رئيس الجمهورية أمل ان تبصر الحكومة النور الاسبوع المقبل وابرق الى نظيريه الايراني والعراقي معزيا بسليماني والمهندس وصحبهما
اعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن أمله في “ان يسهم تشكيل الحكومة الجديدة في تعزيز الاجواء الايجابية، لا سيما مع الدول الراغبة في مساعدة لبنان”، متمنيا ان “تبصر الحكومة النور الاسبوع المقبل بما يعزز ثقة الخارج والداخل في آن”، لافتا الى ان “العمل جار لتأليفها من وجوه من الاختصاصيين”.
كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا وفدا من المؤسسة المارونية للانتشار برئاسة شارل جورج الحاج، وحضور الرئيس الفخري للمؤسسة النائب نعمة افرام.
الحاج
في مستهل اللقاء، القى الحاج كلمة، فقال: “أتينا بكل محبة واحترام لنتمنى لكم اعيادا مجيدة، ونسأل الله تعالى ان يمنحكم الصحة والحكمة لكي تقودوا وطننا وشعبنا وتساعدوه على تجاوز هذه الايام الصعبة. إذ ان فخامتكم، وانتم الحريصون على شعبكم، تعلمون ان اللبنانيين قلقون على مستقبلهم في ظل تنامي المخاوف من فقدان السيولة وارتفاع نسب البطالة، وبالتالي من زيادة عدد الأسر التي تعيش تحت خط الفقر”.
أضاف: “وغني عن القول، ان سهولة التواصل والتنقل في عالمنا اليوم وحاجة المجتمعات الغربية لمهاجرين من مواصفات ومؤهلات شبابنا في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها، من شأنها ان تؤدي الى واحدة من اكبر موجات الهجرة التي عاشها هذا البلد”.
وتابع: “بالنسبة الى المؤسسة المارونية للانتشار، يهمنا ان نؤكد لفخامتكم، انها ماضية في عملها الرامي الى تعزيز الروابط بين جناحي الوطن المقيم والمنتشر في جهات العالم كافة، وتشجيع المنتشرين على الاضطلاع أكثر فأكثر بشؤون وطنهم وهموم اهلهم وإبداء المزيد من التضامن الذي لم يبخلوا به يوما. وقد اتخذ مجلس ادارة المؤسسة قرارا بمواصلة التوسع في الحضور في العالم حيث توجد كثافة من المنتشرين اللبنانيين، خدمة لرسالتها الاساسية، بالتعاون مع وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية. غير ان اللبنانيين المنتشرين الذين يتعبون ويشقون ويتحملون الصعاب في كل مكان من اجل الفوز بحياة كريمة وتأمين مستقبل زاه لابنائهم، قلقون على جنى عمرهم ومدخراتهم التي يعدونها لتقاعدهم، وثمة حاجة لطمأنتهم واعادة ثقتهم بالقطاع المصرفي التي تعرضت لاهتزاز كبير جراء ما حدث في الاشهر الماضية”.
واردف: “كما قررت المؤسسة أن تستضيف الاكاديمية المارونية هذا العام، تخليدا لذكرى الراحل الكبير الوزير ميشال اده، رقما قياسيا من الطلاب الآتين من اكثر من اربعين دولة وخصوصا من اميركا اللاتينية والمكسيك. وتعرفون فخامتكم، اهمية هذا النشاط على مستوى ربط الاجيال الجديدة من المتحدرين من اصل لبناني بوطن الآباء والاجداد”.
وقال: “فخامة الرئيس. نعايدكم برأس سنة العام 2020، الذكرى المئوية لتأسيس دولة لبنان الكبير، ولا شك في انكم تشرفون على التحضيرات لهذه الذكرى، وخصوصا على صعيد التفكير برسالة لبنان واعادة صوغ دوره في عالم اليوم، الذي يتطلب ليس فقط ان يتماهى مع الركب الحضاري العالمي ولغة العصر وقيمه، بل ايضا انتهاج سياسات تعتمد الشفافية والحوكمة والعدالة الاجتماعية لتعيد ثقة المواطنين بالدولة. عسى ان نعايدكم في العام المقبل وتكونون بافضل صحة وعافية ولبنان قد بلغ شاطىء الامان وان نكون قد اجتزنا العام الجاري بخير وسلامة”.
رئيس الجمهورية
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مهنئا المؤسسة رئيسا واعضاء، على “النشاطات التي تقوم بها في خدمة الاهداف التي انشئت من اجلها”.
ثم تطرق الى الواقع الاقتصادي والمالي الصعب الذي تمر به البلاد، ملاحظا ان “ممارسات خاطئة عدة حصلت خلال السنوات الاخيرة اوصلت البلاد الى ما هي عليه حاليا، خصوصا على الصعيد المالي والتعامل بالدولار”، لافتا الى ان “لبنان يكاد يكون الدولة الوحيدة التي تتعامل داخليا بعملة اجنبية”.
واعاد رئيس الجمهورية تأكيد “اهمية التحول من الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد المنتج، بما يحقق نوعا من التوازن في ميزان المدفوعات، بعدما زادت نسبة الواردات اخيرا بشكل كبير وبفارق حوالى 12 مليار دولار، ما انعكس شحا في الداخل واجبر المصارف على اتخاذ مجموعة تدابير بهدف تجنب التعثر والحفاظ على اموال المودعين”.
