هؤلاء الممثلون هم الأقوى هذا الموسم
تلمع في الموسم الرمضاني الحالي مجموعة من الأسماء من نجوم الصف الثاني، وتبرع أحياناً أكثر من نجوم الصف الأول وأبطال الأعمال أنفسهم. يتفوّق هؤلاء الممثلون في أدائهم ويعطونه من أرواحهم، خصوصاً في المسلسلات ذات الحبكة القوية والثقيلة في بعض الأحيان.
دلال عبدالعزيز | «ملوك الجدعنة»
لمن يعرف الدراما التلفزيونية جيداً، لا يمكن نسيان أداء دلال عبدالعزيز في مواجهة الراحل صلاح السعدني في مسلسل «الناس في كفر عسكر» (2003)، هذا العام، تعود النجمة الكبيرة التي غابت طويلاً عن الأدوار ذات الأداءات الكبيرة ــ مهما كان حجمها ــ بدورٍ جميل للغاية. إنها السيدة المصرية الجميلة التي تُعدّ «صلة الوصلة» و«قلب» مجتمعها. هي الرابط الرئيسي لأبطال العمل، وجانب الخير فيهم. صحيح أنّ هناك كليشيهات في العمل، لكن ذلك لا يقلّل من دورها في المسلسل. يمتاز أداء دلال عبدالعزيز في هذا المسلسل، بأنها أعطته بعداً إنسانياً، صادقاً أكبر، خصوصاً أن ممثلي الصف الثاني في المسلسل احتاجوا إلى هذا الدعم، فكانت دلال صمام أمان العمل ومظلته، لا كشخصية في المسلسل، بل أيضاً كنجمة من العيار الثقيل.
«ملوك الجدعنة»: على «mbc مصر» (20:00) و«شاهد»
نبيل الحلفاوي | «القاهرة كابول»
يعود نبيل الحلفاوي ليضرب من جديد. النجم المصري القدير، وصاحب الأداء التلقائي والطبيعي يقدّم شخصية لطالما أرّختها الدراما المصرية: الرجل الحكيم ذو التجربة، الذي يضيف الكثير من تجاربه إلى شخصيات العمل. هذه الشخصية التي أدّاها الحلفاوي في السابق (كما في مسلسل «لأعلى سعر» (2017)، مع النجمة نيللي كريم)، ولكن ليس بالعمق الذي يؤديه في مسلسل «القاهرة كابول». يمزج الحلفاوي بين شخصية الرجل الحكيم، وشخصية العارف بالأشياء، وفوق كل هذا الساخر، المازح الذي يجيد الجد والكوميديا معاً. تمتاز هذه الشخصيات في المعتاد بإعطائها هدوءاً ضرورياً للمسلسلات، فتخفّف من ضغط المسلسل وتوتره.
«القاهرة كابول»: على «شاهد»، cbc (س: 00:30) و«الحياة» (20:45)
دياب | «نسل الأغراب»
ربما يُعدّ دياب الأهم ضمن ممثلي الصف الأوسط لهذا العام. بدايات دياب كانت كمغنٍّ لأعمال صاخبة من نوع «العو»؛ لكنه سرعان ما أصبح ممثلاً، وعرف عبر «إفيهه» الشهير «باشا مصر» ضمن مسلسل «كلبش» في جزئه الأوّل (2017). المسلسل الذي قدّمه كنجم مساعد، كان انطلاقته الفعلية. هذا العام، يكسر دياب نمطيّته بشكلٍ كلي. يظهر بشخصية علي الغريب في مواجهة نجمين كبيرين: أحمد السقا وأمير كرارة. لا ينكسر دياب كممثل نهائياً في مواجهة النجمين، ولا يسمح لأيّ منهما بأن «يتفوق» عليه تمثيلياً. هو لا يمتلك بالتأكيد مهارة السقا التمثيلية أو ذكاء كرارة في تكوين شخصيته، لكنه استطاع بحرفة أن يقدّم شخصيته بكل ثقة، ما يجعلنا أمام ممثّل موهوب للغاية، قادر على أن يأخذ بطولة بدون أدنى شك.
«نسل الأغراب»: على «شاهد»، On (س: 20:45)، mbc 1 (منتصف الليل)
عماد زيادة | «نسل الأغراب»
كثيرون لم يكونوا قد سمعوا باسم عماد زيادة من قبل؛ لكن هذا العام يختلف تماماً عما سبق. يكفي فقط النظر إليه في دور «بكري زلط» زعيم «الغجر» في مسلسل «نسل الأغراب»، لتتأكد تماماً من أنّك أمام ممثلٍ محترف يمتلك قدرةً عاليةً. لوّن زيادة أسنانه حتى بدت «متّسخة» كما لو أنّه لم يستخدم فرشاة أسنان في حياته. هذا التفصيل الصغير كان كبيراً، خصوصاً أننا هذا العام كنّا أمام عدد هائل من ممثلين يؤدون شخصياتٍ تاريخية، أو «فقيرة» متزيّنين «بهوليوود smile». إلى جانب هذا التفصيل، يؤدي زيادة بطريقة تعد بالكثير، مازجاً شخصية الشرير، بالوصولي والأناني، وفي الوقت نفسه، حافظ على شخصية متزنة حال الحاجة.
«نسل الأغراب»: على «شاهد»، On (س: 20:45)، mbc 1 (منتصف الليل)
محمد حداقي | «حارة القبة»
يمتلك محمد حداقي كل ما يمكن اعتباره ميزات «نجم» من الصف الأوّل. لكن يبدو أنّ المنتجين يفضلون نجوماً أكثر وسامةً تأثراً بالدراما التركية لا أكثر ولا أقل. يؤدي حداقي بحرفةٍ عالية، ويلبس أي شخصية تُقدّم إليه كما لو أنّها جلده الثاني. حداقي يعود في مسلسل «حارة القبّة» بشخصية أبي الأحلام الرجل «المبروك» ذي «الإيفيه» الخاص به: «دمعك يا عين، بيطفي حزنك يا روح» الذي يكرره ويعيده كل مرةٍ بطريقةٍ مختلفة. شخصية حداقي في المسلسل تمتلك أبعاداً جميلة. هي وإن قُدّمت بأشكال متعددة في الدراما العربية، إلا أنّه أضاف إلى الشخصية الكثير من مهاراته الخاصة. تقنياً، يمكن تصنيف حداقي كواحد من أفضل ممثلي جيله المظلومين للغاية.
«حارة القبة»: على «شاهد»، «رؤيا» و«دبي» (س: 23:00)
رندة كعدي | «20 20»
الممثلة اللبنانية القديرة رندة كعدي تستعيد ألقها هذا العام بشكلٍ كبير ولافت. هي تتفوّق أصلاً وكثيراً على ــ مَن يمكن اعتبارها ــ الممثلة الرئيسية في العمل نادين نجيم. تتفوّق كعدي كثيراً في تقديم شخصية «أم صافي» سواء في مشاهدها المشتركة مع أي ممثلٍ يشاركها. ربما مَن يوازيها في قوّة الأداء هو قصي الخولي وكارمن لبّس في العمل فقط. ويبدو من الواضح أنّها قد حضّرت شخصيتها مطولاً، فجلست مع سيدات من نفس طبقة المجتمع الذي تؤديه، فكان كل سلوكها وتصرفاتها مئة بالمئة لأمٍّ من هذا المجتمع: لهفتها على ابنها، طريقة حديثها، حركة جسدها ويديها، فضلاً عن نطقها ألفاظاً وكلمات، وحدهن الأمهات -من الطبقة- يعرفنها ويقلنها. باختصار، يمكن اعتبار أداء كعدي هذه المرة مدرسةً خاصةً في تقديم دور الأم في هذا المسلسل.
«20 20»: على «شاهد»، «mbc دراما» (س: 17:00)، mtv و«السومرية» (20:30)، «رؤيا» (20:30)
كميل سلامة | «هجمة مرتدة»
يستطيع أستاذ المسرح، وأحد صنّاع الدراما التلفزيونية اللبنانية الناجحة كميل سلامة التأدية بحرفةٍ عالية. من يراقب أداءه هذا العام في مسلسل «هجمة مرتدة»، يمكنه إدراك كيف يمكن للممثل أن يجسّد شخصية لا تشبهه بهذا الصدق. يؤدي سلامة شخصيةً لا يمكن تمييزها إن كانت شريرة أو متسلّقة أو حتى خائنة وعميلة. إنها شخصية مصلحتها فوق كل شيء. هذه الشخصية التي يشعر المشاهد بأنه يكرهها ويتضايق منها كثيراً. يستفز كميل سلامة مشاهده بهدوئه ونظرته وسلوكه البسيط: إنه شريرٌ قادرٌ على جعلك تكرهه -كمشاهد- ولو لم يفعل الكثير. منطقياً، تجب الإفادة من سلامة كثيراً لأنه يستطيع تقديم الكثير.
«هجمة مرتدة»: على «شاهد»، dmc (س: 23:15)