لا إجابة على السؤال اليومي: متى سيتم القضاء على كورونا؟
مر شهر على إغلاق مدينة ووهان عاصمة مقاطعة هوبي الصينية عقب ظهور أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد بها. في الوقت الذي اهتزت فيه الموازين العالمية في مواجهة هذا الخطر.
إن الصين دولة كبيرة تمتد أراضيها مترامية الأطراف شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، تتوسط هذه المساحات الشاسعة مدينة ووهان والتي تضم 16 مليون نسمة من السكان المحليين. كما يحيط بها العديد من المدن، بتعداد سكاني كبير. ووهان تعد كذلك مركزا لحركة النقل والسفر، وهو ما دق ناقوس الخطر الذي يهدد بانتشار العدوى بالفيروس في المنطقة المحيطة بتلك المدينة الكبيرة. والتي يشكل حجمها وتعداد سكانها عقبة أخرى في مواجهة هذا الخطر الجديد.
في الوقت الذي تواجه فيه ووهان خطر الفيروس، بدأت المقاطعات الأخرى في مساعدتها. قادت الصين شعبها في معركة ضد الوباء، حيث قامت ببناء مستشفيين في 10 أيام، بقدرة استيعابية تصل إلى 2000 سرير. في سابقة أدهشت العالم تبرهن على سرعة الصين وثباتها في مواجهة الصعوبات والتحديات.
العديد من الدول لا سيما التي انتشر فيها الوباء بشكل اكبر كإيطاليا وايران وغيرها من الدول اتخذت اجراءات احترازية واجراءات عزل للعديد من المواطنين، بعد انتقال المرض اليها. لكن الحفاظ على التوازن كان صعبا للغاية. كل قرار يتم اتخاذه يعني كسب شيء على حساب شيء آخر، فقد أثرت القرارات على معيشة ملايين المواطنين. كان هناك حاجة ملحة لمنع انتشار العدوى بالفيروس. وتم فرض الحجر الصحي في أجزاء كثيرة من المناطق. الحفاظ على شبكة كبيرة من الجزر المنعزلة. انخفاض معدل التحرك اليومي والخروج من المنزل كان هو الثمن الذي يجب دفعه لكي يمنع هذا الخطر من الانتشار؛ التحدي هو عدم معرفة حجم احتمالات الحالات المصابة. لم يكن عزل المصابين والحفاظ على عدم انتهاك حقوقهم مهمة سهلة.
يعتمد النمو الاقتصادي على المعاملات اليومية، لكن مكافحة الأوبئة تعتمد على تقليل تلك المعاملات او منعها. الوضع يحتاج إلى الحفاظ على وجود “مسافة أمان”، ومع ذلك يحتاج إلى العمل سويا. فكيف نحقق التوازن الصحيح بين القضاء على الوباء والاستمرار في تحقيق النمو الاقتصادي؟
هذه مسألة تتطلب اتخاذ قرارات صعبة. ولكن الأصعب هو التنبؤ بوقت القضاء على الوباء. لا يمكننا الإجابة على السؤال الذي يتم طرحه يوميا وهو: متى سيتم القضاء على الوباء؟ لأننا حتى الآن لا زلنا نعرف القليل من المعلومات عن فيروس كورونا الجديد، ولا يوجد علاج أو لقاحات.
الآن، نحن في معركة ضد هذا الخطر الجديد. وسيكون هناك المزيد من القرارات الصعبة الواجب اتخاذها.