عدد المتعافين في إيطاليا يتخطى عدد المصابين والتجلط في الدم سبب رئيسي للوفاة
تخطى، لأول مرة منذ بداية انتشار فيروس كورونا المستجد في إيطاليا، عدد المتعافين عدد المصابين. بدأ انتشار الفيروس بالتراجع بعد وصوله إلى مرحلة الذروة والدخول في مرحلته الثانية. مع ذلك، تبقى حصيلة الوفيات عالية عند المسنين. وقد سجلت إيطاليا يوم أمس الخميس 464 وفاة ليصل مجموع الذين فارقوا الحياة 25549 شخصا، فيما سجلت 2646 إصابة بالفيروس ليصبح عدد المصابين الأجمالي 189972 (ويشمل الرقم المتماثلين للشفاء والمصابين حاليا والمتوفين). وتماثل للشفاء أمس 3033 شخصا ليصبح العدد الإجمالي 57676. وينخفض تدريجيا عدد المرضى لاسيما في أقسام الإنعاش كما ينخفض عدد المرضى بشكل عام بفضل اكتشاف علاجات عدة تستخدم في مرحلة مبكرة من المرض.
على صعيد التضامن الدولي، وصلت أول أمس مطار ملبينسا في ميلانو طائرة مساعدات جديدة من الصين تحمل عشرات الأطنان من المستلزمات الطبية والكمامات وأجهزة التنفس. ويستمر الأطباء العسكريون الروس وقوات الحماية الإشعاعية والبيولوجية بعملهم في المناطق الشمالية الإيطالية، فبعد أن قاموا بتقديم المساعدة لأكثر من 60 مدينة في المناطق المجاورة لميلانو وإنشاء مستشفى ميداني في مدينة بيرغامو، إنتقلت مجموعات منهم الى مدينة بريشا ومدن مجاورة مثل أورزيفتشي حيث ستقوم بتعقيم مناطق بأكملها وتقدم خدمات طبية.
في سياق متصل، تحدثت الصحف الإيطالية عن التخثر في الدم عند معظم الذين يدخلون في مراحل حرجة. وكتبت جريدة “تمبو”: “يوما بعد يوم، تكشف المستشفيات الإيطالية أسرارا جديدة لفيروس “كورونا” المستجد ويبدو أن نتائج تشريح جثث ضحايا الفيروس كشفت عن مفاجأة لم تكن متوقعة وقد تساعد في إنقاذ أرواح الكثير من المصابين. يظهر من نتائج التشريح أن الفيروس يسبب جلطات في الرئة، تسبب بدورها الفشل التنفسي، ما يفسر الوفاة المفاجئة للمصابين لأنه يسبب زيادة في لزوجة الدم، ويؤدي إلي حدوث جلطات صغيرة في الرئة ويتسبب في إدخال المرضى إلى غرف الرعاية المركزة ووضعهم على أجهزة التنفس الأصطناعي”.
وتبين في بيانات مستشفى سبالنتساني الشهير في روما أن عند استعمال أدوية مذيبات الجلطات، يتحسن المرضى ويتعافون.
وفي تعليق له على هذا الأمر قال الأستاذ في كلية الطب في جامعة بافيا شمال إيطاليا ومدير قسم جراحة في أحد مستشفيات بافيا البرفسور حسين جلوس لـ”الوكالة الوطنية للإعلام”: “العلاقة بين الأمراض الإلتهابية مثل الإلتهاب الرئوي والتجلط معروفة منذ عقود، وهناك إرشادات دولية في هذا الصدد. لذلك، فإن إخضاع المرضى، ليس فقط مرضى “كوفيد 19″، للعلاج بمضادات التخثر بالـ”هيبارين” مفيد لتجنب الوفيات الناجمة عن مضاعفات الجلطات، ولكنه لا يعمل على علاج مرض كوفيد19.”
أضاف: “يجب أن نوضح: 75 في المئة من المرضى الذين دخلوا المستشفى لعلاج عوارض “كوفيد 19″، و100 في المئة من المرضى الذين تم إدخالهم إلى العناية المركزة، يتلقون الـ”هيبارين” لتحاشي الجلطات، وهذا يحصل منذ اول مريض. الجلطات الدموية هي من المضاعفات المحتملة للالتهاب الرئوي من فيروس “كورونا”، والتي يمكن الوقاية منها أثناء العلاج في المستشفى بواسطة هيبارين”.