أخبار و نشاطاتأخر الاخبارسلايدر

بري في التخرج الأول لطلاب جامعة فينيسيا: لبنان في خطر إقتصادي وفي خطر توطيني وفي خطر دائم إسرائيلي

دعا رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري الى “عدم إستحضار لغة السلاح وتاريخ الحرب الأهلية ونزع فتيل أي تفجير”، مشددا على “وجوب إجراء المصالحات السياسية والعائلية ضمانا للعيش الواحد الموحد”، ومشيرا الى ان “لبنان في خطر إقتصادي وفي خطر توطيني وفي خطر دائم إسرائيلي، وفي عقوبات من كل أنحاء العالم”، سائلا: “ماذا ننتظر كي نتوحد ونتصالح، اتهدم اسوار لبنان ونحن نناقش جنس المحاكم؟”. وأكد أن “المجلس النيابي إنتصر في معركة دوره التشريعي ورفض منطق تهميش الديمقراطية”، لافتا الى ان “الدستور يبيح لمجلس النواب خفض النفقات وليس زيادة موازنة”، مجددا تأكيد “وحدة الموقف اللبناني الموحد ازاء ما تمثله صفقة القرن من أثمان ورفض مبادلة فلسطين وبثلاثين من الفضة ورفض التوطين مقابل ما يوصف الرخاء الاقتصادي”.

كلام الرئيس بري ومواقفه جاءت خلال رعايته حفل التخرج الأول الذي نظمته “جامعة فينيسيا” في قاعة مدرجها الجامعي في منطقة الصرفند – الداودية.

الحضور
الإحتفال حضره إضافة إلى رئيس مجلس النواب، وزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب، رئيسة مجلس امناء “جامعة فينيسيا” رندة عاصي بري، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب، رئيس “مركز البحوث العلمية” معين حمزة، افراد الهيئتين الإدارية والتعليمية في “جامعة فينيسيا”، المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم، فعاليات قضائية واكاديمية وإقتصادية وإغترابية. وحشد من ذوي الطلاب الخريجين.

موكب الطلاب
الإحتفال استهل بدخول موكب الطلاب، ومن ثم النشيد الوطني اللبناني، ففيلم وثائقي عن الجامعة.

بعدها ألقت فرح الصباح كلمة قدمت فيها الطلاب، فألقى الطالب باسل شعيب كلمة الخريجين، ومن ثم كلمة للطالبة ريم شعبان تلت فيها القسم الجامعي، ومن ثم القى رئيس الجامعة عماد زبيب كلمة ترحيبية إعتبر فيها “هذا اليوم المفعم بالنجاح هو تتويج لأربع سنوات من العمل”، شارحا “الإنجازات والتقديمات التي وفرتها الجامعة إلى الطلاب على مدى السنوات الأربعة وللأعوام الجامعية الآتية في كل الإختصاصات التي تلائم اسواق العمل”، منوها بـ “الدور الكبير لرئيس مجلس النواب ورئيسة مجلس الأمناء في رسم إستراتيجية الجامعة”.

كلمة بري
ثم ألقى الرئيس بري كلمة قال فيها: “هنا في الصرفند، على إحدى تلال عاملة على مرمى عين شفيعنا ابي ذرالغفاري، يقوم هذا الصرح، جامعة فينيسيا، الذي بدأ كمدرسة إبتدائية تعوض لأهلنا الدمار الذي الحقته إسرائيل بالمؤسسات التربوية والصحية وغيرها.

لقد تعلمت ان أتقي شر الحياة بالعلم، وان ننشر أشرعتنا كما في البحر كذلك في البر، ان نحمل السلاح بيد والميبر باليد الأخرى، ان نطرز حضورنا ورقة ورقة الى حبة حبة كالسبحة، ان ننشئ المؤسسات، ان نحول الشهداء والكلمات الى صروح هكذا محمد سعد، هكذا بلال فحص، هكذا حسن قصير… هكذا فينيسيا!.

