كورونا يعيد الجدل بين خبراء الطب… متى يكون الهواء ناقلاً للجراثيم؟
أعادت جائحة فيروس كورونا المستجد إلى السطح خلافاً قديماً بين خبراء الطب حول طريقة انتقال الأمراض والجراثيم في الهواء.
فقد أقرت منظمة الصحة العالمية في جنيف الأسبوع الماضي بأن فيروس كورونا المستجد يمكن أن ينتشر من خلال قطيرات بالغة الصغر يحملها الهواء، بعد دراسة لأكثر من 200 خبير في علم الهباء الجوي كشفوا فيها أن المنظمة التابعة للأمم المتحدة لم تحذر الناس من هذا الخطر.
غير أن منظمة الصحة العالمية ما زالت تصر على أنه يتعين وجود دليل أكثر حسماً على أن فيروس كورونا الذي يسبب المرض التنفسي كوفيد-19 يمكن أن ينتقل عن طريق الهواء، وهو أمر من شأنه أن يضع هذا الفيروس على قدم المساواة مع الحصبة والسل ويتطلب تدابير أشد لاحتواء انتشاره.
وقال الموقعون على رسالة لمنظمة الصحة إن هذا الدليل يمكن أن يشمل إجراء دراسات عن حيوانات مختبرية تصاب بالمرض بسبب تعرضها للفيروس في الهواء أو دراسات تظهر جسيمات للفيروس قابلة للحياة في عينات الهواء – وهو مستوى من الإثبات غير مطلوب لأنماط أخرى لانتقال المرض مثل ملامسة الأسطح الملوثة.
وقال خوسيه خيمينيث الكيميائي بجامعة كولورادو الذي شارك في التوقيع على رسالة علنية تحث المنظمة على تغيير إرشاداتها إن “بطء تحرك منظمة الصحة العالمية بشأن هذه المسألة، يبطئ للأسف وتيرة السيطرة على هذا الوباء”.
فيما قال الدكتور جون كونلي خبير الأمراض المعدية في جامعة كالجاري وآخرون أنه إذا كان الفيروس ينتقل حقاً عبر الهواء مثل الحصبة، لكان عدد الإصابات أكبر بكثير.
ورفضت الدكتورة مارجريت هاريس المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية الانتقادات بأن المنظمة معارضة لفكرة انتقال الفيروس عبر الهباء الجوي، قائلة إن المنظمة اعترفت بإمكانية انتقاله جواً خلال الإجراءات الطبية في وقت مبكر من الجائحة.
كما طالبت الوثيقة الإرشادية الأخيرة التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية بإجراء المزيد من البحوث حول انتقال فيروس كورونا عبر الهواء والذي قالت إنه “لم يتم إثباته”.