في العقود الأخيرة، أدت الاختراقات الحديثة في مجال الطب والعلوم إلى زيادة فرص العيش لعمر أطول، ومع ذلك بقي الإنسان يبحث عن سبل العيش لفترة أطول بصحة جيدة.
لتحقيق هذا الهدف، قامت دراسة بالنظر في بيانات من دراستين طويلتين شملتا أكثر من 110 آلاف شخص.
المعلومات التي جمعها الباحثون بعد مقارنة أنظمة الغذاء للأشخاص الذين شملتهم الدراسة، ساعدت في خلق نموذج حياتي ضمن نمط حياة محدد وعادات استهلاكية مؤطرة تساعد على الحفاظ على صحة الإنسان ومن ثم تحقيق هدف العيش لفترة أطول من دون أمراض مزمنة، والتي تكون السبب عادة في الموت.
وتم تعريف ذلك النموذج الحياتي، على أنه نظام غذائي صحي، مرفوق بممارسة رياضية متوسطة القوة يوميا (على الأقل 30 دقيقة في اليوم).
بالإضافة إلى وزن متوسط، وتناول الكحول بشكل معتدل يصل إلى كوب واحد من 175 مل من النبيذ يوميًا للنساء وما يصل إلى كوبين من الرجال.
وصلت الدراسة إلى أن عادات استهلاكية سلبية أخرى مثل التدخين، وتناول الكحول، بالإضافة إلى النشاط البدني الضئيل ووزن الجسم الزائد ونوعية النظام الغذائي تؤثر مجتمعة على متوسط العمر المتوقع، واحتمال الإصابة بأمراض مزمنة.
إذ قليلة هي الدراسات التي بحثت في كيفية ارتباط مجموعة من عوامل نمط الحياة بعمر متوقع خالٍ من هذه الأمراض.
وجد فريق البحث الذي ينتمي لجامعة هارفارد أن الرجال والنساء الذين التزموا بالعادات الصحية الخمس جميعهم رأوا أن متوسط العمر المتوقع لديهم زاد بـ 12 عامًا إضافيًا للرجال و14 عامًا للنساء.
وكان لدى النساء اللائي لديهن أربعة أو خمسة عوامل نمط حياة جيدة 10 سنوات وستة أشهر من العمر المتوقع الخالي من الأمراض المزمنة الرئيسية مقارنة مع النساء اللائي لديهن عوامل نمط حياة متذبذبة.
بينما كسب الرجال سبع سنوات وخمسة أشهر متوسط عمر متوقع خالٍ من الأمراض المزمنة الرئيسية على أولئك الذين لا يعيشون نمط حياة منتظم.
كبير الباحثين في فريق الدراسة وأستاذ التغذية الدكتور فرانك هو قال في الصدد “بالنظر إلى التكلفة العالية للعلاج من الأمراض المزمنة، فإن السياسات العامة الرامية إلى تعزيز نمط حياة صحي من خلال تحسين البيئات الغذائية ستساعد في تقليل تكاليف الرعاية الصحية وتحسين نوعية الحياة”.