هنا تقوم جامعة ليست اضافة الى جامعات ومعاهد عليا للتعليم، جامعة تبحث اولا في الاختصاصات التي تحتاج إليها اسواق العمل، فقد تشبعت بلادنا بأصحاب المهن الحرة كالطب والاداب وخلافهما.

قبل هذا الصرح التربوي كنا نتعلم من الفصول، نتوارث طريقة الحصول على اي شهادة، كانت ايادينا في مهب الجنون، الردى والمدى والمسافة والصبح والمساء. نبحث بالواسطة عن اي وظيفة، واي وظيفة تشترط شهادةً هي اقرب لشهادة فقر الحال التي يمنحها مختار الضيعة

ايها الاعزاء
لأنهم ولأنكم أكبادنا التى تمشي على الارض، ريشة العمر التي رسمنا بها اجمل الأبناء والبنات، صورتنا في مرآة الحياة، ياسميننا الذي نرتديه ونستنشقه الصباحات، عطرنا الذي تبوح به المساءات، وقتنا الذي يأتي بعد ونهديه لنا.

لأنهم ترابنا ولأنكم ترابنا في مزهرية الحياة، هم كلما مضينا الى التيبس والتخشب إزدادوا عمرا ونضارة، وكلما نزفنا ذاكرة وشوقا، كانوا صدى لشوقنا وذاكرتنا عندما كنا.

لأنهم أسماء أسمائنا على مقاعد الدراسة، لأنهم الجامعة يوم كانت حلم أحلام جيلنا ومن سبق أجيالنا، لأنهم يفكرون بأسواق العمل وهم على مقاعد الدراسة، فيما كنا في أعماركم نغترب بأفكارنا بعيدا من الوطن الى أوطان الأخرين.

لأنكم هكذا أشهد أن لبنان سيكون على قياسكم، في نظامه السياسي، بشمول إنتخابات لبنان على أساس الدولة المدنية وعلى اساس النسبية. في نظامه التربوي في نظامه الصحي، الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي الى آخره.

بعد هذا اليوم، يوم تخرجكم من المكان المناسب، جامعة فينيسيا، الى الزمن المناسب لبنانكم الذي يليق بإختصاصاتكم. هذا اليوم الذي يتفلت من زماننا الصعب الذي تحيط به جهات الضباب.

بعد هذا اليوم سنعلن إنتماءنا لكم للبنانكم انتم، لزمانكم كحل العيون في مسافة الغناء… سهركم الليالي بحثا عن النجاح… ذهابكم الى الحياة كشجر يشتهي أمومته. حيث حين تزقزقون كالأطيار في مواسم الإمتحان ويفرح هذا الجمع، نحن، ذويكم، الإدارة الجامعية الرشيدة، أساتذتكم الأعزاء، هذا الجمهور البهي، وميض أعينكم التي تنظر بزاويتها الى فرحتنا.

أيها الاعزاء
لأن المكان جامعة فينيسيا بدأ يشارك في رسم وكتابة حياتنا، أعلن بأعلى الصوت انني لن أخاف بعد اليوم ان يخبئ لنا الوقت مفاجأة، فيما نحن إطلقنا عصرنا في هذا الحفل للتخرج.

بالأمس اطلقنا الأعمال لتفسير حلم الامام الصدر بأن يكون مستشفى السيدة الزهراء عليها السلام ليس مجرد صرح طبي بل مستشفى جامعيا.

لقد سلكنا طريقا شاقا ومريرا في سبيل هذا الهدف الذي بدأ يتحقق، وها نحن نسلك ذات الطريق لتحقيق هدفنا التربوي المعلن بأن نقدم للمجتمع أبناء مخلصين مختصين بعلوم تعبر عن حاجة وفي الوقت نفسه تجد اسواقا للعمل بخاصة وأن السلطة التنفيذية يا معالي الوزير لم تؤلف مجلسا اعلى فعالا للتربية، ينسق بين اسواق العمل والمتخرجين.

