ثلاث أسواق لبنانية تراثية تحافظ على قديمها حتى اليوم!
انتشرت عبر التاريخ، الأسواق القديمة في مختلف المناطق اللبنانية، وخصوصًا في المدن حيث الانتشار السكاني. وبالرغم من التطور وظهور المحال والمجمعات التجارية الكبرى، حافظت بعض هذه الأسواق على نشاطها التجاري وعلى طابعها التراثي القديم. فما زالت هذه الأسواق حتى اليوم، تستقطب المتسوقين من مختلف المناطق اللبنانية، وخصوصًا أولئك الباحثين عن المنتجات الحرفية والتقليدية والبضائع الرخيصة الثمن.
مع تردّي الأوضاع الاقتصادية في لبنان وما رافقه من غلاء أسعارالسلع الرئيسية، ومن أجل التحفيز على اكتشاف الطابع التقليدي والتراثي لهذه الأسواق والتشجيع على استمراريتها، ندعوك للتعرف إلى ثلاث أسواق شعبية لبنانية، لا تزال تعمل حتى اليوم، حيث يمكنك الاستمتاع بالتسوق بأسعاررخيصة وتذوَق المأكولات المحلية، على أن نقوم لاحقًا بإلقاء الضوء على مجموعة أخرى من الأسواق تتميز بمنتجانها الحرفية والتقليدية والتي تعتبر مكانًا مثياليًا لشراء الهدايا والتذكارات، نذكر منها سوق جبيل وجونية والبترون والزوق وراشيا.
سوق طرابلس
ما إن تصل الى سوق طرابلس حتى تشعر ببصمات الماضي بين الحوانيت والشوارع والبيوت. تعود هذه السوق الى أكثر من 1000 عام. هو يجمع بين الماضي والحاضر، خصوصًا وأن أهل طرابلس والمناطق المجاورة يقصدونه للتبضع ولشراء حاجياتهم اليومية من خضار ولحوم وثياب.
تتألف هذه السوق من عدة أسواق أخذت تسميتها من أصناف البضائع التي تباع فيها، مثل سوق الصاغة التي تعَد الأقدم، وسوق العطّارين وسوق النحّاسين وسوق حراج وسوق الإسكافيين وسوق البازركان وغيرها. تضم هذه السوق أيضًا أبنية تاريخية عدة تعود الى فترات زمنية مختلفة كالمدارس والمساجد والخانات والحمامات الشاهدة على الازدهارالتجاري الذي عرفته طرابلس عبر التاريخ. ومن الأماكن المميزة التي يمكن زيارتها في السوق، معامل الصابون التي تنتج الصابون البلدي التقليدي حيث تباع أجود أنواع الصابون ومستحضرات العناية بالبشرة. ولا تنسَ عند زيارتك المكان، تذوق المأكولات المحلية كالكعكة الطرابلسية، والمُغربية والمعجوقة.
سوق صيدا
شهدت أسواق صيدا مؤخرَا حملة ترميم وتجديد، الَا أنها ما زالت تحافظ على سحرها القديم وطابعها المعماري التقليدي المميز. في داخل الحوانيت، تقع المحترفات المخصصة للصناعات الحرفية المحلية من مجوهرات ومصنوعات خشبية ونحاسية. وتضم السوق أيضًا عددًا كبيرًا من المعالم التراثية التي تعكس تاريخ المدينة العريق، والتي ننصحك بزيارتها، أبرزها متحف عودة للصابون وقصر دبّانة والعديد من المساجد والحمامات والكنائس القديمة. تشتهرأسواق صيدا ايضًا ببيع المنتوجات المحلية كالحلاوة وراحة الحلقوم. ولا تفوت عليك فرصة احتساء الشاي في المقاهي الشعبية وتناول المأكولات المحلية كالفول والحمص والفلافل.
سوق صور
يعود تاريخ هذه الأسواق الى القرن الثامن عشر تقريبًا. فبالإضافة الى وجود الأبنية التاريخية كالخانات والمساجد والكنائس، تضم هذه الأسواق مزيجًا من الدكاكين القديمة والحديثة. كانت هذه الأسواق وما زالت حتى اليوم مصنفة حسب المهن، كسوق الصاغة وسوق التجّار وسوق الإسكافية وسوق الدباغة. ما يميز هذه الأسواق اليوم ويجعلها وجهة للسياح والزائرين هو موقعها الملاصق للحارات السكنية القديمة الشمالية والجنوبية المشهورة بأبنيتها التراثية وأزقتها الملونة، إضافة الى ميناء الصيادين حيث تنتشر المطاعم التي تقدم المأكولات البحرية والأطباق اللبنانية المميزة.