لمياء المبيّض نائبة لرئيسة لجنة الامم المتحدة للخدمة: وسام جديد على صدر المرأة اللبنانية
ليس جديدا تقدير دول العالم للخبرات والكفايات اللبنانية… فقد اعتاد اللبناني أن ينتظر التقدير من الخارج على تفوقه، فيما دولته تدفعه الى القعر الذي يزداد عمقا يوما بعد يوم. فالانسان اللبناني مقدَّر بحيويته وشغفه بالطموح والنجاح عند مختلف الامم المتقدمة والمؤسسات الدولية لما يختزنه من طاقة وقدرة على التفاعل مع مختلف الثقافات واللغات وميله الفطري الى التكيّف مع مجتمعات جديدة. مناسبة القول، تكريم جديد للتفوق اللبناني، وتحديدا المرأة من خلال تعيين رئيسة “معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي” لمياء المبيض نائبة لرئيسة لجنة الامم المتحدة للخدمة العامة في نيويورك، السيدة جيرالدين موليكاتي (وزيرة سابقة لتطوير الادارة في جنوب افريقيا)، وذلك بعد 3 سنوات على مشاركتها في اللجنة بصفة عضو. إنتخاب المبيض جاء بعدما لمس المسؤولون في الامم المتحدة نجاحها وتفانيها في إدارة ملفاتها اللبنانية والعربيّة وثقتهم بقيمتها المضافة في برامج التنمية المستدامة والحوكمة التي تعمل عليها مع فريق “معهد باسل فليحان المالي”. هذا المنصب ما هو إلا وسام نسائي دولي آخر يُعلّق على صدر المرأة اللبنانية التي حجزت لنفسها مواقع متقدمة في مفاصل مواقع القرار داخل المنظمات الدولية وبعض ادارات الدول الكبرى.
ومعلوم ان لجنة الأمم المتحدة للخدمة العامة، هي جهاز تطوعي من خبراء ينتقيهم الامين العام للامم المتّحدة انطونيو غوتيريس، ويعملون تحت مظلة المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة، مساهمين في وضع اقتراحات لبياناته وتوصيات للمنتدى السياسي العالي المستوى المخوّل الاشراف على تقدم اجندة التنمية المستدامة، وكذلك في تقييم جوائز الامم المتّحدة للخدمة العامة.
من أبرز مسؤوليات هذه اللجنة الأممية البحث في التطورات الدولية وتأثيرها على تقدم اجندة التنمية المستدامة لسنة 2030، لا سيما الهدف 16 المعني ببناء العدل والسلام والمؤسسات القويّة، وبسبل تعزيز الإدارة العامة وتطويرها والحوكمة بين الدول الأعضاء، وتحديدا كل ما يتعلق بقضايا تعزيز الحوكمة التشاركيّة والرقميّة، وتنمية رأس المال البشري ودور المرأة في مواقع القرار، وتعزيز حكم القانون في البلدان التي تمر بأزمات كبرى، والابتكارات في الإدارة العامة وفي الحكم الرشيد.
وتتألف لجنة الخبراء التي أنشأها المجلس الاقتصادي والاجتماعي (ECOSOC) من 24 عضواً يجتمعون سنوياً في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
وكانت المبيض توجهت الى أصدقائها وزملائها في الإدارة العامة اللبنانية الذين احتفوا بهذا الحدث، بكلمة مفعمة بمشاعر المسؤولية والعاطفة الوطنية، قالت فيها: “كل الشكر والامتنان للزملاء والأصدقاء… الحقيقة أنها مسؤولية كبيرة بالنسبة إليّ، لأن في هذا العمل التطوعي الكثير الكثير من الأحاسيس المتناقضة وشيئاً من المرارة… أن تجتمع مع 24 خبيراً من مختلف أقطار العالم وتتفق معهم على وضع ملامح سياسات عامة هدفُها تقدم العمل العام وأجندة التنمية المستدامة، وتساهم في صياغة مقررات أممية مُلزِمة، في جو من التفاهم والتلاقي على المسلَّمات. إنها تجربة مثيرة تعيد إليك ثقة اهتزت، في بلادٍ تقيسُك بميزان طائفتك وولائك والتزامك الخطوط المرسومة سلفاً، وتُصرُّ على تضييع وقتٍ ثمينٍ والمضي تائهة، ضاربةً عرض الحائط مسلَّمات اجتمعت عليها الانسانية وكل مقومات الحوكمة، منتحرةً طوعاً على مذبح الاستهتار… إلى أين؟ سؤال نفتح كل يوم عيوننا عليه ونُغمِضُها بِحُزن… لكن يبقى الأمل، بالعمل في كل المحافل الحرة، لأننا مؤمنون بأن الخير أقوى، وعسى أن يطلع الفجر مجدداً على بلاد اخترناها وطنا”.