لقد جاء دخولنا المجال التربوي للمنافسة إرتكازا على عوامل كثيرة، أبرزها المكان والزمان والنوعية والاختصاص، حيث روعي في المكان ان يكون وسطيا يستطيع الأبناء الوصول اليه وفي الزمان التوقيت المناسب، وفي النوعية وسط عشرات الأسماء للجامعات ومعاهد التعليم، ليس الإسم المناسب فينيسيا فحسب، بل إختيار الجهة الثقة التي يستطيع الأهل غرس شتلاتهم في ارضها الى ان يحين موعد اطلاقهم في ثقب إبرة الحياة.

الإختصاص الا تمنحهم الجامعة او المعهد العالي شهادة في فرع او إختصاص يكون في إستطاعتهم الحصول عليها من دون عناء يذكر، حتى اذا لم يجدوا أسواق العمل إكتفوا بأن يزينوا بها جدران المنزل.

ليست هي الدفعة الاولى من الخريجين ولكنها حفل التخرج الأول، لذلك وافقت على الحضور الاول للتخرج لأنه:

اولا – يضم اعدادا من الخريجين في إختصاصات غير مطروقة في بلد يضم عشرات الجامعات ومعاهد التعليم العالي منها علاج النطق، التواصل، التواصل الإنمائي والعلوم.

ثانيا – إن الخريجين سيستفيدون من دون أدنى شك من فرص العمل المتوافرة الأن في الأسواق والتي تنتظر الخريجين الجامعين في الإختصاصات التي نطلقها.

ثالثا – إن الطلاب هم مختارون ويخضعون لإمتحانات متعددة منذ البدء غير مشمولة بالواسطة السياسية او الجهوية اوالفئوية او الحزبية والطائفية، الشرط الوحيد للدخول هو التفوق والتمايز. وان يكون المتقدم للجامعة رقم سجله ونظيفا ولا يحمل علامات فارقة.

إني انطلاقا من إصراري على التأكيد ان للتربية مهمة إنسانية من دون شك، إلا انها صناعة وطنية، قومية وعالمية من اكبر الصناعات، لأنها كما تتصل بإقتصادات السوق، فهي تتصل بالتنمية الشاملة والمستدامة، لذلك ركزت على ضرورة إيجاد الصلة العضوية بين الخطة التربوية والخطة الاقتصادية الإنمائية الشاملة.

فالتربية هي عملية اجتماعية، تهدف الى إعادة الإنتاج الإجتماعي وتطويرها، وهي ليست محو أمية وإعطاء شهادات، ليست تبليغا للمنهج التربوي بل إعطاء التوجيه نحو سوق العمل. لذلك فإنى أتوجه الى صديقي معالي الوزير المختص من اجل تعويض الوقت الذي خسرناه والى المبادرة لبناء الإدارة المستقبلية للتربية.

إنه كما المهم التوصل الى وضع هيكلية تربوية فإن من المهم في مكان إنصاف العاملين في القطاع التربوي، لأنه لا يمكننا الدخول الى المستقبل والاستثمار عليه والوطن أعرج ويتوكأ على بعضه البعض، ويرفع المطالب بالعدالة المالية، والأعوام الدراسية تقع في الأسر العام تلو العام.

إن مطالب أساتذة الجامعة اللبنانية هي مطالب حق، وما يطلبون به تحسينا لوضعهم هو حق ايضا، ولكن على الأساتذة وروابطهم الموازنة بين مصالحهم ومصالح الطلاب ومصلحة الجامعة وان يقرؤا جيدا الوضع المالي المساهم شبه الوحيد في موازنتهم، ان النضال المطلبي يجب ان يستمر ونبارك ما توصلوا إليه من اتفاق على البنود السبعة مع معالي وزيري التربية والمالية ورئيسة لجنة التربية النيابية.

في لبنان، وفي الأحداث أدعو الى عدم إستحضار لغة وسلاح وتاريخ الحرب الأهلية، ونزع فتيل أي تفجير والإكتفاء بالنزف الحاصل بالشهداء والجرحى الذين سقطوا خلال الحادث الأليم في الشحار الغربي، تلك المنطقة العزيزة التي تشهد اليوم إمتحان السلم الأهلي، لذلك نؤيد إجراء تحقيق في الوقائع التي جرت وإجراء المصالحات السياسية والعائلية ضمانا للعيش الواحد الموحد، فالمعركة ليست بيننا المعركة معنا، لبنان في خطر إقتصادي، في خطر توطيني، في خطر دائم إسرائيلي، وفي عقوبات من كل انحاء العالم. فماذا ننتظر كي نتوحد ونتصالح، أتهدم اسوار لبنان ونحن نناقش جنس المحاكم؟.

