فيروس كورونا: الحيوانات في حدائق الحيوان “تشعر بالوحدة” في غياب الزوار
كشفت عدة حدائق حيوان حول العالم بأن حيواناتها أصبحت “تشعر بالوحدة” بسبب انقطاع الزوار، بعد إغلاق هذه الحدائق أبوابها أمام الجمهور بسبب انتشار فيروس كورونا.
وفي مسعى منهم لتقديم البديل، يحرص الحراس في حديقة حيوانات فونيكس في ولاية أريزونا الأمريكية على الحضور في أوقات وجبات غداء الفيلة وقرود أورانغوتان التي تعرف أيضاً باسم إنسان الغاب، في حين يقومون بزيارات متكررة لطائر اجتماعي يحب التفاعل مع الناس بشكل خاص. فالحيوانات تفتقد زوارها.
كما قالت حديقة الحيوان في دبلن في جمهورية ايرلندا إن الحيوانات تبدو و كأنها “تتساءل عما حدث للناس!”.
وقال ليو أوستيروغيل، مدير حديقة حيوانات دبلن إن الحيوانات تنظر إليه باستغراب.
وأضاف لصحيفة (آيريش تايمز) أنها تقترب، وتتفحص بنظراتها، إنها معتادة على الزوار”.
وفي منتزه أورانا للحياة البرية في نيوزيلاندا، لا تزال الزرافات وحيوانات وحيد القرن محافظة على مواعيدها مع الزوار، وهي تظهر في الموعد المفترض لبرنامج “لقاء مع الجمهور” الذي اعتادت عليه سابقاً.
وقال ناثان هاوك المتحدث باسم المنتزه لصحيفة الغارديان: “يبدو أن طيور الكيا (نوع من الببغاوات) والغوريلا على وجه الخصوص تفتقد الزوار، فهي تستمتع فعلاً برؤية الزوار والتفاعل معهم”.
أما حديقة حيوانات فونيكس فقد أبلغت عن تغير ملحوظ في سلوك حيواناتها.
وقالت ليندا هاردويك، مديرة الاتصالات في الحديقة لبي بي سي: “لقد لاحظنا أن بعض حيواناتنا ‘الاجتماعية’ ليست سعيدة بتوجيهات ملازمة المنازل والتباعد الاجتماعي، والقرود والثديات الرئيسية بشكل خاص لاحظت غياب ضيوفنا، وهي تبحث عنهم”.
وأضافت هاردويك أن الحراس والذين يعتنون بالحيوانات يحاولون تمضية أطول وقت ممكن معها.
وتابعت قائلة: “إن قسم الطيور الاستوائية لدينا يضم طائراً اجتماعياً وخاصاً جداً؛ إنها أنثى من نوع بالي مينا، اسمها دينا، وهي تفتقر إلى اهتمام الضيوف بشدة، لذلك يقوم المسؤولون عن رعاية الطيور بزيارتها بشكل متكرر للحد من شعورها بالوحدة”.
و قال بول روز، المحاضر في السلوك الحيواني في جامعة إكستر، لبي بي سي إن بعض الحيوانات تفتقر إلى التحفيز في غياب الزوار.
وأوضح روز قائلاً “بعض الحيوانات مثل الرئيسيات والببغاوات، تحب التفاعل مع الزوار ومشاهدتهم وهذا يثري حياتها. وهو أمر مفيد لصحة الحيوان وعافيته ونوعية حياته، وإذا لم يكن هذا التحفيز موجوداً، فإن الحيوانات ستشعر بنوع من النقص”.
وقال إنه لضمان عدم إصابة الحيوانات بالضجر، يجب إطلاقها ضمن مساحاتها الخاصة المسيجة كالمعتاد.
وفي مركز الحياة البرية والمستنقعات في سليمبريدج في المملكة المتحدة، يحرص الموظفون على مواصلة التفاعل مع طيور البط والأوز بالطريقة ذاتها التي كان يتصرف بها الزوار.
ويقدم الموظفون الحبوب للطيور، ويتمشون حول حظائرها لضمان استمرار اعتياد الطيور على وجود الناس حولها.
لكن بعض الحيوانات بدأت “تنسى البشر” بسبب الغياب الطويل للزوار. وهذا ما دعا مسؤولين عن حوض حيوانات بحرية في اليابان إلى الطلب من زوارهم المعتادين (التحدث) عبر تطبيق فيس تايم مع الثعابين المائية الموجودة لديهم، لكي تستمر في الاعتياد على وجود الناس حولها.
فهذه الثعابين أصبحت تختبئ كلما احست باقتراب أحد العاملين بسبب ندرة تواصلها مع البشر مؤخراً.
ومع وجود التعليمات المشددة بخصوص ضرورة الحفاظ على التباعد الاجتماعي، فلا يمكن التكهن بموعد محتمل لإعادة افتتاح حدائق الحيوانات ومراكز الحياة البرية. وفي ألمانيا فتحت حدائق الحيوان أمام الجمهور، ولكن في بعض الدول قد يتعين الانتظار مدة أطول بكثير.
فهل هناك مخاوف من أن الحيوانات ستتفاجأ بظهور الناس عندما تفتح الحدائق أبوابها؟
يقول بول روز: “أعتقد أن العديد من الحيوانات في حدائق الحيوانات سريعة التكيف وستدرك التغيرات في إيقاع الحياة اليومية. ولكن الفتح التدريجي الذي يتم على مراحل سيكون جيداً لضمان عدم حدوث تغير مفاجئ من الهدوء إلى الضوضاء العالية بشكل يزعج الحيوانات”.
وأضاف “كما أن الوجود المستمر للعاملين في حدائق الحيوانات، يعني أن الناس لن يصبحوا غير مألوفين فجأة.”