بين العلوم والسياسة والأدب… 5 رائدات احتفى العالم بإنجازاتهنّ مؤخراً
تستمرّ النساء في قيادة أقوى المؤسسات الإدارية حول العالم، وفي تعديل الصور النمطية للمرأة. وأجمع العالم مؤخراً على أنّ البلدان التي تُديرها قادة نساء، سجّلت معدلات منخفضة بفيروس كورونا ووفيات أقلّ، مقارنة بالدول الأخرى. كما استطاعت المرأة خلال عام 2020 و2021 حصد جوائز عديدة أدبية وسينمائية وعملية، قلّما حصلت عليها نساء.
في الآتي، نبذة عن خمس نساء من خلفيات وإثنيات متنوّعة، شهدنا مؤخراً إنجازاتهنّ المبهرة في العلم والأدب والقيادة الديبلوماسية.
5- أماندا غورمان
بمعطف أصفر وربطة شعر حمراء أشبه بالتاج، لفتت الشاعرة الأميركية الأصغر أماندا غورمان أنظار العالم أجمع، خلال حفل تنصيب الرئيس الأميركي جو بايدن. حينها ألقت قصيدة “التلّ الذي نصعده” (The Hill We Climb) الذي أعلنت فيه عهداً أميركياً جديداً مُشرقاً.
خرجت أماندا غورمان إلى الضوء من خلفية متواضعة، يوم فازت بأول جائزة شعرية في سنّ السادسة عشرة، وتوّجت بعد ذلك بثلاث سنوات بلقب “أفضل شاعر شابّ” في البلاد، أثناء دراستها علم الاجتماع في جامعة هارفرد.
كانت زوجة الرئيس الأميركي الجديد، جيل بايدن، هي التي اقترحت أن تُكلَّف بإلقاء قصيدة عن وحدة البلاد قبل حفل التنصيب، بعد أن سمعتها في قراءة عامّة. استهلّت غورمان قصيدتها بوصف نفسها بأنها “فتاة سوداء نحيفة، تنحدر من عبيد، ربّتها أمّ عزباء، بإمكانها أن تحلم بأن تصبح رئيسة، لتجد نفسها تتلو قصيدة أمام رئيس”.
4- سارة الأميريلا يمكن الحديث عن الإنجاز العربي الأضخم المتمثّل برحلة “مسبار الأمل”، من دون الحديث عن المرأة التي أرسلت الإمارات والعرب إلى المريخ.
قادت الأميري، الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل”. وتحت عنوان “امرأة ترسل العالم العربي إلى المريخ”، كتبت صحيفة “لوجورنال دو ديمانش” عنها، واصفة المهمة بأنها نجاح مزدوج، للإمارات وللمرأة العربية.
شغلت سارة بنت يوسف الأميري منصب رئيس مجلس علماء الإمارات، إلى جانب منصبها نائب مدير وقائد الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل”، في مركز محمد بن راشد للفضاء. وشملت مهامّها تأسيس قطاع علوم الفضاء في المركز وتطويره.
عام 2015، برزت الأميري بين العلماء الشباب الخمسين في المنتدى الاقتصادي العالمي، لمساهمتها في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة. وعام 2016، كلّفت رئاسة مجلس علماء الإمارات، الهادف إلى إيجاد بيئة محفّزة للبحث العلمي وتهيئة جيل من العلماء والباحثين الإماراتيين، لتوفير قاعدة وطنية من علماء وخبراء متخصّصين.
كانت المرأة العربية الرائدة الأولى تطلّ قبل ثلاث سنوات على منصّة “تيد”، وهي سلسلة من المؤتمرات العالمية التي تهدف لتعريف ونشر الأفكار الجديدة والمتميزة للعالم وترعاها “مؤسسة سابلنغ الأميركية”. المؤسسة غير ربحية خاصّة، وشعارها “أفكار تستحق الانتشار”. وتحدثت الأميري حينها عن “مسبار الأمل”.
3- جاسيندا أردرنتولّت جاسيندا أردرن رئاسة وزراء نيوزيلاندا عام 2017، ونجحت الزعيمة العمالية في إدارة أزمة ناجمة عن أسوأ هجوم إرهابي في تاريخ الأرخبيل، والتعامل مع انفجار بركاني كان الأكثر فتكاً، وأخطر ركود في تاريخ البلاد منذ 30 عاماً، بالإضافة إلى التحدّي التاريخي المتمثل بوباء كوفيد 19، فيما أنجبت طفلها الأول.
ظهرت كفاءة أردرن التي اختيرت بالتزكية في آذار 2019، عقب هجوم شخص يؤمن بتفوّق العرق الأبيض على مسجدين في كرايستشرش جنوبي البلاد، مودياً بحياة 51 مصلياً. فرضت قيوداً على حمل السلاح، وحضّت على ضرورة أن تحظر مواقع التواصل الاجتماعي المحتوى الداعي إلى التطرف. كما كسبت قلوب كثيرين من خلال إظهار تعاطفها مع الضحايا والتضامن معهم ومشاركتهم ألمهم، فظهرت مرتدية الحجاب في أعقاب المجزرة.