في المسألة التشريعية، نقول ان المجلس النيابي انتصر في معركة دوره التشريعي ورفض منطق تهميش الديمقراطية. فقرار السلطة التنفيذية اقرار صيغة الموازنة لم تدفع لجنة المال والموازنة النيابية الى إقرار الموازنة في شكل اوتوماتيكي، بل تحولت الإجتماعات اقرب ما تكون الى إجتماعات يحضرها عشرات النواب إستخدموا حقهم في عصر الموازنة حيث ان الدستور يبيح للمجلس خفض النفقات وليس زيادة الموازنة.

في الموضوع السياسي، نقول ان موقف لبنان موحد بسلطتيه التشريعة والتنفيذية، بمراجعه السياسية والدينية، بمساجده وكنائسه، بكتبه السماوية ودستوره ازاء ما تمثله صفقة او صفعة العصر من اثمان.

اليوم اليوم الثاني عشر من تموز، ذكرى مرور 13 عاما على العدوان الإسرائيلي على لبنان والذي إنتصر فيه مثلث الجيش والشعب والمقاومة، لذلك ليعلم القاصي والداني باننا سندافع عن مواردنا البحرية تماما بل أكثر مما دافعنا فيه عن برنا.

وان لبنان يرفض ان يبادل فلسطين بثلاثين من فضة، كما ويرفض التوطين مقابل ما يوصف بالرخاء الاقتصادي. إن لبنان مصمم مهما طال الزمن على ان يكون ممرا لعودة ابناء الشعب الفلسطيني الشقيق لوطنه وتقرير مصيره وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، ولبنان ملتزم بالموقف الفلسطيني الموحد ازاء ما يطرح.

لقد كبر قلبي وانا أرى أهلنا في العيساوية الضاحية المقدسية يتصدون بوسائلهم المدنية لمحاولة سلخهم عن محيطهم، ولاستمرار إحتجاز اسرائيل لجثامين ما يزيد عن اربعين شهيدا من الارض المحتلة إغتالتهم سلطات الاحتلال.

أقول لقد كبر قلبي وانا أرى أهلنا في غزة يحتشدون بأجسادهم العارية من كل سلاح مقابل جيش الإحتلال الإسرائيلي المدجج بالأسلحة الحديثة العصرية، هذا المحتل الذي قلص مساحة الصيد البحري ومنع تزويد محطات الكهرباء بالوقود وحفر نفقا اسفل منازل المواطنين الفلسطينيين في سلوان لتطويق المسجد الاقصى المبارك.

واقول في السياق نفسه للدول العربية ان الأجدر بكم خوض حوار مع الجوار المسلم في شأن ما يشكل نقاط خلاف من خوض هذا الحوار مع المسؤولين الصهاينة، الصديق والرفيق لا نفاوضه بينما نفاوض العدو؟ لأن المشكلة مع الإسرائيليين هي أبعد من خلاف الى إحتلال ومجازر تكاد تستغرق قرنا واستغرقت عقودا من الزمن، ولأجيال من أبناء الشعب.

ايها الأعزاء
من هذا المكان جامعة فينيسيا اتوجه بالتحية الى الأهل الأعزاء الى الإدارة والأساتذة والعمال الى الأبناء الطلاب الى ذويهم، وادعوهم لأن يكونوا معاصرين في تعليمهم وفي تحديث مناهجهم وفي بناء معارضم العلمية والديمقراطية من اجل الوصول غدا بلبنان الى ضفة الامان”.

توزيع الشهادات
واختتم الإحتفال بتوزيع الشهادات حيث تولى الوزير شهيب ورئيس الجامعة تسليم الشهادات إلى الطلاب الخريجين. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى