شفاء مصاب ثان بفيروس HIV.. لكن هل يتاح العلاج لـ38 مليون مريض؟
شفي مريض ثان من الإصابة بفيروس نقص المناعة (HIV)، وفقا تقرير لشبكة سي بي أس نيوز الأميركية.
ورغم أن المريضين شفيا بطريقة معالجة واحدة، يستبعد الخبراء أن تكون متاحة على نطاق واسع لحوالي 38 مليون شخص حول العالم مصابين بالفيروس. مع ذلك، فقد أنعش الخبر الآمال في إمكانية الانتصار في الحرب ضد الفيروس المسبب لمرض الأيدز.
وحسب الخبراء، فإن المريضين، أحدهما في برلين والآخر في لندن، أفادا من فرصة طبية وجينية. ورغم أن الحظ كان بجانبهما، خضع المريضان لعلاج مرهق كاد أن يؤدي إلى مقتلهما، حسب الشبكة.
تقول روينا جونستون نائبة مدير مؤسسة أبحاث الأيدز إن “هناك مجموعة ظروف تحد من إمكانية تطبيق العلاج على المصابين حول العالم”، مستدركة أن “شفاء حالتين – إلى جانب تقارير عن حالة ثالثة في دوسيلدورف في ألمانيا – تشير إلى الطريق نحو علاج جيني محتمل لمرض نقص المناعة”.
“إنه طريق طويل جدا. لا أقول أن الأمر سيحدث غدا. ولكنه يمنحك الإحساس بأن الأمر قد يستحق بذل الجهد لنرى ما إذا كان بمقدورنا تطوير تقنيات من شأنها تحقيق ذلك”، تتابع جونسون.
مريض لندن، آدم كاستيليو (40 عاما) خضع لعملية زرع نخاع عظمي مصممة للتغلب على سرطان دم غير قابل للعلاج يدعى ليمفوما هودجكون، تماما كما فعل سلفه “مريض برلين” تيموثي راي براون لعلاج اللوكيميا قبل 12 عاما.
في كلتا الحالتين، جاءت عملية الزرع الحاسمة من متبرع ذي طفرة في بروتين موجود على سطح خلايا الدم البيضاء تسمى CCR5.
ونتيجة لذلك، حصل الرجلان على نظام مناعة جديد يتضمن مقاومة جينية لفيروس نقص المناعة. ويقول الأطباء أن أيا كان ما تركه فيروس نقص المناعة البشرية مختبئا في أنظمتهم المناعية تلاشى بعد العملية لأنه لم يعد لديه مكان ينتشر فيه.
“حتى لو أراد الفيروس الخروج لإيجاد خلية لإصابتها، لن يجد خلايا يمكنه أصابتها، لهذا سيموت”، تقول جونستون، “هذه فكرة واحدة عن كيفية عمل نظام الزرع”.
يبقى أن مشاكل تطبيق العلاج ذاته على جميع المصابين بـ”HIV” عديدة.
يقول الدكتور أنطونيو أوربينا ، المدير الطبي بمعهد الطب المتقدم في مدينة نيويورك، إنه من بين الأشياء التي تنطوي عليها عملية زرع النخاع العظمي أنها تقضي على الجهاز المناعي للشخص – وهو إجراء جذري مخصص للأشخاص الذين يعانون من حالات قاتلة لا تستجيب للعلاجات الأخرى.
علاوة على ذلك ، يتوجب أن يتوفر للمريض متبرع لنخاع عظمي مطابق، يحمل هذه الطفرة تحديدا في بروتين الـ CCR5، يؤكد الطبيبان أوربينا ووجونستون.
وتنقل شبكة سي بي أس نيوز عن الدكتورة روينا جونستون قولها إن كل هذا يشير إلى إمكانية إيجاد علاج جيني لمرض نقص المناعة، وأكثر من ذلك، قد يتمكن الأطباء يوما ما من إيجاد علاج يمكن حقنه”.