“ثورة في مقاعد الطيران”.. إليك أحد أكبر أسرّة النوم في السماء
في غضون بضعة أشهر فقط، ستتمكن أخيراً من الاسترخاء على أحد أكبر الأسرّة في السماء، وذلك عندما تبدأ خطوط “جيت بلو” الجوية في نقل طائرة “A321neos”، من بوسطن ونيويورك إلى لندن.
وستقدم خطوط “جيت بلو” الجوية غرفتين صغيرتين في الجزء الأمامي من أحدث طائراتها، والتي تشمل كل منها مقعداً مريحاً يتحول إلى سرير مسطح بالكامل، بالإضافة إلى أريكة مجاورة تتحول أيضاً مع المقعد إلى واحدة من أكبر الأسرّة في الهواء.
وهناك أيضاً 22 جناحاً آخراً، ولكن دون وجود الأريكة المجاورة.
وإذا تحقق نموذج خطوط “جيت بلو” الجوية، فستكون أسعار هذه العروض الجديدة في متناول المزيد من المسافرين، أكثر من أي وقت مضى.
ولكن المقعد وحده لا يعد عملاً ثورياً، بل التصميم الذي يكمن خلفه، بدءاً من الشحن اللاسلكي، إلى المساحة الكافية التي تسمح لك بمواصلة العمل أو استخدام جهازك اللوحي أثناء تناول الطعام، بالإضافة إلى سرير نوم من شركة “Tuft & Needle”، وغيرها.
وإذا طننت أن شراء طائرة جديدة هو أمر سهل، فأنت مخطئ.
ولا تكون عملية الشراء كالذهاب إلى صالة عرض السيارات واتخاذ قرار بشأن سيارة كوبيه الجديدة الأنيقة والموفرة للوقود لهذا العام، إذ يستغرق الأمر سنوات عديدة.
ومن خلال محادثات يعود تاريخها إلى أكثر من نصف عقد مع المديرين التنفيذيين والمصممين في خطوط “جيت بلو” الجوية، وشركة تصنيع الطائرات “إيرباص”، والشركة المصنعة للمقاعد “تومسون”، وشريك التصميم “أكيومين”، يمكن الآن الإفصاح عن هذه المقاعدة الجديدة.
ويستغرق بناء طائرة جديدة وقتاً طويلاً.
وتقوم شركة “إيرباص” بصنع نسخ محدثة لطائرات “A320” قصيرة المدى. وبالتالي، تتميز طائرات “A320neo” المحدثة بمحركات جديدة، تكون أكثر كفاءة، ويمكن أن تطير لمسافات أطول من السابق.
واليوم، تتحدث شركة “إيرباص” مع شركات الطيران حول المكان الذي قد ترغب بالسفر إليه.
وتعد خطوط “جيت بلو” الجوية، التي تأخذ من نيويورك مقراً لها، من بين شركات الطيران هذه، التي لديها بالفعل بضع مئات من طائرات “إيرباص A320” في أسطولها.
ودائماً ما تتخذ هذه المحادثات بين شركات الطيران ومصنعي الطائرات طابع السرية.
اختيار المقعد
واختارت خطوط “جيت بلو” الجوية مقعد شركة “تومسون” الفردي. ووافقت أيضاً على إطلاق تصميم مقصورة “Airspace” المحدث من “إيرباص”، مع تقديم مظهر جديد لكل شيء من الأسقف إلى النوافذ.
وبالتالي، يأتي دور “أكيومين”، وهي واحدة من الشركات الاستشارية القليلة في مجال التصميم، والتي تكون على دراية بمتطلبات العمل في مقصورات الطائرات.
وبعد الفوز بالعرض التقديمي للعمل في عام 2016، قدمت خطوط “جيت بلو” الجوية لشركة “أكيومين” إصداراً مبكراً لما يُعرف باسم “LOPA”، وهو مخطط تفصيلي لمواقع جلوس الركاب، ويشبه الخريطة التي تستخدمها عند حجر مقعدك على متن الطائرة.
وبالطبع، يبدأ المصممون في جمع لوحات الإلهام المفصلة فيما يتعلق بالألوان، والمواد، والأنسجة، مع الأخذ بعين الاعتبار ما يريد الأشخاص القيام به على متن الطائرة، إضافة إلى تطوير التصميم، حتى يشمل مزيداً من المقابس والشحن اللاسلكي وغيره.
ويحدث هذا التطور على مدار عدة أشهر، بدءاً من بناء نماذج بالأحجام الطبيعية للمقاعد والمقصورات المصنوعة من الخشب، وأحياناً من الورق المقوى، لتحديد الأشكال التي تزيد من المساحة المتاحة.
وبعد اتخاذ قرارات التصميم بين خطوط “جيت بلو” الجوية وشركتي “تومسون” و “أكيومين”، يشهد المقعد اختبارات صارمة قبل تثبيته بأمان على متن طائرة.