شبكية العين تتنبأ بالنوبة القلبية قبل عام من حدوثها

تلعب شبكية العين دوراً مهماً في عملية الرؤية، وتتكون من الملايين من الخلايا الحساسة للضوء وغيرها من الخلايا العصبية، وهي المسؤولة عن اكتشاف الصفات مثل اللون وكثافة الضوء؛ حيث تعالج المعلومات التي تجمعها خلايا المستقبل الضوئي، وترسلها إلى الدماغ عبر العصب البصري.
ونظراً لأهمية الشبكية ووظائفها ودورها المحوري في عملية الإبصار، توصل علماء وباحثون مؤخراً إلى طريقة دقيقة لقياس إمكانية حدوث نوبة قلبية في العام الذي يلي لدى المرضى، من خلال فحص يجرونه داخل شبكية العين عن طريق الذكاء الاصطناعي.

ماذا في التفاصيل؟
طوّر علماء من جامعة “ليدز” نظام ذكاء اصطناعي (AI) يمكنه تحليل فحوص العين التي يتم إجراؤها خلال الزيارات الروتينية لاختصاصي العيون أو عيادة العيون؛ حيث يستطيع النظام تحديد المرضى المعرضين لخطر الإصابة بنوبة قلبية قبل عام من حدوثها.
واختبر العلماء هذا النظام المطور من الذكاء الاصطناعي الـ”مدرب” على قراءة فحوص الشبكية التقليدية؛ بحثاً عن علامات الإصابة بأمراض القلب، حيث يستطيع النظام الجديد التنبؤ في ما إذا كان المرضى معرضين لخطر الإصابة بنوبة قلبية خلال العام المقبل.

فحص شبكية العين يكشف خطر الإصابة بالنوبة القلبية
وتفتح هذه التقنية وفق العلماء إمكانية إحداث ثورة في فحص أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية، التي تعدُّ السبب الرئيس للوفاة المبكرة في جميع أنحاء العالم، وسبب اعتلال الصحة المزمن.
وبحسب البحث المنشور في مجلة “Nature Machine Intelligence” العلمية، أدرك الأطباء أن التغيرات التي تطرأ على الأوعية الدموية الدقيقة في شبكية العين هي مؤشرات على أمراض الأوعية الدموية الأوسع نطاقاً، بما في ذلك مشاكل القلب.
وقال البروفيسور أليكس فرانجي أحد المشرفين على البحث والحاصل على اليوبيل الألماسي في الطب في جامعة ليدز “إن نظام الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تحديد الأفراد الذين يخضعون لفحص العين الروتيني، والذين هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل، حيث يمكن بدء العلاجات الوقائية في وقت مبكر للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية المبكرة”.
 

الذكاء الاصطناعي لقراءة فحص شبكية العين
واستخدم الباحثون تقنيات التعلم العميق، وهي عبارة عن سلسلة معقدة من الخوارزميات، لتدريب نظام الذكاء الاصطناعي على قراءة فحوص شبكية العين تلقائياً، وتحديد الأشخاص الذين من المحتمل أن يصابوا بنوبة قلبية في العام الذي يلي.
ويتمتع نظام الذكاء الاصطناعي بدقة تتراوح بين 70% و80%، ويمكن استخدامه كآلية إحالة ثانية لإجراء تحقيقات معمقة في القلب والأوعية الدموية.
ومن الممكن بحسب نتائج الدراسة أن يؤدي استخدام التعلم العميق في تحليل فحوص الشبكية إلى إحداث ثورة في طريقة فحص المرضى بانتظام؛ بحثاً عن علامات الإصابة بأمراض القلب.
وتعتبر فحوص شبكية العين رخيصة نسبياً، وتستخدم بشكل روتيني في العديد من ممارسات اختصاصي العيون. ونتيجة للفحص الآلي، يمكن إحالة المرضى المعرضين لخطر الإصابة بالمرض إلى الأطباء المتخصصين بالقلب، ويمكن أيضاً استخدام عمليات المسح لتتبع العلامات المبكرة لأمراض القلب.