من هو المصمم الذي تختاره أقوى الشخصيات النسائية بالسياسة في أمريكا؟
في مسيرة كل مصمم أزياء ناجح، هناك فترة يُصبح فيها ما صممته أنامله تحت الأضواء.
وبالنسبة للمدير الإبداعي لعلامة “ماكس مارا”، إيان غريفيث، كان اكتشاف أن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي قد أشعلت نوبة جنون عالمي من خلال ارتداء “معطف النار” الأحمر خلال مواجهتها مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في عام 2018، من اللحظات المميزة.
وقال غريفيث، المولود في بريطانيا، والذي التحق بالعلامة التجارية مباشرة بعد تخرجه من المدرسة عام 1987 ، وبقي هناك منذ ذلك الحين، إنه “لطالما كانت العلامة التجارية الإيطالية، المشهورة بمعاطف الإبل والتي تحتفل بعيدها السبعين هذا العام ، تدور حول “صنع ملابس حقيقية للنساء الحقيقيات”.
ويتذكر المصمم لقاءً مبكراً مع مؤسس العلامة التجارية الراحل أشيل ماراموتي: “أخبرني أن نيته كانت دائماً توفير ملابس لزوجة الطبيب أو المحامي المحلي، لم يكن مهتماً على الإطلاق بملابس الأميرات أو الكونتيسات في روما”.
ونهضت هؤلاء النساء على مدار الـ70 عاماً، وأخذن علامة “ماكس مارا” معهن.
وتُعد كامالا هاريس من بين النساء الصاعدات اللواتي يعجبن بإبداعات غريفيث.
وتصدرت نائب الرئيس الأمريكي عناوين الأخبار في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي عندما ظهرت وهي ترتدي أحد معاطف “ديبورا” الرمادية المستوحاة من الجيش خلال الحملة الانتخابية في فيلادلفيا.
وقال غريفيث: “بدت (هاريس) كشخصية من حرب الاستقلال الأمريكية، مع الأعلام في الخلفية وذراعها المروفعة في الهواء … لقد كانت صورة قوية للغاية”.
وتابع غريفيث: بالنسبة لكل من هاريس وبيلوسي، “يبدو أنهما لم يرتديا (المعطفين) ببساطة كأداة مساعدة، ولكن بطريقة جعلته كرسالة”.
الاحتفال بالإرث
ويكرَم غريفيث الذكرى السنوية للعلامة التجارية هذا العام من خلال تكريم النساء القويات والمستقلات مثل هاريس وبيلوسي.
وتماشياً مع رؤية ماراموتي الأصلية، قد لا يكون غريفيث مهتماً بالعائلات الملكية في حد ذاتها، ولكنه عازم على تصميم الملابس لتمكين النساء لحكم العالم.
ويبدو من المناسب أن يساعد غريفيث في الاحتفال بالذكرى السنوية السبعين للعلامة التجارية بمجموعة خاصة.
وتم الكشف عن خط خريف وشتاء 2021 رقمياً خلال فعاليات أسبوع الموضة في ميلانو، ما يمثل القوة المتوقعة من العلامة الإيطالية.
وأوضح غريفيث: “احتفالًا بهذا الحدث الهائل، كنت أفكر في امرأة ماكس مارا كملكة منتصرة عصامية في لحظة ابتهاج لحظة صعودها”.
وبدأ عرض الأزياء الرقمي بصور من وراء الكواليس لعارضة ترتدي معطف “ماكس مارا” قبل أن ينتقل إلى مدرج العرض الدائري داخل متحف “Triennale di Milano”.
وكانت المساحة المنحنية المهيبة، والتي ذكرَت غريفيث بشارع ريجنت في لندن، مزينة بأعلام تحمل رموزاً من أرشيف العلامة التجارية لإضفاء نكهة التتويج أو العرض. ومن بين الرموز كانت علامة تعجب رجعية اكتشفها المصمم في إعلان “ماكس مارا” في خمسينيات القرن الماضي من أرشيف العلامة التجارية.
وأشار غريفيث إلى أن الرمز “يجسد روح المجموعة بأكملها”، مضيفاً “كيف تصف الإحساس بالبهجة والمغامرة الملحمية لهذا الصعود الذي دام 70 عاماً بطريقة أخرى؟”
وبالنسبة لهذه المجموعة، كانت العلامة التجارية تتطلع إلى النساء اللواتي يردن قيادة الجرارات وطائرات الهليكوبتر، ما جعلها تصمم المعاطف المبطنة المصنوعة من شعر الإبل النقي، والسترات المصنوعة من قماش الألبكة الفخمة، وقمصان الأورجانزا، وأحذية المشي.
وقال غريفيث إن تأثير الجائحة على عملاء “ماكس مارا” كان أيضاً أحد الاعتبارات المهمة.