واعرب الرئيس عون عن امله في “ان يسهم تشكيل الحكومة في تعزيز الاجواء الايجابية، لا سيما مع الدول الراغبة بمساعدة لبنان”، متمنيا ان “تبصر الحكومة النور الاسبوع المقبل بما يعزز ثقة الداخل والخارج في آن”، مؤكدا ان “العمل جار لتأليفها من وجوه جديدة من الاختصاصيين”.
وشدد على ان “ما حدث اخيرا على الساحة الداخلية يشكل عبئا كبيرا، وعلينا في المقابل الخروج منه ومن الازمة الاقتصادية الراهنة”، مؤكدا ان “الشعب اللبناني الذي ثار اخيرا على الوضع الراهن يتمتع بكل الحق، ولطالما اكدت على هذا الحق ودعوت الشعب الى البقاء في الشارع كي نتمكن من احداث تغيير في ظل عدم القدرة على الاستمرار بالشكل الذي كان سائدا”.
واشار الرئيس عون الى ان “خطة “ماكينزي” الاقتصادية تشكل تصورا واقعيا لتطوير القطاعات المنتجة في لبنان وبالتالي تأمين فرص عمل وتخفيف الاستيراد، وسنبدأ فورا بالعمل وفقها”.
قطاع الشباب في الوطني الحر
واستقبل الرئيس عون وفدا من قطاع الشباب في “التيار الوطني الحر”، تحدث بإسمه منسق القطاع جهاد سلامة، ناقلا اليه تهنئة القطاع بالاعياد.
ثم دار حوار بين الرئيس عون واعضاء الوفد تناول التطورات الراهنة محليا واقليميا، اضافة الى الاوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة.
واكد رئيس الجمهورية للوفد “العمل على الخروج من الازمة الحالية من خلال جملة اجراءات، من بينها تشكيل حكومة جديدة تتولى معالجة الاوضاع القائمة وتتجاوب مع توجهات اللبنانيين وتطلعاتهم، لا سيما اولئك الذين نادوا من الساحات باجراء اصلاحات كنا بدأنا بها قبل اشهر، لكن استقالة الحكومة اوقفت العمل”، مشددا على أن “الاولوية ستكون لتحقيق هذه الاصلاحات بالتعاون مع جميع المعنيين”.
وشدد الرئيس عون على ان “حملة مكافحة الفساد مستمرة، لكن زخمها سوف يزداد في الآتي من الايام، خصوصا ان الاصلاح لا يزال بحاجة الى عمل دؤوب وتصميم ثابت”، مؤكدا “دور اللبنانيين المنتشرين في الخارج لجهة دعم وطنهم الام في الدول التي يقيمون فيها”.
تعزية الرئيسين الايراني والعراقي
وابرق الرئيس عون الى نظيره الايراني حسن روحاني معزيا ومدينا جريمة اغتيال اللواء قاسم سليماني وصحبه.
وجاء في البرقية: “تلقيت بألم نبأ اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني ومجموعة من المسؤولين والمرافقين، في توقيت بالغ الدقة في منطقة الشرق الأوسط، وبما يمكن أن يرفع حجم التحديات التي تواجهها دول المنطقة ومنسوب التوتر والتهديدات الأمنية. في هذه المناسبة الأليمة، أتوجَّه اليكم وإلى الشعب الايراني الصديق بتعزيتي القلبية، مؤكدا إدانة لبنان للجريمة التي أدَّت إلى مقتل اللواء سليماني وصحبه، سائلا الله تعالى أن يتغمد الفقيد برحمته، ويمنحكم الصحة والحكمة لمواجهة تداعيات هذه الحادثة، وتثبيت الاستقرار والسلام في ربوع بلادكم وتحقيق الأمن والازدهار لشعبكم”.
كما وجه الرئيس عون برقية مماثلة الى نظيره العراقي برهم صالح، معزيا ومدينا “الجريمة التي ادت الى اغتيال نائب قائد الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس، والتي اتت فيما تسعون الى تثبيت الاستقرار في بلادكم ومواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والامنية”.
تهنئة بالاعياد
الى ذلك، تلقى الرئيس عون برقيات تهنئة بالاعياد من عدد من الملوك والرؤساء العرب والاجانب.
وفي هذا السياق، ابرق ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة مهنئا ومتمنيا لرئيس الجمهورية والشعب اللبناني الازدهار والصحة.
كما ابرق امير الكويت صباح الاحمد الجابر الصباح، سائلا الله ان “يجعل هذا العام الجديد عام خير على امتينا العربية والاسلامية والانسانية جمعاء، وان يعم الامن والسلام ويتحقق الرخاء والازدهار لكافة الشعوب الشقيقة والصديقة”.
اما امير قطر تميم بن حمد آل ثاني، فتمنى للرئيس عون الصحة والعافية وللشعب اللبناني التقدم.
وتمنى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ان “يتيح العام الجديد فرصة لتضافر جهودنا من اجل التغلب على التحديات الجسام التي يشهدها عالمنا اليوم للمضي قدما نحو تحقيق اهداف السلام والاستقرار والتنمية التي نسعى اليها جميعا”.
وضمن الرئيس الفلسطيني محمود عباس برقيته، تقدير الفلسطينيين “لمواقف الدعم الاخوي الثابت التي تقفونها في لبنان مع شعبنا ونضاله من اجل نيل حريته واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، الضمانة الاكيدة لتحقيق السلام العادل الذي تتوق اليه شعوب منطقتنا كافة”.
كما تلقى الرئيس عون برقيات تهنئة من نظيريه الايراني حسن روحاني والبولوني اندريه دودا.