انخفضت أعداد الإصابات بفيروس كورونا انخفض عالمياً مع إطلاق حملات التطعيم وإطلاق اللقاحات هذا العام وتدلّ بعض المؤشرات على قرب تحقيق المناعة المجتمعيّة في المدى المنظور.
هذه التوقّعات الصحيّة تساهم في تدنّي المخاوف، التي رافقت الناس الصيف الماضي، فجعلتهم يتفادون الذهاب إلى المنتجعات والمسابح حيث الإمكانية العالية لالتقاط العدوى الفيروسية، جرّاء الاختلاط. فهل بات ممكناً هذا العام التجوال في الأماكن من دون الإجراءات الوقائية؟
هذا السؤال الكبير يتضمّن أسئلة فرعيّة أخرى، ترتبط بالتدابير المتّخذة في أحواض السباحة. كذلك، تتعلّق باحتمال التقاط العدوى بعد المسار الإيجابي في الإصابات.
برأي رئيسة قسم الأمراض الجرثومية في الجامعة الأميركيّة اللبنانية الدكتورة سهى كنج أنّ نسبة انتقال العدوى في الأماكن المفتوحة كالشواطئ والمسابح والمنتجعات منخفضة مقارنةً بالأماكن المغلقة، وذلك يعود إلى أنّ الفيروس في الهواء الطلق تقلّ درجة انتشاره؛ هذه النتيجة التي حسمتها البحوث العلمية لا تعني الفوضى في الأماكن المفتوحة وعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية، بل هي نوع من الطمأنة للمواطنين من أجل الابتعاد عن الوسواس والسرسبة الزائدة، والالتزام بالمفاهيم الصحية في الوقاية مع كورونا.
وبالرغم من هذه الأخبار السّارة، فإنّ فئةً قد تتساءل حول نظافة المياه في المسابح ومدى إمكانية التقاط الفيروس فيها. حول هذا الموضوع، شرحت كنج أنّ هناك 4 احتمالات للإصابة بالفيروس في الأماكن المفتوحة، وهي من الأكثر إلى الأقلّ خطورة:
أولاً: من طريق النفس أي عبر الرذاذ في حال وجود شخصين قريبين من بعضهما، وأحدهما يعاني من أعراض الفيروس كالسعال. لذا، من المحبّذ جلوس العائلة الواحدة بعيداً من الاحتكاك بالآخرين، وترك مسافة بين الأفراد الموجودين على طاولة واحدة.
ثانياً: من طريق الهواء، وهذا احتمال منخفض نظراً إلى أنّ سرعة انتشار الفيروس فيه أقلّ بكثير مقارنة بالأماكن المغلقة.
ثالثاً: عن طريق اللمس: لا يصاب الفرد بالفيروس في هذه الحالة إلا إذا تناول شيئاً من شخص تظهر عليه أعراض كورونا؛ هنا يكون السيناريو مقلقاً. لكنّه استناداً إلى الدراسات، تقلّ درجة الإصابة عبر اللمس مقارنةً بالرذاذ، الذي يشكّل الخطر الأول.
رابعاً: عن طريق المياه. هذه الفرضية أيضاً ضئيلة، شرط اتّباع المسابح والمنتجعات عملية فلترة ووضع الكلور بالكميّات الموصى بها. وذلك لأنّه بات من المعروف أنّ الكلور يقتل جميع أنواع الفيروسات الموجودة. وعليه، هي بيئة آمنة.
أما بالانتقال إلى أهمية الرقابة في أحواض السباحة، فأشارت رئيسة قسم الأمراض الجرثومية في الجامعة الأميركية إلى أنّه على المعنيّين الالتزام بالنصائح الوقائية التي تقوم على وضع الكميّة المناسبة من الكلور في المياه، وتكرار ذلك في أوقات محدّدة، بهدف الحفاظ على نظافتها في الدرجة الأولى وخلوّها من أي فيروسات.