ولدت أردرن عام 1980 في هاميلتون الواقعة على بعد 130 كلم جنوب أوكلاند. وتؤكّد أنّ الفقر الذي شهدته في الجزيرة الشمالية في نيوزيلاندا، أسهم إلى حدّ كبير في تشكيل آرائها اليسارية. نشأت أردرن الذي يعمل والدها شرطياً، على مبادئ طائفة المورمون، وتخلّت عنها لاحقاً بسبب مواقف هذه الكنيسة من المثلية الجنسية.
في 17 تشرين الأول 2020، حقّقت أردرن فوزاً ساحقاً في الانتخابات التشريعية، بغالبية غير مسبوقة لحزب “العمال” (يسار وسط)، إذ جاء في الطليعة بنسبة 49,2 بالمئة، وشغل 64 من أصل 120 مقعداً في البرلمان، ولم يسبق أن حقّق أيّ حزب نيوزيلاندي الغالبية المطلقة منذ إصلاح النظام الانتخابي في 1996.
2- كامالا هاريسهي أول امرأة، وأوّل أميركية سمراء البشرة، وأوّل أميركية من أصل آسيوي تشغل ثاني أعلى المناصب في الدولة. دخلت كامالا هاريس التاريخ حين أصبحت نائبة لرئيس الولايات المتحدة الأميركية، ما يمهّد لها الطريق للترشّح للرئاسة بعد أربع سنوات من الآن.
في النصف الأول من كانون الأول 2020، أصدرت مجلّة “فوربس” قائمتها السنوية السابعة عشرة لأقوى النساء في العالم لعام 2020، فحلّت هاريس في المركز الثالث، وهي التي لها سجلّ حافل في تحطيم الحواجز الديبلوماسية، إذ كانت أول امرأة تتولى منصب المدّعي العامّ في سان فرانسيسكو، وأول امرأة ملوّنة تُنتخب مدّعياً عامّاً في كاليفورنيا.
خلال حملتها الانتخابية، قالت ابنة عائلة مهاجرة من جامايكا: “إن كنت أول امرأة تتولّى هذا المنصب فلن أكون الأخيرة. لأنّ كلّ طفلة صغيرة تشاهدنا هذا المساء تدرك أننا في بلد كلّ شيء فيه ممكن”، داعية إلى “تعبئة تاريخية” للنساء والأقليات. درست هاريس القانون في كلية هايستينغز بجامعة كاليفورنيا، وأصبحت مدّعية. وشغلت منصب المدّعي العامّ لسان فرانسيسكو لولايتين، قبل أن تُنتخب مدّعية عامّة لكاليفورنيا في 2010، ويُعاد انتخابها عام 2014.
1- كيزميكيا كوربيتأميركية من أصل أفريقي. كانت الطبيبة كيزميكيا كوربيت، الباحثة في جامعة ماريلاند والعالمة الرئيسية ضمن فريق البحث في لقاح فيروس كورونا التابع للمعهد الوطني للصحّة، خلف تطوير لقاح “موديرنا” في الولايات المتحدة. فعلى مدى 10 شهور، قادت كوربيت فريقاً بحثياً أجرى تجارب سريرية على اللقاح قبل طرحه.
نشأت كوربيت في ولاية نورث كارولينا، واختيرت للمشاركة في برنامج للطلاب الموهوبين من الأقليات يسمّى “مشروع SEED”، أعطاها الفرصة لدراسة الكيمياء في جامعة نورث كارولينا. ثمّ انضمّت إلى مركز أبحاث اللقاحات التابع للمعاهد الوطنية للصحّة كزميلة مشاركة في مرحلة ما بعد الدكتوراه عام 2014.
في سنّ الـ35، دخلت كوربيت التاريخ العلمي باعتبارها أحد الأطراف الرئيسيين في تطوير العلم الفيروسي لإنهاء جائحة كورونا. كما استطاعت طمأنة الأميركيين من أصول أفريقية حول فاعلية اللقاح، إذ ساد الاعتقاد بينهم بأنهم سيكونون “فئران تجارب” لشركات الأدوية الكبرى، لما شهده التاريخ الأميركي من ممارسات شائنة في حقّ السود. حظيت كوربيت بشكر خاصّ من رئيس المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة، أنطوني فاوتشي، خلال مشاركته في ندوة عبر الإنترنت، مُشدّداً على أهمية الدور الذي اضطلعت به خلال تطوير لقاح “موديرنا”، الذي أظهر نجاعة في الحماية من كورونا بنسبة 92 بالمئة تقريباً، ابتداءً من اليوم الـ 14 بعد تلقي الجرعة الأولى.