديها ايضا ارث وارشيف كبير منظم ومرتب لتاريخنا بالعمل الاعلامي من نشأة الاذاعة ولغاية الان، وهي من الثروات التي تمتلكها وزارة الاعلام ويا ليت نطور هذا الامر ونستفيد منه لانه يشكل دخلا لوزارة الاعلام”.
وتطرق الجراح لمشروع تحديث المعدات في الاذاعة “الذي يتم العمل به وهناك مشروع مركز التدريب الذي نتفاوض مع الفرنسيين حول اقامته هنا وممكن ان يحول لبنان لمركز للتدريب والاعلام، وهذه المشاريع بدأنا بها وان شاء الله نكمل بنفس الهمة والنشاط لنحققها، والسيدة اليسار جعجع تعمل كثيرا على هذا المشروع ونأمل ان تدخل هذه المشاريع حيز التنفيذ في عهدك”.
وتوجه الوزير الجراح بالشكر “لكل من عمل معه من مدراء وموظفين ومساعدين ومستشارين على كل الجهود التي بذلوها في الفترة الماضية”.
عبد الصمد
بدورها، ردت عبد الصمد بالكلمة الاتية: “بداية اود ان أتوجه بالشكر لمعالي الوزير جمال الجراح على الجهد والمتابعة في هذه الوزارة، وانا ادرك حجم التعقيدات التي واجهته على اكثر من صعيد، خصوصا بموضوع الغاء وزارة الاعلام عملا بالورقة الاصلاحية”.
اضافت: “اليوم اتسلم من معالي الوزير مهام عملي في الوزارة، وسيكون لهذا الموضوع درس مستفيض، إما لناحية تفعيل عمل الوزارة والارتقاء بها الى اعلى المستويات او اتخاذ الاجراءات القانونية والادارية والتنظيمية والتقنية لالغائها واكون حينها، آخر وزيرة اعلام في تاريخ لبنان. لكنني بالتأكيد سأعمل، في الوقت الحالي لتكون وزارة الاعلام منارة للحرية ورأس حربة في حماية هذه الحريات والدفاع عنها، لأني اؤمن ان الاعلام هو الكلمة والصورة التي تظهر عن المجتمع للخارج وان الاعلام الحر هو احد معالم تقدم المجتمعات. هنا أشير الى ان الحرية يجب ايضا ان تكون مسؤولة، لأنه عندما تتحول الحرية الى فوضى وعندما تشكل مدخلا للتعدي على الكرامات، وحريات الآخرين وتستخدم للاساءة الشخصية، فإن ذلك يعني ان هناك خطأ ما في فهم معنى الحرية”.
وتابعت: “انا اليوم لا أريد ان أعطي وعودا، فالوقت هو للعمل وليس للجدل. هناك ملفات سأنكب على دراستها مع فريق عمل الوزارة، وبتعاون وثيق مع شركائنا في المجتمع المدني والنقابات وكل المعنيين. هناك حاجة لتطوير قوانين الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة وايضا الالكترونية، وهناك ضرورة لدراسة واقع “تلفزيون لبنان” و”اذاعة لبنان” و”الوكالة الوطنية للاعلام” و”مديرية الدراسات والمنشورات اللبنانية” لن اخوض في التفاصيل، لكن سأبدأ بسرعة وليس بتسرع باجتماعات مع المعنيين بملف الاعلام، بدءا بالمجلس الوطني للاعلام، والنقابات ومختلف القطاعات المختصة، وان شاء الله سوف نضع خطة شاملة للانتقال بالواقع الاعلامي في لبنان الى مكان اكثر تطورا وامنا واستقرارا للاعلاميين والاعلام فيه”.
وختمت: “مجددا اشكر معالي الوزير، وارجو ان نتعاون جميعا لتجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخ بلدنا العزيز، والارتقاء به الى مصافي الدول المتقدمة”.
اسئلة واجوبة
وردا على سؤال للوزيرة عبد الصمد حول ما يمكن ان تتخذه من اجراءات لمعالجة التعرض للاعلاميين الذي تكاثر في الآونة الاخيرة، قالت: “نحن حريصون جدا ليس فقط على الاعلاميين بل على كل شخص لبناني وعلى كل من يعيش في هذا البلد الذي يتوجب ان تكون حقوقه مصانة، ونحن استنكرنا ما حصل واصدرت بيانا، والتعرض الذي حصل مع زملائنا في الـ “ام تي في” كان مؤذيا للاعلام، وبطبيعة الحال نحن لا نقبل بذلك ويجب ان نجد خيوط التواصل بيننا وبين الاشخاص الذين لديهم بالفعل مطالب محقة لنتمكن من تلبيتها، واعتقد اننا نلتقي واياهم بأشياء كثيرة وابرزها بأن يكون هناك ادارة فاعلة نزيهة وكفوءة وتقوم بكل متطلبات العمل بشكل موضوعي وسليم وان شاء الله نتمكن من المحافظة على حقوق الجميع، وكوننا في وزارة الاعلام فنحن حريصون على المحافظة على حقوق الاشخاص الذين ينتمون الى هذه المؤسسة”.
وعن تفعيل تلفزيون لبنان وهل سيتم تعيين مجلس ادارة جديد له؟ قالت: “هذا الموضوع يعنينا جدا ويقربنا من المواطنين ومن شعورنا بأنه لدينا تلفزيون باسم الوطن، يجب تفعيله، ويجب ان نظهر صورته الراقية وهو مرآة للمجتمع الذي نعيش به ومن اولويات الوزارة ان نضع حلولا لكل المشاكل التي يواجهها التلفزيون وبعض الملفات الاخرى التي سنطرحها بشكل سريع كون لا وقت نهدره لان الامور وصلت الى حد خطر”.
وردا على سؤال حول استرجاع الارشيف المسروق لتلفزيون لبنان؟
اجابت: “ان شاء الله تباعا سنعالج كل ملف بملفه وسنعطي كل ملف الاهمية لايجاد حلول سليمة للوصول بوزارة الاعلام الى ارقى المستويات، ونصبح نفتخر كوننا ننتمي الى هذه الادارة، ونفتخر بأنه لدينا تلفزيون واذاعة رائعة، وهذا تمني الجميع”.
وأعلن الجراح انه “بالنسبة الى موضوع الارشيف اي شخص لديه معطيات عن الارشيف المسروق اذا جاز التعبير ان يضع معاليها بصورة كل ما يعرفه عن الامر لانه حق من حقوق الدولة وثروة عائدة لها”.
وقالت عبد الصمد: “نحن منفتحون على هذا الملف واي ملف آخر ويجب ان نطرح كل المشاكل التي مرت بها الوزارة او التي يمكن ان تعرضها الى مخاطر لمعالجتها وايجاد حلول مستقبلية لها”.