“نترات الأمونيوم”.. المتهمة بكارثة بيروت ما هي خطورتها وكيف تعمل؟
الانفجار الضخم الذي شهدته بيروت مساء الثلاثاء، وأسفر عن دمار شامل في منطقة المرفأ ومقتل العشرات وإصابة الآلاف؛ كشف عن خطورة مادة نترات الأمونيوم التي كانت وراء الكارثة.
مصادر لبنانية متطابقة أكدت أن الانفجار الذي هز بيروت، ناجمٌ عن انفجار مستودع يحتوي على 2700 طن من نترات الأمونيوم، التي تستخدم سمادًا زراعيًّا.
وتشير فداحة انفجار بيروت، الذي أسفر عن مقتل 78 شخصًا وإصابة نحو 3700 آخرين، إلى مدى خطورة نترات الأمونيوم، وكيف يمكن أن تتحول هذه المادة الكيميائية الزراعية إلى قنبلة قاتلة، في ظروف معينة.
نترات الأمونيوم مادة صلبة بلورية بيضاء قابلة للذوبان بشكل طبيعي، وتُعرف باسم “الملح الصخري”، وصيغتها الكيميائية هي NH4NO3.
ورغم أن أكبر مخزون من نترات الأمونيوم الطبيعية موجود في صحراء أتاكاما في تشيلي؛ فتقريبًا بنسبة 100% أن هذه المادة المستخدمة الآن اصطناعية، ويمكن تحضيرها عن طريق تفاعل الأمونيا مع حمض النتريك.
تُستخدم نترات الأمونيوم في الغالب في الزراعة كسماد عالي النيتروجين، وهي مادة مستقرة نسبيًّا في معظم الظروف، وغير مكلفة من ناحية التصنيع؛ مما يجعلها المادة الكيميائية البديلة الأكثر شيوعًا كمصدر للنيتروجين، والأقل تكلفة.
وعلى الجانب الآخر بحسب “سكاي نيوز عربية”، تُعَد نترات الأمونيوم مكونًا رئيسيًّا لمادة ANFO، المعروفة باسم “زيت الوقود”، التي تستخدم كمادة تفجير اصطناعية في قطاع التعدين والمحاجر والبناء المدني، وتمثل 80% من المتفجرات الاصطناعية المستخدمة في الولايات المتحدة.
ولا تُعتبر مادة نترات الأمونيوم خطيرة في حد ذاتها؛ لكن في ظروف معينة يمكن أن تكون مدمرة، ومن هنا، فإن لدى معظم البلدان لوائح تتعلق بطرق تخزينها للتأكد من أنها آمنة.
هناك مجموعة من العوامل والظروف التي لا بد من توافرها لتحويل نترات الأمونيوم من مركب آمن إلى مادة متفجرة، دون أي وقود أو محفزات خارجية.
ويتم تصنيف نترات الأمونيوم على أنها “مادة حيوية”، وهي تنتج الحرارة أثناء تحللها على غرار الطرق المعروفة عن توليد الحرارة باستخدام المواد المتعفنة في السماد.
وإذا كانت هناك كمية كبيرة من نترات الأمونيوم في ظروف غير طبيعية، فإنه يمكنها توليد حرارة ذاتية كافية لإشعال النار واستمرار الحريق، دون الحاجة إلى أي محفز خارجي.
وأثناء احتراقها، تمر نترات الأمونيوم بتغيرات كيميائية تؤدي إلى إنتاج الأكسجين، وهو بالضبط ما يحتاجه أي حريق للاستمرار والتمدد، ومع ارتفاع درجة الحرارة تتحول المادة إلى ما يشبه “مفجر القنبلة”.
وتظل المساحة خلف “المفجر” تزداد سخونة مع سرعة الاندماج؛ حيث تتشكل الغازات الساخنة بشكل أكبر كثافة، إلى حين لا تجد مكانًا تتسع فيه، فتنفجر في نهاية المطاف.
وتلعب التكلفة المنخفضة لنترات الأمونيوم -فضلًا عن توافرها في الأسواق- دورًا كبيرًا في جعلها المادة المفضلة للجماعات الإرهابية من أجل تصنيع القنابل.
وبينما تُعَد نترات الأمونيوم المحرك الأساسي لإحداث الانفجار؛ فإن تصنيع قنبلة من هذه المادة يحتاج إلى صاعق “مفجر القنبلة”، وبعض الوقود الذي يمكن أن يجعل تأثير التفجير مضاعفًا.
وقد استخدم الجيش الجمهوري الإيرلندي في المملكة المتحدة قنابل الأسمدة مرات عدة، ففي أبريل 1992 انفجرت قنبلة أسمدة وزنها طن في مبنى في لندن؛ مما أسفر عن مقتل 3 أشخاص.
كما استخدم الجيش الجمهوري الإيرلندي قنبلة أسمدة أخرى في تفجير آخر في لندن في شهر أبريل 1993؛ حيث عمد إلى إخفائها في شاحنة صغيرة، وأدى الانفجار حينها إلى مقتل شخص وإصابة 40 آخرين.
وفي مدينة أوكلاهوما بالولايات المتحدة، استهدفت قنبلة أسمدة مبنى في أبريل 1995 وقتلت 168 شخصًا، وقد أُعدِم منفّذ الهجوم الرئيسي؛ فيما سُجِن متعاون معه مدى الحياة.