رئيس الجمهورية استقبل قائد الجيش ووفدا من القيادة: الامن مقدس وممنوع التفريط به ولن نعود الى حال اللااستقرار
شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على أنه “ممنوع التفريط بالامن لانه مقدس”، ولا سيما ان لبنان دفع الغالي والنفيس من اقتصاده واستقراره بسبب حروب الآخرين، ونحن لم نعد مستعدين لأي سبب كان، لنعود الى حال اللااستقرار التي اختبرناها في السابق”.
وتوجه قائد الجيش العماد جوزف عون الى الرئيس عون الذي وصفه بالعسكري الاول بالقول: “في خطاب قسمكم عاهدتم المؤسسة العسكرية الوقوف الى جانبها، فكنتم على قدر الوعد، لا تبخلون بجهد، ولا تقصرون بمسعى في سبيل تعزيز قدراتها ودعمها، حتى في غمرة استهدافها معنويا، وفي مشاركة ابنائها لحظات النصر كما لحظات الشهادة. وعهد منا بأن تبقى المؤسسة العسكرية قبلة انظار اللبنانيين ومدعاة فخرهم، ووعد بأن تبقى صمام الامان والحضن الجامع لكل ابناء الوطن”.
كلام الرئيس عون وقائد الجيش جاء خلال استقبال رئيس الجمهورية ظهر اليوم في قصر بعبدا العماد عون واعضاء المجلس العسكري ونواب رئيس الاركان ومديري المخابرات والتوجيه ورئيس مكتب القائد، الذين هنأوه لمناسبة عيد الجيش.
وكان العماد عون استهل اللقاء بالكلمة الآتية: “اربعة وسبعون عاما من شرف التضحية، والوفاء لوطننا. مسيرة بطولات سطرها الجيش اللبناني الذي أقسم الدفاع عن لبنان وبقي وفيا لهذا القسم. لم تنل من عزيمتنا حروب ولا فتن، ولم يقو علينا عدو او ارهاب. واجهنا التحديات بعزيمة وإصرار، وسنستمر. عين ساهرة على طول الحدود، متأهبة لمواجهة اي محاولة اعتداء على سيادتنا، وعين راعية للاستقرار الداخلي وحماية الحريات والديموقراطية.
سلاحنا ليس فقط عسكريا، انما ايمان بقضية ممهورة بالدم منذ اللحظة الاولى لارتدائنا البزة العسكرية. سلاحنا هو ايضا ارادة صلبة ومحبة شعب آمن بأن جيشه وحده، هو الكفيل بالمحافظة على كرامته وسيادته.
لا شك في اننا حريصون على توفير كل الامكانات العسكرية واللوجستية والتدريبية، ونعمل على تطوير قدراتنا في شتى المجالات، وذلك على الرغم من الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي ترخي بظلالها دوما على المؤسسة العسكرية، ما يحد من تطلعاتنا نحو رؤية استراتيجية مستقبلية لجيش عصري ومتطور. ولكن ثقة الشعب اللبناني ومحبته، كما جيوش الدول الصديقة يعوضون ما تعجز عنه الموازنات في تخصيص ما يكفي للجيش من حاجاته ومتطلباته، سواء العسكرية ام التدريبية وحتى اللوجستية.
في خطاب قسمكم عاهدتم المؤسسة العسكرية الوقوف الى جانبها، فكنتم على قدر الوعد، لا تبخلون بجهد، ولا تقصرون بمسعى في سبيل تعزيز قدراتها ودعمها، حتى في غمرة استهدافها معنويا، وفي مشاركة ابنائها لحظات النصر كما لحظات الشهادة. عرفناك ابا، اخا، صديقا، ورفيق سلاح…منا لكم كل التحية، مودعين الجيش وعسكرييه امانة لديكم. انتم العسكري الاول.
في عيد جيشنا الرابع والسبعين، عهد منا بأن تبقى المؤسسة العسكرية قبلة انظار اللبنانيين ومدعاة فخرهم، ووعد بان تبقى صمام الامان والحضن الجامع لكل ابناء الوطن. سنبقى على قدر ثقتهم وآمالهم ومحبتهم. فلأجلهم يتحول الشرف والتضحية والوفاء امنا وازدهارا وانماء”.
الرئيس عون
ورد الرئيس مهنئا الوفد بالمناسبة، ومتمنيا ألا يختبر الجيش الصعوبات التي مر بها خلال حياته العسكرية من ازمات دموية تخللها الكثير من الخوف وفرضت بذل التضحيات الجسام. وقال: “قد نجد انفسنا في بعض الظروف حيث لا تتعدد الخيارات وتتطلب اتخاذ القرارات الفورية والمبادرات السريعة لتثبيت الحق”، منوها بأن “لبنان أصبح اليوم يتمتع بمناعة لن تستطيع معها أي قوة، أكانت داخلية أم خارجية التأثير بها، في ظل الاستقرارالذي ينعم به والذي دفع ثمنه غاليا اكان ذلك في جرود عرسال او نهر البارد، بعدما نفذ عمليات استحق التهنئة على نجاحها بفضل تضامن افراده والتفافهم حول مؤسستهم العسكرية”.
أضاف الرئيس عون: “خلال الحرب اللبنانية عامي 1975-1976، كان الجيش اللبناني “آخر من تفرق واول من التقى على مساحة الوطن ككل”، معتبرا انه مهما كانت الظروف فانها لا يجب ان تؤدي الى نشوب الخلاف بين ابناء الوطن الواحد”.
وعن حادثة قبرشمون، قال: “ان السياسيين يقومون بمعالجتها فيما انا مسؤول عن القوانين والدستور، ولذلك اعطي مهلة للتخفيف من وطأة الخلاف القائم حولها عبر المحادثات التي نشهدها. اما المخرج الوحيد للازمة القائمة فيتمثل في ما كان يجب اللجوء اليه منذ البدء، اي بتكليف السلطة القضائية بالتحقيق والبت بالامر وفقا لما يؤول اليه هذا التحقيق. وشدد الرئيس عون على “ان من الممنوع التفريط بالامن لانه مقدس”، لا سيما وان لبنان دفع الغالي والنفيس من اقتصاده واستقراره بسبب حروب الاخرين، ونحن لم نعد مستعدين ولاي سبب كان، ان نعود الى حال اللاستقرار التي اختبرناها في السابق”، متمنيا ان يأخذ القضاء مجراه في هذه القضية وفي غيرها من القضايا المماثلة”.
وختم الرئيس عون بتأكيده “الوقوف الدائم الى جانب المؤسسة العسكرية”، متمنيا للوفد “المزيد من العطاء والبذل في سبيل المحافظة على أمن لبنان واستقراره”.