الحريري رعى حفل تكريم حجاج: سترون في الأيام المقبلة جهدا كبيرا من الحكومة وعلينا أن نغير طريقة العمل المعتمدة في البلد
أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أنه “على الحكومة أن تقوم بكل جهد ممكن لكي تخرج البلد من الأزمة التي يعيشها”، وقال: “سترون في الأيام المقبلة جهدا كبيرا جدا من الحكومة لكي ننجو من هذه العاصفة التي تمر فوقنا، والتي يمكنها أن تؤذينا، لكننا إذا حمينا أنفسنا وقمنا بالخطوات الصحيحة نصل إلى بر الأمان بإذن الله”.
كلام الرئيس الحريري جاء خلال رعايته عصر اليوم حفل تكريم حجاج بيت الله الحرام الذي دعت إليه منسقية بيروت في “تيار المستقبل” بمسجد محمد الأمين في وسط بيروت.
استهل الرئيس الحريري كلمته بتهنئة الحجاج وقال: “أود أن أتحدث إليكم من القلب. أنتم تعرفون ما هي بيروت بالنسبة إلي وإلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وما الذي تعنيه لنا وللبنان وللعرب. المملكة العربية السعودية أعطتنا وأعطت الحجاج اللبنانيين مكرمة، والحمد لله، استفاد أهالي بيروت وكل لبنان من هذه المكرمة. لكن ما أود أن أقوله أن هذه المكرمة بدأها الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، لأنه كان يؤمن بأن من حق الجميع زيارة بيت الله الحرام وأداء فريضة الحج”.
وأضاف: “نحن اليوم نعيش فترة صعبة، وخاصة على الصعيد الاقتصادي، وأنا على ثقة أنكم حين كنتم في الحج كنتم تدعون لنا وتدعون الله أن ينتشل لبنان من هذه الأزمة التي يغرق فيها. لا شك أنكم تسمعون العديد من النظريات اليوم، صعودا ونزولا، ولكن الحقيقة تبقى أنه علينا أن نغير طريقة العمل المعتمدة في البلد، وأن نكون صادقين وأوفياء مع الناس. هذا هو الأساس وهذا ما قام به الشهيد رفيق الحريري، كان صادقا معكم ووفيا لكم، وأنا سأكون كذلك”.
وتابع: “أود أن أشكر منسقية بيروت ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والجميع، على الجهد الكبير الذي بذلوه خلال فترة الحج، وإن شاء الله تكون لنا مكرمة كل سنة من المملكة العربية السعودية. وأود أن أطلب منكم بأن تدعوا لنا وللبنان وللشهيد رفيق الحريري دائما. ادعوا للبنان بالأمان والاستقرار والنمو، فكل شخص منكم لا يريد سوى العيش بكرامة في بيروت وكل لبنان، وهذا ما يفتقده المواطن اللبناني اليوم، وهو يشعر أن الدولة لا تقوم بواجبها تجاهه. نحن علينا أن نقوم بكل جهد ممكن لكي نخرج البلد من هذه الأزمة. وإن شاء لله، سترون في الأيام المقبلة جهدا كبيرا جدا من الحكومة لكي ننجو من هذه العاصفة التي تمر فوقنا، والتي يمكنها أن تؤذينا، لكننا إذا حمينا أنفسنا وقمنا بالخطوات الصحيحة نصل بإذن الله إلى بر الأمان”.
واردف: “ربما أكون مقصرا معكم، أنتم أهل بيروت، وربما أني مقصر مع الكثير من الناس، سواء بسبب انشغالاتي أو الأوضاع الراهنة، لكن لا يظنن أحد فيكم أنكم لستم في بالي دائما. ففي نهاية المطاف، أنا أتيت لكي أكمل مسيرة، مسيرة رجل لم يكن يملك شيئا حين ولد، لكنه عمل بجد، وكل شخص فيكم قادر على أن يكون كرفيق الحريري، لكن المهم أن نعرف من هو رفيق الحريري، لا أن نزايد على رفيق الحريري. رفيق الحريري كان إنسانا متواضعا، وفي هذه الأيام لا نرى الكثير من التواضع. رفيق الحريري كان صادقا، وفي هذه الأيام لا نرى الكثير من الصدق. ورفيق الحريري كان وفيا، فأين الوفاء في هذه الأيام. في كل الأحوال، الله يمهل ولا يهمل. علي أن أقوم بجهد كبير جدا، لكن يدا واحدة لا تصفق، وعلينا أن نعيش جميعا معا في هذا البلد، وعلينا أن نشبك أيدينا سويا”.
وقال: “البعض يقول لماذا نتحدث مع فلان وفلان، وإنك إذا صرحت على هذا النحو فإن هذا يعني أنك مع فلان. أريد فقط أن أذكر هؤلاء برفيق الحريري، الذي لم يعمل وحده، بل مع كل الناس. هناك من أتعبوه وهناك من ساعدوه، لكنه عمل حتى مع من أتعبوه، لكي ينهض بالبلد. أتعب نفسه لكيلا يتعبكم، وأنا بدوري أتعب نفسي لكيلا أتعبكم. في النهاية كلنا ماضون، ولا تبقى للفرد سوى أعماله وصلواته وواجباته. والله سبحانه وتعالى هو من يحاسب. لنقم بواجباتنا وصلواتنا، والله سبحانه وتعالى هو من يقرر. المشكلة لدينا في هذه الأيام أن هناك من يريد أن يقرر بدلا عن كل الناس ويصنف من هو الوفي ومن هو المسلم الحقيقي ومن هو المسيحي الحقيقي. كلنا في هذا الوطن لبنانيون، لدينا حقوق سنأخذها، ومن يتطاول على حقوقنا سنحاسبه، ونقطة على السطر”.
وختم: “من هنا أشكركم ألف مرة، أنتم أهالي بيروت الذين وقفتم مع رفيق الحريري ومع ابنه سعد الحريري، وإن شاء الله نواصل هذا المشوار سويا لكي نوصل البلد إلى حيث حلم رفيق الحريري أن يراه”.