جمعة في مسيرة عاشورائية لأمل في الضاحية: اول رد على الإعتداءات الاسرائيلية كان وحدة وطنية تجلت بأبهى صورها
أحيت حركة “أمل”- اقليم بيروت، يوم العاشر من محرم، بمسيرة حسينية في الضاحية الجنوبية اختتمت في روضة الشهيدين، وتقدمها نائب رئيس الحركة هيثم جمعة، أعضاء من هيئة الرئاسة والتنفيذية والمكتب السياسي والمسؤول التنظيمي لاقليم بيروت محمد عباني.
وفي ختام المسيرة ألقى جمعة كلمة قال فيها للمشاركين: “احتشدتم حول الأمين المؤتمن الأخ الرئيس نبيه بري، ليعلن باسمكم وباسم لبنان وباسم كل المؤمنين، اننا لن نحيد عن الطريق المؤدية إلى تحرير الإمام الصدر وأخويه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، ولن نتعب من العمل لجعل لبنان الوطن مساحة موحدة بالحب والتسامح والمواطنية”.
وعن المناسبة قال: “لقد قاتل الحسين عليه السلام لنصرة الدين ومنع الإنحراف، وكان بين أمرين بين السلة والذلة، وقد علمنا أن هيهات منا الذلة، وأعلن الثورة على الحاكم الظالم التي كانت المعلم لكل ثورات الأحرار في العالم”.
أضاف: “الإمام الحسين لم يستشهد لنفسه ولا لعائلته، ولا لمركز، ولا لمجد، إنما الشهادة كانت لله فقط وللدين وللمبادىء، وقال مع أمير المؤمنين يا دنيا غري غيري. ولهذا السبب نقول أثناء زيارتنا الإمام الحسين “السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره”، وهذا يعني أن الإمام قد تحرك بأمر الله وفي سبيل الله، في معركة أهدافها الحق والعدل والدين الحنيف ونصرة المظلومين والإصلاح، لذلك عندما يقول رسول الله صل الله عليه وآله وسلم: “لا يوم كيومك يا أبا عبد الله”، يعطي الوصف الدقيق لعاشوراء التي لم تشهد الأمم يوما كهذا اليوم، ولا إجماعا كهذا الإجماع الذي يكرمنا فيه الإمام الحسين بالاجتماع على اسمه وفكره وعلمه وعمله وتضحيته”.
وتابع: “يجب علينا كمجتمع مؤمن أن نستفيد من مجالس عاشوراء، ونعمل على معالجة أوضاع مجتمعنا، وعلى تنقية هذا المجتمع من الآفات التي يعاني منها، ونتصدى لكل ما من شأنه أن يفتت العائلة والمجتمع.
عاشوراء بكليتها نعتبرها وسيلة لإصلاح المجتمع، لأن في صلاح المجتمع صلاح للأمة وعامل قوة لها. عندما تكون الأمة مرتكزة على أرض صلبة في تماسك مجتمعها تكون قوية في مواجهة الصعاب والأعداء وأكبر مثال على ذلك وحدتنا في مواجهة إسرائيل، ان استلهامنا لثورة الحسين ولشهادته أبلغ الأثر في صلابة مقاومتنا وقوتها، ومن هنا عندما أطلق الإمام القائد السيد موسى الصدر هذه الحركة، اتخذ من الحسين معلما ومن ثورته هدفا، فكان إعلانه أمل إرثها في ثورتك يا وارث الأنبياء، وكانت المسيرة وكان شباب حركة أمل قوافل واكبت رحلة الحسين عبر التاريخ لتصبح الفوج المعاصر لأصحاب الحسين”.
واستطرد: “إن لكربلاء الأثر العظيم الذي غير مسار التاريخ، وها هي حركتنا حركة أمل وفي كل مواقفها تستلهم المبادىء الحسينية وتنطلق منها دينا ودنيا. من هذا المنطلق كانت مقاومتنا للاحتلال الإسرائيلي بكل الأوجه الحضارية والفكرية والعسكرية، وما زلنا نقوم بهذا الدور وما زلنا نستعد ونتهيأ، وما دعوة رئيس حركة أمل لشباب الحركة بالجهوزية لمواجهة العدوان أثناء مهرجان الإمام الصدر، إلا التزام حسيني بمقاومته الاحتلال والتصدي له، وهذه الدعوة تؤكد أن أبناء حركة أمل كانوا وما زالوا في ساحات وميادين المواجهة، وكان دائما سلاحهم زينتهم عند مقاومة العدو، فأفواج المقاومة اللبنانية على عهدها للحسين عليه السلام بالشهادة وعلى عهدها للإمام الصدر بالتمسك بالمقاومة والدفاع عن لبنان، وعلى عهدها للأمين المؤتمن الأخ الرئيس نبيه بري بالجهوزية التامة وتلبية النداء، وعلى موعدها مع شهدائنا الأبرار”.
وقال: “إن ما جرى مؤخرا من اعتداءات إسرائيلية على لبنان وعلى مقاومته، تجعلنا أكثر تمسكا بهذه المقاومة، وإن أول رد على هذه الإعتداءات كان الوحدة الوطنية التي تجلت بأبهى صورها وأكدت على مقولة الإمام الصدر على أن أفضل وجوه الحرب مع إسرائيل هي وحدة اللبنانيين. إن معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي معادلة صحيحة وعادلة لحماية الوطن، إن وحدتنا الوطنية هي المدماك الأساسي في السياسة والاقتصاد والدفاع عن البلد، لذلك يجب علينا أن نحافظ على الثوابت الوطنية ونحفظ المجتمع ونصونه ونصون كرامة أبنائه من خلال تأمين العيش الكريم وإزالة القلق على الغد، والابتعاد عن التوتر وإطلاق الحوار الدائم لحل المشاكل”.
ودعا “إلى تنفيذ القرارات الاقتصادية التي اتخذت في القصر الجمهوري، ونقول للمسؤولين إن الشعب بانتظاركم وليس فقط المانحون والمؤسسات الدولية، الشعب اللبناني ينتظر الأفعال لا الأقوال، ينتظر أجوبة عن أمنه الاجتماعي وعن مستقبل أبنائه. أيها المسؤولون، إن الوقت ينفذ ولبنان باق، لكن التاريخ لن يرحم المتخلفين عن واجباتهم الوطنية”.
وختم: “في عاشوراء نؤكد على التمسك بوحدتنا الوطنية وعلى الحوار طريقا للتفاهم واللقاء. ونؤكد على التزامنا بتحرير الإمام الصدر ورفيقيه، وعلى ضرورة تنفيذ اتفاق الطائف تنفيذا كاملا، والعمل على تحقيق الدولة المدنية من خلال قانون انتخابي على قاعدة النسبية ولبنان دائرة واحدة. ونؤكد تمسكنا بالمقاومة وحقنا في حماية أرضنا وبحرنا وسمائنا”.