دولارة الأدمغة وتدميرها – بقلم د. جهاد عقل
“الدولار الطالبي”، مصطلح دخيل غريب على أدبيات “هجرة الأدمغة والكفايات” من دولة لبنان الكبير، التي هجّرت على امتداد قرن ما حملته بطون أمهات هذا الوطن من شباب مثقّف إصطادته إغراءات “الأمم الحرّة”، بدون مقابل ومردود لهذا اللبنان ، سوى حفنات من الدولارات، التي ارتدت على اقتصاد البلاد والعباد قهرا وإفقارا ، وعلى الشباب المهاجر من أجل العلم، ويلا وثبورا وعظائم الأمور .
“الدولار الطالبي”، مع الأسف، دخل موسوعة “قوانين لبنان”، وفُرض على من يموّل فلذات أكباده من دمّ قلبه وجنى عمره في الخارج، ، من أجل تحصيل العلم، قيودا، دونها الذلّ والهوان . وهذا الدولار ــ العار، صار مساهما رئيسيا في بورصة “اللوبي اليهودي”، من أجل التدمير الشامل لقدراتنا العالية،في المغتربات، التي ساهمت ، ماضيا وحاضرا، في بعث نهضات هذه المجتمعات .
“الدولار الطالبي” وصمة خزي وعار في جبين أمّة، يعمل الفاسدون فيها على تحقير وتفقير وتهجير جيل بأكمله من الشباب المتعلم المتخصّص نحو مجاهل الضياع، وغابات الضباع، حيث يضيع لقمة سائغة تفترسها إغراءات الدولار ، في مشاريع منتجة رابحة، تدرّ الخير على كلّ بلد إصطاد شبابنا، ولكن ماذا ينتفع الإنسان إذا ربح العالم كلّه وخسر وطنه وأهله وتاريخه وتراثه؟ . فإذا لم تكونوا أنتم أحرارا من أمّة حرّة فحريات الأمم عار عليكم، حتى وإن حرقتم حياتكم فداء لهذه الشعوب، التي تسخّركم لمصالحها ثم تنبذكم وترذلكم لأنكم لستم من طينها ومعدنها .
إنّها الدعوة إلى “جمعية أهالي الطلاب في الخارج” التي حصلت على العلم والخبر ، أخيرا أن لا تنخدع بــ الدولارة الطلابية ، لأنّها مع الوقت ستودي بأبنائها في مجاهل الضياع..إنّ دولارة الأدمغة تمهّد حتما لتدميرها وخسارتها .