جدري القرود وفيروس كورونا.. 10 اختلافات جوهرية
فروق جوهرية رصدها خبراء الصحة بين فيروسي كورونا وجدري القرود، وسط مخاوف من تحول الأخير لجائحة عالمية تستدعي الغلق الصحي مجددا.
وقبل أيام، بدأت الأنظار تلتفت إلى فيروس جدري القرود بعد إعلان أكثر من دولة عن تسجيل إصابات بالمرض، رغم أنه لا ينتشر بسهولة، ولا ينتقل عبر الهواء لمسافات طويلة.
وحتى الثلاثاء، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تسجيل 237 إصابة مؤكدة ومشتبها بها بالفيروس في 19 دولة، وإن كانت الأرقام مرشحة للزيادة بعد رصد كندا 15 حالة وفرنسا 5 حالات وغيرهما من البلدان.
وحذرت منظمة الصحة العالمية، من التعامل مع جدري القرود باستخفاف، معتبرة أن “الوضع آخذ في التطور”، ومتوقعة سقوط المزيد من الإصابات، فهل يتحول لجائحة جديدة؟.
فروق جوهرية
هناك العديد من الفروق الجوهرية بين فيروسي كورونا وجدري القرود، والتي ترجح أن الأخير لن يتحول لوباء يهدد العالم، هذه أبرزها:
1- معرفة الفيروس
عندما ظهر فيروس كورونا المستجد في ديسمبر/ كانون الأول 2019 رافقته عشرات المعلومات المتضاربة عن نشأة الوباء وكيفية مقاومته، في ظل جهل العلماء بمسبب “كوفيد-19” وطرق انتقاله والتعامل معه باعتباره الظهور الأول للفيروس بهذه التركيبة الجينية.
وبالمقارنة مع فيروس SARs-CoV-2 المسبب لكورونا، يعتقد الخبراء أن لدينا المزيد من الموارد والأدوات لمنع فيروس جدري القرود من الخروج عن السيطرة ومعالجته.
وجدري القرود معروف منذ عام 1958، عندما تم اكتشاف الفيروس في مستعمرات القرود التي كانت تستخدم لأغراض البحث، وبالتالي الخبراء لديهم ما يكفي من معلومات للتعامل معه والسيطرة عليه.
2- الإصابات والوفيات
وفقا لموقع worldometers، سجلت إصابات فيروس كورونا في العالم منذ ظهوره وحتى 25 مايو/ أيار الجاري ما مجموعه 529.160.307 إصابات، بينما بلغ عدد الوفيات المعلنة 6.303.960، وإن كانت التوقعات تشير إلى أن العدد الحقيقي أكبر بكثير.
أما فيروس جدري القرود فلم يسجل أي وفيات حول العالم منذ ظهوره قبل أيام، وعدد إصاباته المعلنة رسميا من منظمة الصحة العالمية لم تتجاوز 200 حالة مؤكدة.
3- مسبب المرض
في حين أن “كوفيد-19” ناجم عن متلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة (SARS-CoV-2)، فإن جدري القرود يرتبط بجنس فيروس الأورثوبوكس في عائلة Poxviridae.
ومع ذلك، فإن مضيف كلا الفيروسين هو الحيوانات، وبينما تم اكتشاف COVID-19 لأول مرة في الخفافيش، يقال إن جدري القرود ينتشر بين الحيوانات البرية في وسط وغرب أفريقيا.
4- اختلاف التركيبة الجينية
بينما يحتوي COVID-19 على خيوط مفردة من المواد الجينية تسمى RNA، يحمل فيروس جدري القرود شفرة جينية مزدوجة في الحمض النووي.
5- طرق الانتشار
ينتشر جدري القرود عادة بين الحيوانات البرية في وسط وغرب أفريقيا، ويمكن أن ينتقل إلى البشر عندما يأكلون أو يكونون على اتصال وثيق بالحيوانات المصابة.
وتشرح منظمة الصحة العالمية أنه يمكن للمرء أن ينشر العدوى إلى الآخرين من خلال الاتصال الوثيق بسوائل الجسم أو الآفات على الجلد أو الأسطح المخاطية مثل الفم أو الحلق.
بينما ينتقل فيروس كورونا من شخص إلى آخر عن طريق القطيرات التنفسية، ومخالطة شخص ظهرت عليه أعراض المرض، أو استخدام أدوات ملوثة توجد في البيئة المباشرة المحيطة بالشخص المصاب بالعدوى، كما أن انتقال العدوى بالهواء ممكنة في ظروف وسياقات معينة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
6- القابلية للتفشي
في لمح البصر، ضرب فيروس كورونا عشرات البلدان ما استدعى من منظمة الصحة العالمية إعلانه جائحة قبل مرور 3 أشهر على ظهوره.
بينما فيروس جدري القرود ظهر قبل نحو 6 عقود ولم يشكل خطرا يستدعي إعلانه وباء أو جائحة.
7- فترة الحضانة
تتراوح معظم تقديرات فترة حضانة فيروس “كوفيد-19” من 1-14 يومًا، وغالبًا ما تكون نحو 5 أيام.
بينما تتراوح فترة حضانة فيروس جدري القرود من وقت التعرض للإصابة حتى ظهور الآفات ما بين 5 أيام إلى 21 يومًا، أي أنها يمكن أن تكون طويلة جدًا.
8- الاختلاف في الأعراض
تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا لـ COVID-19 الحمى والتهاب الحلق والسعال والتعب وسيلان الأنف وآلام المفاصل والصداع وضيق التنفس وألم الصدر وفقدان حاسة الشم والتذوق ومشاكل في الجهاز الهضمي.
بينما تشبه أعراض جدري القرود أعراض الجدري. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الصداع والحمى والقشعريرة والتهاب الحلق والشعور بالضيق والتعب والطفح الجلدي واعتلال العقد اللمفاوية هي بعض العلامات والأعراض الشائعة لجدري القرود.
9- توافر اللقاح
قبل مرور عام على ظهور فيروس كورونا للعلن، نجح العلماء في اختراع لقاحات متعددة تقاوم العدوى التنفسية، وزامنها إطلاق أكبر حملة تطعيم في التاريخ نجحت في تحجيم الفيروس.
لكن فيروس جدري القرود، رغم أنه أقدم من كورونا بعقود فإنه لا يوجد علاج مؤكد لجدري القرود على وجه التحديد، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).
ونظرًا لأن جدري القرود يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالجدري، فإن لقاح الجدري والأدوية المضادة للفيروسات والغلوبيولين المناعي للكسينيا يمكن أن يحمي الناس من الإصابة بجدري القرود.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن لقاح الجدري فعال بنسبة 85٪ ضد جدري القرود، على الرغم من أن هذه الفعالية تتضاءل بمرور الوقت.
10- طرق الوقاية
بالنسبة لفيروس كورونا، فإنه من الضروري اتخاذ بعض الاحتياطات، مثل التباعد البدني ولبس الكمامة والحفاظ على التهوية الجيدة في الغرف وتلافي التجمعات وتنظيف اليدين والسعال في ثنية المرفق أو في منديل ورقي.
بينما طرق الوقاية من جدري القرود تتلخص في تجنّب ملامسة أي أدوات لامسها حيوان مريض، وعزل المرضى المصابين بالفيروس، وغسل اليدين بالماء والصابون أو باستخدام المعقمات، واستخدام الكمامات والقفازات عند رعاية المرضى، واتخاذ إجراءات الحجر البيطري للحيوانات المصابة