أحد أبرز الأسباب التي تؤدي إلى رفض المرشحين من قِبَل أصحاب العمل هي امتلاكهم قدرات تتجاوز المعايير المطلوبة. ورغم الاعتقاد السائد بأنه كلما زادت خبرة الشخص زادت فرصه بالحصول على عمل أفضل، إلا أنه في الحقيقة قد يؤدي امتلاك خبرة طويلة في نهاية المطاف إلى عدم حصول المرشح على أي فرصة عمل.
ويوجد عدة أمور تجعل أصحاب العمل يشعرون بالتردد في توظيف شخص يمتلك خبرات ومهارات تتجاوز الحد المطلوب للوظيفة الشاغرة، حيث تكمن المشكلة في اعتقاد أصحاب العمل بأن الشخص ذو المؤهلات العالية قد يرغب في شغل المناصب المتوسطة والمبتدئة كعمل مؤقت إلى أن يحصل على وظيفة أفضل من الناحية المادية وذات مستوى مهني أعلى.
ومن الأمور الأُخرى التي يتخوّف منها أصحاب العمل هي احتمالية طلب المرشح راتب مرتفع، وهو الأمر الذي قد لا يتناسب مع الميزانية المخصصة للوظيفة المُعلن عنها.
ولكن في جميع الأحوال، لا شك بأن امتلاك خبرة طويلة ومؤهلات عالية هي ميّزة إضافية وليست نقطة سلبية.
ويبقى السر في النجاح في الحصول على وظيفة هو التحدث مع صاحب العمل بالطريقة الصحيحة، وإخباره أنك لا تسعى إلى شغل وظيفة مؤقتة أقل من مستواك المهني ولا تناسب طموحك المهنية لحين العثور على وظيفة أفضل.
ونقدم لك فيما يلي أبرز النصائح التي يمكنك اتباعها للحصول على وظيفة في حال كنت من ذوي المؤهلات التي تتجاوز المطلوب:
- تحلَّ بالتواضع
تذّكر أن التواضع تاج المروءة. عندما يصفك أحدهم بأنك تتجاوز المؤهلات المطلوبة فذلك إطراء، وفي هذه الحالة عليك التحلّي بالتواضع قدر الإمكان ومقاومة استعراض شهاداتك ومؤهلاتك بطريقة مغرورة. وربما تكون المؤهلات الإضافية التي تعتقد أنها تجعلك تتجاوز الحد المطلوب من المعايير غير مطلوبة للمنصب ولا تُهم مدير التوظيف، ففي نهاية المطاف كل ما تريده الشركات هو توظيف شخص يستطيع أداء مهام الوظيفة.
وفي حال أشار مدير التوظيف إلى أن مؤهلاتك تتجاوز المطلوب، كل ما عليك فعله هو إظهار ردة فعل متواضعة تجاه ذلك، واعترف بأنك قد تمتلك خبرة أكثر من تلك التي يتطلبها المنصب، واذكر مدى اهتمامك بالوظيفة والشركة. كما عليك الإشارة إلى أنك تسعى إلى استثمار مهاراتك وخبراتك في الوظيفة. ومن المهم أيضاً أن تركّز على مدى اهتمامك بتحقيق مصلحة الشركة، وعليك ذكر الأمور التي تستطيع المساهمة بها لإضافة قيمة إلى الشركة.
ولكن، احرص على عدم إعطاء انطباع بأنك تعتبر الشركة أو المنصب أقل من مستواك أو أنك مغرور جداً. ابحث عن الشركة قبل موعد المقابلة الشخصية، وأظهر فهمك للمشكلة التي تواجهها، وقدّم حلولاً مناسبة يمكن للشركة أن تتبعها.
- عدّل سيرتك الذاتية
قد يعتبر أصحاب العمل أن أي مهني ذو خبرة كبيرة قد يرفض توّلي مهام أقل من مستواه المهني، والتي بالعادة يقوم بتوكيلها لموظفين من مستوى مهني أقل منه. فإذا كنت مهني ذو مستوى إداري، قد ترغب في إدراج بعض المهام في سيرتك الذاتية التي لا تؤديها في العادة. فمن خلال ذلك، ستعطي صورة لصاحب العمل بأنك لا ترفض أداء أي مهام تراها أقل من مستواك المهني. وبالطبع من المهم أن تكون صريحاً مع نفسك هنا والتفكير جيداً في المهام التي تود أن تؤديها كجزء من هذه الوظيفة، أو تلك التي لا ترغب في أدائها.
- تمتّع بالمرونة
تُعد هذه النقطة من أهم الأمور التي عليك التمتع بها في حال واجهت موقفاً كنت تمتلك فيه مؤهلات أكثر من المطلوب، وتشمل هذه النقطة تقديم بعض التنازلات. قد لا تكون الميّزات التي تشملها الوظيفة عادلة أو كافية، ولكن تذكر أنك تتنافس مع موظفين أقل من مستواك المهني، وقد يقبلون براتب أقل، لذا عليك إبقاء خياراتك مفتوحة فيما يتعلّق بالراتب، فهذه النقطة تحديداً قد تجعل صاحب العمل يستبعد طلبك الوظيفي في حال شعر أنك لن تتنازل أو تقبل بالتفاوض عليها. ولمساعدتك على معرفة الراتب الأفضل والأكثر ملائمة، يمكنك استخدام أدوات البحث عن الرواتب المتوفرة على شبكة الإنترنت لأخذ فكرة عن مستويات الرواتب حسب الدور الوظيفي، والمكان، والمستوى المهني الخاص بك.
- ثِق بمؤهلاتك
إذا وجدت نفسك في مقابلة شخصية وتم وصفك بأنك تتجاوز الحد المطلوب من المؤهلات عليك تقديم إجابة تذكُر الأمور التي يمكنك تقديمها للشركة لإضافة القيمة، حتى لو لم يطرح مدير التوظيف عليك هذا السؤال. فكّر في الأمر بهذه الطريقة: بدلاً من التفكير في أن مؤهلاتك تتجاوز المعايير المطلوبة، عليك التفكير في أنك مهني ذو خبرة واسعة تمتلك رؤية شاملة وبُعد نظر أكثر من الموظفين ذوي المستويات المبتدئة والمتوسطة. ثق في قدرتك على التعامل مع جميع الأسئلة التي يمكن أن تُطرَح في المقابلة الشخصية، وأن مؤهلاتك ستمكنك من إنجاز جميع مهام ومسؤوليات الوظيفة في وقت أقل من غيرك.