يشعر المسافرون الجويون بالضغط إذ لم يبق أمام أرجلهم إلا إنش واحد (الإنش يساوي 2.52 سم). لقد تقلصت مساحة وضع الأرجل على الطائرات منذ عقود، ومن المحتمل أن يزداد الأمر سوءا، وهذا الأمر سلبي جدا خصوصا بالنسبة لأصحاب الأرجل الطويلة. ووفقا لمجلة «ذي إيكونوميست» الاقتصادية، فقد أصبحت مقاعد الطائرات أكثر ضيقا من ذي قبل، وهي ليست على وشك أن تصبح أكثر رحابة.
تقلص المسافة 34 إنشا
في ستينيات القرن الماضي، وتحديدا عام 1960، كان بإمكان الركاب أن يمدوا أرجلهم بسرعة. في ذلك الوقت، كانت المسافة بين الصفوف -المعروفة باسم درجة المقعد- حوالي 35 إنشا في الدرجة الاقتصادية. ولكن بعد إلغاء تحرير السفر الجوي الأمريكي في عام 1978، انخفضت أسعار التذاكر، وذلك بسبب زيادة أعداد المقاعد في الطائرات نظرا لتقليص المساحات داخل الطائرة. في العقدين الماضيين، ومع ملء شركات الطيران لمقاعد إضافية على طائراتها، ضاق متوسط عرض مقعد شركة الطيران من 18.5 إلى 17 إنشا، ثم تقلصت مساحة المقعد من 35 إلى حوالي 31 إنشا بل وأقل من ذلك في بعض الطائرات ذات الكثافة العالية للركاب، وفقا لمنظمة حماية حقوق المسافرين الأمريكية.
زيادة معدل المشاجرات
تقلص متوسط المساحة بين صفوف الطائرات بشكل عام في السنوات الأخيرة، ففي أوائل عام 2000، كانت المساحة ما بين الصفوف في الدرجة الاقتصادية تتراوح بين 86 – 88 سم، أما الآن فأصبحت تتراوح بين 76 – 78 سم، كما أن هذه المساحة تتقلص بشكل أكبر في بعض الرحلات القصيرة، حيث قد تصل إلى 71 سم. ووفقاً لجمعية «حماية حقوق المسافرين» الأمريكية، فقد ضاقت مقاعد الطائرات أيضا في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، لتصل مساحتها إلى نحو 43 سم بعد أن كانت هذه المساحة تقدر بنحو 47 سم. وقد أشار الخبراء إلى أن هذا التقليص في حجم المقاعد والمساحة بين الصفوف أدى إلى زيادة المشاجرات على متن الطائرات بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
عدم الحاجة لشراء طائرات جديدة
في العام الماضي ووفقا لما ذكرته وكالة «بلومبيرج»، أصبح كثير من شركات الطيران، خصوصا الآسيوية، يركز على تقليص مساحات المقاعد في الطائرات، وذلك لجذب أكبر عدد من الأشخاص للطائرات التابعة لها، دون الحاجة إلى شراء طائرات جديدة، ما يوفر الكثير من الأموال لهذه الشركات، ويجذب عددا كبيرا من المسافرين الذين يسعون إلى السفر بأقل تكلفة ممكنة.
وبغرض تحقيق هذا الهدف، عمل الكثير من هذه الشركات على زيادة عدد المقاعد الموجودة بالطائرات، الأمر الذي أدى إلى تقليصهم لحجم المقاعد وتصغير المساحات بين صفوف الطائرة.
جانب نفسي
في هذا السياق أظهرت دراسة لشركة «إيرباص» أن زيادة عرض المقعد بمقدار إنش واحد من 17 إلى 18 إنشا يحسن نوعية نوم الركاب بنسبة
53 %. فإذا كان هدف شركات الطيران راحتنا، فعليها ببساطة توسيع مقاعدها. لكن شركتا «ساوث ويست ويونايتد» الأمريكيتين عملتا العكس، حيث استبدلتا مقاعدها بمقاعد جديدة أضيق بإنش واحد وأخف وزنا، ما سمح لها بإضافة 6 مقاعد، وكانت النتيجة زيادة عدد المسافرين ودعم إيراداتها بأكثر من 4 %، وتقليص فاتورة الوقود بـ10 ملايين دولار. وقالت بعض الدراسات إن المسافر إذا لم يعرف أن مقعده تقلّص فلن يشعر بالفرق، وإذا عرف مسبقا فيشعر نفسيا بأن مقعده أصبح أصغر، وتؤكد شركتا الطيران أن تحويل انتباه المسافر إلى خيارات أكثر تنوعاً بالنسبة للوجبات أو بعض الأفلام الحديثة، سينسيه أنه أصبح أقل راحة.
شركات قلصت المساحات لإضافة المقاعد
طيران «سيبو إير»- الفلبين
تعديل أماكن ومساحة المطابخ والحمامات في طائرات «إيرباص إيه 330 نيو» لتزويدها بـ460 مقعدا
طيران «آسيا» – ماليزيا
تقدمت بطلب لشراء عدد
أقل يسع عددا أكبر من
الركاب ويطير لمسافات أطول
«كاثي باسيفيك» – هونغ كونغ
إضافة مقعد في كل صف من صفوف الدرجة الاقتصادية على طائراتها من طراز «بوينغ إس 300 – 777» ما أدى إلى تقليص مقعد كل شخص بمساحة 1 إنش (نحو 2.5 سم)
شركة «رايان إير»- إيرلندا
تقدمت بطلب لشركة «بوينج» لشراء طائرات تحتوي على 8 مقاعد إضافية عن الطائرات التقليدية